أكد وزير الطاقة، محمد عرقاب، الخميس، بالجزائر العاصمة، في تصريح صحفي على هامش جلسة علنية بمجلس الأمة مخصصة للرد على الأسئلة الشفوية، وحول الاجتماع المرتقب الأسبوع المقبل لمنظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” وشركائها المنتجين غير الأعضاء، أوضح الوزير انه سيخصص لتقييم التزامات كل طرف باتفاق خفض الانتاج ومواصلة هذا التعاون الذي أعطى ثماره. وفي هذا الإطار، لفت إلى وجود إشارات ايجابية بخصوص مدى تطبيق حصص الخفض المتفق عليها بالنسبة لكل الدول في إطار مجموعة “أوبك+” والتي تعززت أيضا بتخفيضات طوعية من روسيا والسعودية والإمارات والكويت وهوما كان له “نتائج جد ايجابية تجسدت مؤخرا في انتعاش الأسعار”. وأكد بأنه كما كان متوقعا، فان رفع الحجر الصحي في عدة دول في أسيا وأوروبا إلى جانب التطبيق الصارم لاتفاق الخفض ( 7،9 مليون برميل يوميا لشهري ماي وجوان) ساهما بشكل كبير في عودة الأسعار إلى المنحى التصاعدي، حسب الوزير. ويتوقع السيد عرقاب تواصل هذا الانتعاش بالتوازي مع العودة التدريجية للأنشطة الاقتصادية لاسيما في قطاع النقل. وفي رده على سؤال يتعلق بتأثير الصعوبات المالية على مشاريع القطاع، أكد الوزير أن انجازها سيتم وفقا للأولوية التي ستمنح لكل مشروع مشيرا إلى أن القطاع ” لا يعرف أي مشاكل في استكمال المشاريع قيد الانجاز”. وأضاف بان الوزارة قامت بإعادة برمجة لمشاريعها وفقا للقدرات المالية المتاحة حيث ستمنح الأولوية للمشاريع ذات القيمة المضافة على غرار المصافي الثلاث في حاسي مسعود وتيارت وبسكرة والتي من شانها وضع الجزائر في السوق الدولية للمنتجات البترولية لأول مرة. ..الانطلاق في انجاز مصفاة النفط بتيارت سنة 2022 اعلن وزير الطاقة انه سيتم خلال سنة 2022 الشروع في انجاز مصفاة تيارت والتي يعول عليها الى جانب مصفاتي أخرتين، في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الوقود. وذكر السيد عرقاب بان قطاع الطاقة برمج انجاز ثلاثة مصافي جديدة في كل من حاسي مسعود وبسكرة و تيارت بقدرة 5 ملاين طن لكل منها، مؤكد انه تم الانتهاء من الدراسات التقنية والهندسية وتهيئة الاراضي المخصصة لها في نهاية 2017. وسيتم انجاز هذه المصافي ضمن مخطط للحكومة للفترة 2021-2024 والرامي الى تامين الامدادات الوطنية من الوقود على المديين المتوسط والبعيد وكذا رفع قدرات البلاد في النشاطات التحويلية ذات القيمة المضافة بالإضافة إلى القضاء على الاستيراد في هذا المجال. وتم الشروع فعليا في انجاز مصفاة حاسي مسعود بورقلة والتي ينتظر منها تلبية احتياجات منطقة الجنوب من الوقود لاسيما من الديازال والذي يتم جلبه من مصفاة سكيكدة وهو ما سيسمح لتوفير مصاريف النقل والتوزيع. اما مصفاة تيارت فستعرف الانطلاقة الفعلية للأشغال بها في 2022، حسب وزير الطاقة الذي اكد بأن هذه الولاية ستستفيد من مشاريع اخرى في اطار برنامج التحول الطاقوي لاسيما ما يتعلق بالطاقة الشمسية. وفضلا عن مشاريع المصافي، فتم ايضا تشكيل فوج عمل من الخبراء على مستوى وزارة الطاقة بهدف دراسة خصائص الوقود بغرض الرفع من قدرات انتاج المصافي الحالية دون اللجوء الى تكرير لكميات اضافية للنفط الخام وهو ما يسمح بالحفاظ على عائدات التصدير والتخفيف من عجز ميزانية المدفوعات، حسب السيد عرقاب. ولفت الوزير الى ان الاستهلاك المحلي للوقود عرف ارتفاعا كبيرا حيث انتقل من 5.6 مليون طن في سنة 2000 الى 14.4 مليون طن في 2019 بمعدل نمو سنوي بلغ 5.1 بالمائة خلال هذه الفترة، وهو ما دفع بالبلاد الى استيراد الوقود من الخارج. ولمواجهة الطلب المحلي المتزايد، تم تأهيل مصافي الجزائروسكيكدة وارزيو مما سمح بتغطية الطلب المحلي الحالي بشكل شبه كلي بالنسبة للبنزين وبمعدل 84 بالمائة بالنسبة للديازال. وفي رده على سؤال اخر حول توظيف سكان الجنوب في منشآت مجمع سوناطراك في هذه المنطقة، اكد الوزير ان سوناطراك وفروعها لديها مخطط سنوي ينفذ مع احترام القوانين السارية ومشاركة الوكالة الوطنية للتشغيل مع الاخذ بعين الاعتبار مبدأ المساواة وضمان الكفاءات المطلوبة لتحقيق المردودية المستهدفة. وبخصوص مسابقة توظيف 450 عامل في ولاية الاغواط بعنوان سنة 2019 ، اوضح ان 279 عامل قد توظيفهم فعلا بينما سيتم اعادة المسابقة بالنسبة لمناصب العمل المتبقية بالتنسيق مع الوالي.