استقبل مجمع سونارم وفدا تشاديا من قطاع المناجم، في لقاء خُصص لبحث سبل تعزيز التعاون الثنائي وبناء شراكات واعدة بين البلدين، حسبما أورده بيان للمجمع العمومي. وخلال المحادثات، اتفق الطرفان على وضع الأطر العامة للتعاون، لاسيما في مجالات تبادل الخبرات العلمية والتقنية في البحث الجيولوجي عبر فرع الديوان الوطني للبحث الجيولوجي والمنجمي، وإعداد خرائط جيولوجية ومنجمية محدثة. كما تم الاتفاق على إطلاق خريطة طريق جزائرية-تشادية تشمل برامج تكوينية، زيارات ميدانية للمناجم الجزائرية، ونقل الخبرة الجزائرية إلى تشاد من خلال بعثات عمل متبادلة. وأكد الجانبان أهمية مرافقة الجهود التشادية في إعداد الدراسات الاستشرافية ودراسات الجدوى لتقييم القيمة الاقتصادية للموارد المنجمية واستغلالها الأمثل، إضافة إلى فتح المجال أمام رؤوس الأموال التشادية للاستثمار في الجزائر بالاستفادة من الامتيازات الوطنية والمزايا التنافسية لمنتجاتها المنجمية، بفضل توفر الطاقة والمياه والبنية التحتية. وقدّم مسؤولو المجمع عرضا مفصلا عن خبرة سونارم، التي تستغل أكثر من 80 منجما لمختلف المعادن، منها الذهب والفوسفات والزنك والرصاص والحديد والرخام، فضلا عن تجربتها في الصناعة التحويلية خاصة في شعبة الرخام. كما تطرّق اللقاء إلى دور القطاع المنجمي في دعم صناعة الإسمنت، مع إمكانية إقامة شراكات مماثلة في تشاد لإعادة بعث مصانع الإسمنت المتوقفة هناك. وأشاد الوفد التشادي بمستوى المؤسسات التابعة للمجمع، على غرار المؤسسة الوطنية للمنتجات المنجمية غير الحديدية والمواد النافعة "إينوف"، مبديا إعجابه بالقدرات الجزائرية التي يمكن أن تسهم في تطوير قطاع المناجم في بلاده. وفي ختام الزيارة، وجه الوفد دعوة رسمية لمجمع سونارم لزيارة تشاد من أجل الاطلاع على إمكاناتها المنجمية وإعداد تقييم شامل يحدد نقاط القوة والفرص المتاحة، تمهيدا لوضع حلول عملية مشتركة. كما اتفق الجانبان على التحضير لمذكرة تفاهم واتفاقية تعاون، ومواصلة التنسيق عبر لقاءات ثنائية وتقنية التحاضر المرئي، بما يترجم الإرادة المشتركة في الحفاظ على ثروات إفريقيا وتسخيرها لخدمة التنمية المستدامة لشعوبها.