حاوره : جطي بن شهرة يعتبر الشيخ الميلود بوكنين المعروف ب " الفيالاري " رائد الأغنية البدوية بولاية تيسمسيلت ، له مسيرة فنية في مجال الشعر والأغنية البدوية عمرها 50 سنة ، تخرج على يده العديد من المشايخ وله رصيد من القصائد الشعرية في الملحون والأغاني البدوية ، سجلت له العديد من الأشرطة الغنائية بالجزائر و فرنسا ، غنى عن الوالدين والوطن ومدح الرسول صلى الله عليه وسلم ، كما شارك بأعماله في مختلف التظاهرات والفعاليات الثقافية و الدينية عبر الوطن ، نال عدة شهادات تقديرية وشرفية عرفانا له بالمجهودات المبذولة في الارتقاء بالفن الشعبي البدوي ، كما حظي خلال السنة المنصرمة بتكريم خاص من قبل وزارة الثقافة ، وللتعرف أكثر على الشيخ الفيالاري اقتربنا منه و أجرينا معه الحوار التالي : الجمهورية : هل لك أن تعرفنا عن مسيرتك الفنية ؟ وماهي المحطات البارزة في هذا الجانب ؟ فيالاري : أنا من مواليد 11 فيفري 1946 ، لقبت بالشيخ الفيالاري نسبة إلى " فيالار " وهي التسمية القديمة لمدينة تيسمسيلت مسقط رأسي ، في البداية كنت ضمن فرقة مسرحية مع عدة فنانين ، حيث كنا نقدم عروضا سنتي 1963 و1965 ، تحوّلت بعدها إلى الأغنية البدوية لأنني أحببت هذا الفن الغنائي الذي أعتبره إبداع أصيل وتراث وجب المحافظة عليه ، علما أنني بدأت بالناي الصحراوي وبدأت العزف على القلال الذي يعتبر من أساسيات المهنة ، وفي سنة 1967 شاركت في تظاهرة وطنية للغناء الحوزي والبدوي التي أقيمت فعالياتها بولاية تلمسان ، حيث شاركت بأول أغنية وهي " أيا يا يا " ، " الليلة ليلة الإثنين" ، و " ليلة يامحلاها " ، إضافة إلى قصيدة شعرية تحصلت بها على الجائزة الأولى ، لتصبح بعدها الأغنية البدوية حياتي و إحترافي الدائم . الجمهورية : وماذا عن مشاركاتك الفنية ؟ - كانت لي عديد مشاركات كثيرة في المناسبات كالأفراح ، الأعراس والوعدة التي أقيمت بعديد ولايات الوطن على غرار تيسمسيلت ، تيارت ، البليدة ، الجزائر ، الشلف ، عين الدفلى ومستغانم ، و الوعدة هي عبارة عن تظاهرة تقام مرة في الأسبوع تحتفي بالمدح والأغنية البدوية ، والحقيقة أنها مصدر رزقي، إذ كنت أتنقل يوميا إلى الأسواق الواقعة بنواحي الشلف ، تيارت ، قصر البخاري ، المدية ، تلمسان و البرواقية ...الخ ، حيث كنت أتنقل بمعية " القصاب " إلى السوق وأقوم بالغناء هناك أمام المتسوقين الذين يلتفون حولي للإستماع بمختلف المدائح والأغاني التراثية التي أقدمها ، وبخصوص المشاركات الرسمية فقد وقعت حضوري في فعاليات ثقافية كثيرة وإلتقيت عدة وجوه فنية بارزة في الساحة الوطنية أمثال المطربة نورة ، محمد العماري ، عبد القادر شاعو وفنانين آخرين ، كما شاركت أيضا في الأسابيع الثقافية في إطار التبادلات الثقافية بين ولايات الوطن ، ونلت عدت شهادات شرفية وتقديرية ، كما كرمتني وزارة الثقافة سنة 2014 تخليدا لأعمدة الأغنية البدوية . * كم عدد الأشرطة الغنائية التي تملكها في رصيدك الفني ؟ - طيلة مسيرتي الفنية سجلت بالجزائر العديد من أشرطة " الكاسيت" في الأغاني البدوية وأغلبيتها عن مدح الرسول صلى الله عليه وسلم وعن الوالدين، وفي عام 1988 سجلت شريطين غنائيين على طريقة الفيديو تضمّان أغاني دينية ، كما أصدرت شريط كاسيت ضم حوالي 10 قصائد كلها تتحدث عن الوطن ، على جانب ذلك أملك في رصيدي 15 اغنية بدوية منها أغنية الوالدين ، مع العلم أن المغتربين الجزائريينبفرنسا كانوا يتهافتون على إقتناء الأشرطة الخاصة بهذا التراث ، وفي تسعينيات القرن الماضي كنا نقدم العديد من الأغاني البدوية ونفتخر بخيرات الوطن وكذا الاعتزاز بالوطنية . *- من هم المشايخ الذين تأثرت بهم ؟ *- تأثرت بكل من الشيخ المماشي حمادة وبوراس عبد القادر رحمهما الله ، إلى جانب المشايخة الذين انطلقت معهم وعلموني الكثير في مجال الأغنية البدوية مثل الشيخ ميمون ، الشيخ الصابري ، الشيخ محمد بوخانة رحمهما الله بالإضافة إلى مشايخ هم على قيد الحياة . *- إلى ماذا تطمح مستقبلا ؟ *- طموحي إن شاء الله جمع أعمالي من القصائد الشعرية وكذا الأغاني البدوية في ديوان جديد وتوزيعها في الأسواق .