أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، وجود اختلالات حقيقية في بعض القطاعات الحيوية، وفي مقدمتها قطاع إنتاج اللحوم، مشيرًا إلى ما وصفه ب"الفشل في إنتاج اللحوم بكل أنواعها"، وهو ما يطرح –حسبه– علامات استفهام كبيرة حول أداء هذا القطاع. ووجّه في هذا السياق نداءً مباشرا للفاعلين فيه من أجل التحلي بالغيرة الوطنية، مؤكدًا أن الأموال التي تُصرف على استيراد اللحوم "أبناء الجزائر أولى بها". وفيما يخص قطاع الصحة، نوّه رئيس الجمهورية بالمؤشرات الإيجابية المسجلة، خاصة ارتفاع معدل الأمل في الحياة، بفضل القضاء على العديد من الأمراض. وأبرز أن التلقيح في الجزائر يُعد سلوكًا عاديا ومكتسبًا راسخًا، رغم أنه لا يزال استثنائيًا في العديد من دول العالم، ما يعكس نجاعة السياسة الصحية الوطنية. الأرقام تحت المجهر ومحاولات التشويش لن تُثني الدولة عن مسارها وردّ رئيس الجمهورية على الأطراف التي تحاول، حسب تعبيره، طمس الإنجازات المحققة وبث التشكيك، مؤكدًا أن الأرقام التي تعلنها الدولة "صحيحة وتحت المجهر"، ولو كانت غير ذلك لكانت محل مساءلة الإعلام العالمي. وأوضح أن هناك مدنًا أنشئت من الصفر، ورغم ذلك يروج البعض لخطاب مفاده أن "شيئًا لم يتغير"، معتبرًا أن مقياس التغيير لدى البعض هو توقف الأموال التي كانت تُحوّل إلى جيوبهم. وجدد الرئيس تأكيده على أن أساليب البلبلة وتحطيم المعنويات لن تحقق أهدافها، مستحضرًا وضع البلاد سنة 2019 حين كانت، على حد تعبيره، "على شفا حفرة"، وكان الخطاب السائد آنذاك يشكك حتى في القدرة على دفع الأجور. الدعم الاجتماعي خط أحمر والقدرة الشرائية في صلب الاهتمام وشدد رئيس الجمهورية على أن التاريخ لن يسجل على الدولة الجزائرية تخليها عن دعم المواطن البسيط، مبرزًا سلسلة المكاسب الاجتماعية التي تحققت، وفي مقدمتها رفع الأجور، مع الالتزام بمواصلة هذه الزيادات، إلى جانب استمرار عمليات التوظيف. وأكد أن القدرة الشرائية "محمية في حدها الأدنى"، وأن الدولة تتصدى يوميًا لكل من يسعى إلى كسرها، خاصة من وصفهم بالطفيليين الذين يستهدفون الامتيازات الاجتماعية، مشددًا على ضرورة مواصلة دعم أسعار المواد الغذائية، والماء، والكهرباء، والسكن، والحفاظ على مجانية التعليم. السكن وتحلية المياه.. إنجازات وأوامر جديدة وفي قطاع السكن، كشف رئيس الجمهورية أنه تم إنجاز مليون و700 ألف وحدة سكنية منذ بداية عهدته الأولى، مذكّرًا بقراره السابق المتعلق باسترجاع أراضٍ بمدينة سيدي عبد الله كانت قد مُنحت بطرق غير عادلة، لإعادتها إلى الشعب عبر مشاريع سكنية. كما أمر، بعد استعراض إنجازات تحلية مياه البحر، الوزير الأول بالشروع في إنشاء محطتين لتحلية المياه بكل من تندوف وتمنراست، في خطوة تهدف إلى تعزيز الأمن المائي خاصة في مناطق الجنوب. ثوابت دبلوماسية ومواقف واضحة إقليميًا وعلى الصعيد الدولي، جدّد رئيس الجمهورية تمسك الجزائر الثابت بموقفها الداعم للقضية الفلسطينية، مؤكدا أن هذا الموقف غير قابل للمساومة. وفيما يخص دول الجوار، شدد على أن الجزائر متمسكة بمبدأ عدم التدخل، مؤكدًا أن الحل في ليبيا لا يمكن أن يكون إلا بين أبناء الوطن الواحد. أما بخصوص العلاقات مع تونس، فقد حذر رئيس الجمهورية من محاولات زرع الفتنة بين البلدين، مشددًا على أن أمن الجزائر من أمن تونس والعكس صحيح. وأكد أن الجزائر لم تتدخل يومًا في الشأن الداخلي التونسي، ولم تطأ قواتها الأراضي التونسية، معتبرًا أن الروح الوطنية لدى الشعب التونسي قوية، وأن محاولات تصويره كطرف ضعيف هي محاولات فاشلة. وختم رئيس الجمهورية بالتأكيد على متانة العلاقة الأخوية بين البلدين، قائلاً: "الرئيس قيس سعيد لا هو مطبع ولا هو مهرول، ومن يمس تونس فقد مس الجزائر".