إتحاد العاصمة غازي: “لن أدع دزيري يعتزل لأنني لا أستطيع أن أرى الإتحاد دونه“

يرى اللاعب كريم غازي، وهو أحد أقرب لاعبي الإتحاد إلى زميله دزيري، أنه لا يتخيّل يوما أنه سيلعب في الاتحاد دون أن يرى دزيري إلى جانبه، وأنه لا يمكن أن يفكر في هذا الأمر إطلاقا، ولا يصدق أو يضع في مخيّلته أن دزيري سيتوقف عن اللعب حيث قال: “ماذا تقول؟ دزيري يتوقف عن اللعب، هذا لا يخطر على بالي إطلاقا.
صحيح أنه يقول هذا الكلام، لكن لن يتجسّد على أرض الواقع لأني لن أدعه يعتزل لأنني لا أرى الاتحاد دونه، فهو لاعب متميّز ويقدم مستوى جيدا ولا يمكن أن يغادر بهذه الطريقة وسأعمل كل ما في وسعي حتى يتراجع عن التفكير في هذا الأمر. صراحة لعبت معه مدة طويلة ولن أتركه يتخذ قرارا مثل هذا لأنه لاعب مختلف تماما عن بقية اللاعبين حتى من أبناء جيله فما بالك بلاعبين من أبناء الجيل الحالي”.
“يُمكنه أن يلعب موسمين آخرين ب السيڤار”
وتابع غازي كلامه معنا مؤكدا أن دزيري يقدم مستوى يمكنه أن يواصل به اللعب لعامين على الأقل: “أظن أن لاعب مثل دزيري وبالنظر إلى المستوى الذي يقدمه حاليا وما قدمه في السنوات الأخيرة، بإمكانه اللعب لموسمين آخرين دون مشكل، وإذا واصل العمل بجدية فإنه يستطيع أن يلعب أربع سنوات. وصراحة أريده أن يحطّم الرقم القياسي الجزائري ليكون أكبر لاعب واصل اللعب في سن متقدمة، ولا أظن ذلك صعبا عليه لأن المستوى في البطولة الوطنية يتراجع وهذا ما يؤهله ليلعب مواسم أخرى والكل يرغب في رؤيته يواصل لأن المناصر نادرا ما يرى فنيات مثل التي يقدمها دزيري”.
“لو يجري إختبارات بدنية سيتفوّق على شباب 20 سنة”
قلنا من الناحية الفنية إنه لاعب جيد، وهو أمر لا يختلف فيه إثنان، لكن أن نجد لاعبا في نهاية عقده الرابع يقدم مستوى بدنيا يجعله يتفوق في الكثير من المناسبات على لاعبين شبان فهذا ما لا يتصوّره الكثير من المتتبعين، حيث قال غازي: “لما ترى دزيري فوق الميدان يجري لا تعتقد أنه لاعب يبلغ من العمر 38 سنة، لأنه يقدم مستوى بدنيا أحسن بكثير من عدد معتبر من اللاعبين الشباب، وأظنه لو يجري اختبارات بدنية في بداية الموسم ويتنافس مع لاعبين من أصحاب العشرينيات سيتفوق عليهم، وهذا راجع إلى العمل الذي قدّمه في شبابه وهو الآن يستفيد منه“.
“أعيش معه أكثر من عائلتي،فكيف يرحل هكذا!؟”
وتحدث اللاعب الدولي السابق عن دزيري من حيث العلاقة بينهما، إذ قال إن قرار الاعتزال صعب جدا لأنه عاش معه مدة طويلة، وربما لو يجمع –حسبه- الأيام التي عاشها مع عائلته والأيام التي عاشها مع دزيري فسيجد أن الأيام التي عاشها مع دزيري أكثر، لذا فالاتحاد عائلته الثانية –قال غازي- وليس سهلا أن تخرج من العائلة أو تبقى فيها وتفقد واحدا من أقرب المقربين إليك: “أعيش مع دزيري منذ 12 سنة وهذا ليس وقتا قصيرا، فأنا أتدرب معه يوميا وأقضي ليال وأيام معه، خاصة حين كنا نلعب مباريات دولية ونجري تربصات خارج الوطن، وهو دليل على أن الفريق يعتبر العائلة الثانية للاعب لذا يصعب عليه أن يفقد لاعبا خاصة لما يكون قريبا منه”.
