حققت الإجراءات المتخذة في إطار الحملة الوطنية للوقاية من حرائق الغابات ومكافحتها خلال موسمي الصيف (2024-2025) نجاحا لافتا، حيث سجل تراجع معتبر في المساحات المتضررة، بفضل الجهود المبذولة تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الذي جعل من حماية الثروة الغابية أولوية وطنية تستدعي تعبئة كافة الإمكانيات وتعزيز الآليات الاستباقية. وكان رئيس الجمهورية قد شدد، استنادا إلى التجارب المريرة التي عاشتها الجزائر في السابق، على ضرورة اتخاذ كل الاحتياطات لتفادي تنامي الحرائق، عبر اقتناء طائرات كبرى لإخماد النيران، وتدعيم عتاد الحماية المدنية، وإعادة النظر في التنظيم السابق بما يعزز التدخل السريع. وفي هذا السياق، أوضح المدير العام للغابات، جمال طواهرية، أن التوجيهات المباشرة لرئيس الجمهورية سمحت بتعبئة ما يقارب 6000 عون في إطار الحملة، مع توفير سيارات التدخل السريع. وأضاف أن اللجوء إلى التكنولوجيا الحديثة مثل الكاميرات الذكية والطائرات بدون طيار ساعد على الكشف المبكر عن الحرائق والتدخل الفوري، حيث تغطي الكاميرات مساحة قطرها 25 كلم وتعمل على مدار الساعة، بينما ترسل "الدرون" للتحقق من الإنذارات والتدخل عند الحاجة. كما أبرز طواهرية الدور الهام للحملات التوعوية والتحسيسية التي تنظم يوميا بالتنسيق مع الحماية المدنية والدرك الوطني، مذكرا بتطبيق النصوص القانونية الردعية الصارمة التي قد تصل عقوبتها إلى 30 سنة سجنا في حالات الحرق العمدي أو التعدي على الثروة الغابية. من جانبه، أوضح العقيد فاروق عاشور، إطار سامٍ بالمديرية العامة للحماية المدنية، أن جهاز مكافحة حرائق الغابات يرتكز على مبدأ الاستباقية ويضم 505 وحدة للتدخل و65 رتلا متنقلا و6 مفارز جهوية، بما يعادل نحو 15 ألف عون مجند يوميا. كما تم تدعيم الجهاز بوسائل جوية تشمل 12 طائرة قاذفة للمياه مستأجرة و6 مروحيات تابعة للمجموعة الجوية للحماية المدنية، إضافة إلى الوسائل الجوية المسخرة من طرف الجيش الوطني الشعبي. وأكد عاشور على أهمية التنسيق المحكم بين مختلف المصالح، من جيش ودرك وأمن وقطاع الغابات والجماعات المحلية، مشيرا إلى أن مواجهة حرائق الغابات تتطلب "منهجية دقيقة"، وهو ما تجسد عبر تنظيم مناورات ميدانية لتطوير الاستراتيجية وتفعيل آليات التنسيق.