صحيح أن المنتخب الوطني فشل في الحفاظ على لقبه القاري بتوديعه لكأس أمم أفريقيا 2021 من دور المجموعات، إلا أن المناصر الجزائري الذي يفقه كرة القدم يدرك جيدا أنه بات ضروريا الوقوف مع «الخضر» في هذا الظرف الحساس ومساندتهم والرفع من معنوياتهم أولا عرفانا بما قدموه طيلة الثلاث سنوات الأخيرة من تتويج بكان مصر 2019 وتسجيل سلسلة لا هزيمة تاريخية على المستوى القاري ببلوغ 35 مباراة دون هزيمة، وهو رقم يصعب على أي منتخب أفريقي تحطيمه أو معادلته بل حتى الإقتراب منه، ووصولا إلى التتويج بكأس العرب فيفا 2021 والذي ساهمت فيه مجموعة كبيرة من لاعبي المنتخب الأول الذين شاركوا في هذه الكان، وثانيا لأننا على بعد شهرين فقط من خوض المباراة الفاصلة ضمن الدور التصفوي الأخير المؤهل إلى نهائيات كأس العالم المقررة نهاية السنة الجارية بقطر، حيث تعتبر الهدف الأساسي ل«الخضر» ولبلماضي هذه السنة، ولعل اللقطة التي شاهدناها مساء أول أمس عقب مباراة كوت ديفوار، عندما اقتحم مناصر جزائري أرضية الميدان وراوغ كل أفراد الأمن حاملا الراية الوطنية ومتجها نحو اللاعبين الجزائريين لمواساتهم، أحسن دليل وأحسن رسالة يمكن للجماهير أن توصلها إلى المنتخب الوطني، إذ تجاوب اللاعبون مع هذا المناصر، وإسمه محمد زروال، واحتضنوه وخاصة منهم بلايلي الذي كان منهمرا بالبكاء قبل أن يواسيه هذا الأخير الذي قام بدوره على أكمل وجه وبعث من جهته برسالة إلى كل الأنصار مفادها ضرورة الوقوف مع المنتخب الوطني في السراء والضراء، والعرفان بما قدموه، وتحفيزهم عشية موعد هام وهو تصفيات المونديال في دورها الأخير، في لقطة وصفها البعض ب«أحسن لقطة» في المباراة.