“لا أتخيّل يوما أني سألعب في الإتحاد دون دزيري”
وقال اللاعب السابق للترجي الرياضي التونسي دزيري لن يغادر وسيعمل المستحيل حتى يقنعه بالتراجع عن الفكرة: “لا أتخيّل أنني سأرى اتحاد العاصمة دون دزيري. أن يغيب بسبب الإصابة أو العقوبة أمر تعوّدنا عليه، لكن أن يغيب علينا بتلك الطريقة فهذا ما لا أريد أن أعيشه، ولا أتخيّل أنني سأرى اتحاد العاصمة يبدأ الموسم ودزيري ليس في صفوفه، هذا الشعور لا أستطيع التعبير عنه لأن المناصر أو المسيّر لن يستطيع أن يشعر به، لكن اللاعب يحسّ به لأنه بمثابة شقيقه، وهناك من اللاعبين من لا يرى شقيقه إلا مرات قليلة طوال العام في حين يرى زميله في الفريق طوال الموسم وهو الأمر الذي يوطد العلاقة بينهما، فاللاعب ضحى بعائلته وابتعد عنها ووجد لاعبين يعتبرون أشقاء آخرين له، لذا لا يريد أن يفقدهم بتلك السهولة، لأنه على دراية تامة أن اللاعب لما يتوقف عن اللعب فإنه لا يراه إلا نادرا، وهو أمر صعب”.
“لاعب منضبط في كل شيء وهناك من يظنه غير ذلك”
أما عن الحياة الشخصية لدزيري، فقال غازي إن هناك عددا من المتتبعين يظنون أن دزيري غير منضبط أو شيء من هذا القبيل، لكن الحقيقة عكس ذلك، حيث قال: “دزيري تربى معي وأعرف عقليته وطريقة تعامله مع الناس، لا يكثر الكلام وليس من اللاعبين الذين يخالفون أوامر الطاقم الفني خلال التربصات أو المباريات، فهو يتدرب، يُقيل ولا يسهر كثيرا، وهي أمور لا تتوفر في الكثير من اللاعبين، وهو عكس ما يظنه من لا يعرفون دزيري جيدا”.
“الشبان لا يعرفون معنى كلام دزيري معهم ويظنون أنه يحڤرهم”
من جانب آخر وفيما يخص عامل فارق السن والعقلية التي يتميز بها دزيري، قال غازي إن بعض الشبان لا يفهمون معنى كلام دزيري فوق الميدان أثناء المباريات أو التدريبات فهم يظنون أنه يستغل صغر سنهم ويتحدث معهم بطريقة يعتبرونها غير لائقة. وأضاف غازي في هذه النقطة: “لا أرى أن ما يقوم به دزيري مع اللاعبين خاصة الشبان من باب الحڤرة ولكن الحقيقة هي أنه يريد أن يزرع ذلك الحماس الذي يتميّز به في التدريبات أو المباريات حتى يؤدوا مستوى جيدا وتكون لهم إرادة قوية، لكنهم يرون أنه يصرخ في وجههم لأنه كبير عليهم في السن ويستغل ذلك ليفرض منطقه بصفته قائد التشكيلة. أقول لهم دائما إن كلام دزيري يجب أن يأخذوه من باب النصيحة التي يقدمها لهم الأخ الأكبر. فحتى أنا كان يستعمل الأسلوب نفسه معي، لكنني لما كبرت عرفت قيمة الكلام الذي كان يوجهه إليّ، وهذا دليل على أنه يقدم النصائح بنوع من التشدد ويتعيّن على اللاعبين أن يعرفوا أن ذلك ينفعهم أكثر مما يضرّهم”.
“دزيري شبعان بالون والعقلية تغيّرت ولهذا يُريد التوقف”
وقال لاعب الاتحاد المخضرم في هذا السيّاق إن دزيري شبع كرة القدم، فمسيرته الكروية تكاد تصل إلى 30 سنة وهي مسيرة ليست في متناول كل اللاعبين، لذا فالذهنيات طيلة هذه الفترة تغيّرت وهو أمر يصعب على اللاعب تقبّله في هذا السن حيث قال: “فارق السن بين دزيري وبين عديد الشبان شاسع جدا، لهذا فاللاعب يعرف أن هناك صعوبة في التعامل معهم، وبأي طريقة يتكلم معهم قد لا يعجب ذلك الشاب لأن الذهنيات في التسعينيات وفي العشرية الماضية تختلف كل الاختلاف على هذه العشرية التي نحن في بدايتها، لهذا السبب لاعب مثل دزيري يرى أن الاعتزال أفضل من مواصلة اللعب مع شبان ربما منهم من لا يستمع إليه، أو حتى يدخل معه في خلاف، وهو لا يحب مثل هذه الأمور، لأنه شبع من كرة القدم ولعب مع لاعبين هم الآن مدربون على أعلى مستوى وهذا دليل على أن اللاعب لا يرغب في المواصلة من هذا الجانب رغم أن إمكاناته البدنية والفنية تمكنه من المواصلة”.
