خليت حارتي وأوقدت سيجارتي..... وصرت نحو بيتي متثاقل الخطوات... وصلت للباب.. فتحت في صمت واكتئاب... وقلت في قرارة نفسي ... ماذا سأقرأ الليلة وأنا لا أملك أي كتاب ... فأجابني قلمي ....وقال ياذا البكم والصممي.. أمهلني روحك ساعة أعطيك من صدقي بلا قسمي.. ففعلت، وبدأ القلم بالكتابة قائلا: زعمو عزتك فيها كم شياب .. و بتغى الغي لغاياتك الغياب.. لم لوائمي ما لائمي لومي.. لما مال على هامتي التراب.. أوهلهل الهدهد لهلاله.. وقد رأى تمشي هاماتك آب.. كالنجم ما من ماء فيه ساكن.. ومعال من حسبو النوافذ باب.. ليس بك يا من لا في غيرك مالك.. وشك يشك في زئير الأسد الذئاب.. بع لمن يخلف فيك المطر السحاب.. وقرأ بجهلك علمي عمّ العتاب .. وكسر بضعفك ذروتي حبرا.. في عروق روحك دما شئت أو خراب .. فأوقفته مهلك يا قلم.....!!! فانا الذي إن سألتني عن أصلي.. استحييت .. لا كبرياء مني ولا لأصلي نكرت.. الهم ّ أني والأصالة أقدر عزتها .. بأحوال ترثي حالتي التي عشت.. بدروب وزقاق الواليس أعلنها.. كيف صرت بعدما لمحت.. حقيقة بالكلام تركب عروشها.. والواقع ما رأيت في الحياة بكيت.. هل تعصبت هل تسرعت هل تعاطفت.. لست لدري؛لا..وهل أنا من كتبت.. مرآة ترى مرآة فمي ترى.. إني أنا لمن ترى كل الورى كسرت.. هل قتلت أم انتحرت أم تخوفت.. مما عملت لما علمت وأدركت.. فكيف لا بلم ولا يعلى الفلى .. ومن ولّى مرّ البلى مثلي أنا ما واليت.. لم هم ما تولما بيا العمى أن اظلمي.. ستعلمي أي الضمى منه أنا قد شربت.. همومي أني عاشق معلق و قالق .. وشاعر مغامر مثابر لا يعبث..