اختتمت، سهرة أمس السبت، بمدينة تيميمون فعاليات المهرجان الدولي للسياحة الصحراوية في أجواء احتفالية مميزة، طبعها حضور واسع للجمهور الذي تفاعل مع الوصلات الموسيقية التي قدمتها الفرق المحلية على خشبة مسرح الهواء الطلق. وكانت السهرة الختامية مناسبة لاستعراض ثراء التراث الصحراوي وتنوع العروض الثقافية والفنية التي عكست أصالة المنطقة وعمقها السياحي. وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، أكد والي تيميمون، سونة بن أعمر، أن نجاح هذه التظاهرة يعد دليلاً واضحاً على المقومات السياحية الكبرى التي تزخر بها المنطقة والجنوب الجزائري عموماً، مشيراً إلى أن ولاية تيميمون باتت اليوم وجهة سياحية بارزة بفضل تنوع مناظرها الطبيعية وغنى ثقافتها المحلية. وأوضح الوالي أن المهرجان شكّل فرصة مميزة للترويج للمعالم السياحية من خلال الزيارات الاستكشافية التي استفادت منها الوفود المشاركة، بما في ذلك ممثلو السلك الدبلوماسي ووسائل الإعلام التي تعرفت عن قرب على مكنونات التراث المحلي. وأبرز أن هذه الزيارات أسهمت في فتح آفاق جديدة للتعاون في المجال السياحي والصناعات التقليدية. وأضاف المسؤول التنفيذي أن المهرجان ساهم في نسج علاقات بين مختلف الفاعلين وإبرام اتفاقيات تعاون بين المتعاملين الاقتصاديين الناشطين في السياحة والصناعة التقليدية، مؤكداً أن هذه المبادرات ستكون لها آثار إيجابية على الديناميكية الاقتصادية المحلية، وستدعم النشاط السياحي في الجنوب، فضلاً عن تشجيع الشباب على خوض غمار الاستثمار المقاولاتي. وثمّن المشاركون في هذه التظاهرة الجهود المبذولة لترقية الوجهة الصحراوية على المستويين الوطني والدولي، مؤكدين ضرورة مواصلة دعم الحرفيين والصناعات التقليدية لضمان تسويق أفضل لمنتجاتهم داخل وخارج الوطن، مع التشديد على أهمية تعزيز التكوين في المجال السياحي لفائدة الشباب الراغبين في الاندماج في قطاع واعد. وعرفت السهرة الختامية تكريم الفائزين في مختلف المسابقات والأنشطة التي تضمنها البرنامج، حيث نالت الحرفية مسعودة ودان من ولاية المنيعة، المتخصصة في النسيج التقليدي، جائزة أحسن منتوج حرفي، بينما تحصلت خليفي فاطنة من جمعية "بوابة الصحراء" بالنعامة على جائزة أحسن طبق تقليدي. ومنحت جائزة أحسن خيمة لجمعية "ناس القعدة" للسياحة والصناعة التقليدية من بشار، فيما افتكت الجمعية الوطنية لمتطوعي الجزائر الجوالة من ذوي الاحتياجات الخاصة جائزة أحسن منتوج مبتكر. كما توّج مركز الإذاعة المحلية بتيميمون بجائزة أحسن عمل صحفي، في حين عادت جائزة أحسن صورة فوتوغرافية من فئة الشباب للمصور إبراهيم بن حجو، نظير مساهمته في إبراز جماليات التراث الصحراوي بعدسته. يذكر أن الطبعة السابعة من المهرجان شهدت حضور أكثر من 800 مشارك من مختلف ولايات الجنوب الكبير والهضاب العليا، وتضمنت أياماً دراسية بمشاركة خبراء من داخل وخارج الوطن، إضافة إلى برنامج ثقافي وفني ثري، مع تخصيص فضاءات واسعة للحرفيين الذين تمكنوا من الترويج لمنتجاتهم التقليدية التي تعكس أصالة وتاريخ كل منطقة.