النعاس يرسم عالم الأحلام ومشاهد إنسانية طافحة بالوجد والشوق والبكاء

عن دار الأوطان صدر للشاعر الجزائري النعاس صالح من مدينة حاسي بحبح، ديوان شعر موسوم ب العُبُورُ إِلَى الضِّفَةِ الْأُخْرَى من القطع المتوسط في اثنتين وثمانين صفحة، واثنين وثلاثين عنوانا، تتصدرها كلمة للأديب الطاهر يحياوي، مما جاء فيها العُبُورُ إِلَى الضِّفَةِ الْأُخْرَى هو رعشة الروح وتهدّج الأنفاس، ما بين ضفة هي الحياة، وضفة هي اعتلاء الروح في ملكوت الأعلى.
الديوان يرسم بعتبات قصائده عالم الأحلام ومشاهد إنسانية طافحة بالوجد والشوق والبكاء وفي كثير من مضامينها نقد فلسفي لانحراف الذات وضياع النّفس، ومعاناة البشر من السقوط الأخلاقي والتعامل مع العالم بنفاق، ومرات بدا الشاعر ساخطا على فئة المتسولين على أعتاب شهوة الإدّعاء وكبرياء الزيف ونفاق العلاقات رغم ما في الفضاء من اتساع، وللشاعر رؤيته الخاصة للوطن سمرة بلدتي والسعي في العيش، إنّي اخترتك يا وطني تتمايز عناوين قصائده من حيث التركيب بين المفردة والجملة وشبه جملة، في مجملها تتعالق دلالاتها النفسية والفلسفية والروحية تحركها قناعة سيرو-ذاتية، وتجربة خاصة لا تخلو من توجه تربوي أنيقو رغبة جامحة في التغيير السلوكي..الديوان يكشف أيضا معنى الحب والجمال فضاء الأدب، حروف التيه، قلم، قل لهم، ولا يسعنا إلا أن نهنئ الشاعر الواعد النعاس صالح على إصداره العُبُورُ إِلَى الضِّفَةِ الْأُخْرَى.