“كنت أرغب في لعب مباراتين في اليوم عندما كنت أرى مفتاح، دزيري وحاج عدلان أمامي”
وفيما يخص تصريحات بعض الشبان حول التعب الذي ينال منهم عقب ثلاث أو أربع مباريات متتالية، قال غازي إنه لمّا كان شابا، وعلى غرار العديد من الزملاء الشبان، ينتظر المباريات الرسمية بفارغ الصبر لأنه ببساطة سيلعب مع لاعبين كبار: “لما كنت شابا كنت أعمل طوال الأسبوع وأنتظر المباراة بفارغ الصبر، لأنني كنت سألعب مع لاعبين في المنتخب الوطني مثل دزيري، حاج عدلان، مفتاح، زغدود والقائمة طويلة، وكنت أرغب في لعب مباراتين في اليوم ولا أقول إنني تعبت، لكن الشاب اليوم يلعب مباراتين أو ثلاث في فترة أسبوعين يشتكي من التعب، وهو أمر مختلف تماما ودليل على أن اللاعب الشاب لا يعرف قيمة اللاعب الذي أمامه، فمثلا دزيري حاليا يلعب مع شبان ولدوا لما كان دزيري في الفريق الوطني، وهو أمر لا يحدث إلا نادرا“.
“الكرة الجزائرية أنجبت دزيري واحدا ولن تنجب لاعبا آخر مثله”
تفنّن غازي في ذكر محاسن اللاعب الكروية وقال إنه من الصعب إن لم نقل من المستحيل أن نجد لاعبا يملك مواصفات دزيري في الحاضر أو المستقبل، حيث أكد بقوله: “صراحة لعبت مع عدد كبير من اللاعبين في الجزائر وفي الخارج ولم أجد لاعبا يعمل بالطريقة التي يعمل بها، فإرادته وحبه للعمل الذي يقوم به جعلاه محبوبا من طرف الجميع وينجح في مسيرته، صعب جدا أو حتى مستحيل أن تجد لاعبا آخر مثله حاليا أو مستقبلا، فاللاعب الذي يصل إلى هذه السن ولا يقدم مستوى مثل الذي يقدمه لاعب في العشرينيات من عمره دليل على أنه ضحى بالكثير في الصغر وعمل بجدية حتى وصل إلى ما وصل إليه. صحيح أنه يملك مهارات كروية هي موهبة من عند الخالق، لكن الموهبة وحدها لا تكفي لأن هناك عددا كبيرا من اللاعبين من يملك مهارات ومواهب عالية ولم يحسن استغلالها لأنه لم يكن يملك الإرادة التي يملكها دزيري لهذا لم يحققوا النجاح الذي حققه بلال دزيري”.
“يتحدثون عن التشبيب والتشكيلة الأساسية تضم ستة شبان، فماذا يريدون!؟”
وجاء رد غازي على الذين يطالبون بتشبيب الفريق على أن العملية تتم بالتدريج وبدأها الفريق منذ ثلاثة مواسم أو أكثر: “أظن أن تشبيب الفريق يتم بالتدريج ولسنا ضد هذه الفكرة أو أننا سنبقى طوال حياتنا في الفريق، مثلما لعبت أنا وعشيو وجحنين مع لاعبين يفوقوننا سنا وعلّمونا أبجديات الكرة يجب أن ننقل الرسالة نحن الآن إلى الشبان الذين يلعبون إلى جانبنا ومن غير المعقول أن تتم بين عشية وضحاها ونجد الفريق يلعب بكل العناصر من الشبان. والدليل على أن العملية بدأت منذ مدة هو أن عدد الشبان الذين يلعبون الآن بلغ ستة عناصر في التشكيلة الأساسية، ناهيك عن الذين هم في الاحتياط ولا أرى أن الفريق يسير في الاتجاه المعاكس، بل يسير في الاتجاه الصحيح”.
“إنتصارات هذا الموسم بفضل الركائز لأن الشبان لا يُمكنهم تحمّل الضغط”
وتحدث غازي عن الضغط الذي يفرضه الأنصار عليهم عندما تكون النتائج سلبية وأكد أنه لو كان الفريق يتكوّن من تشكيلة كلها شابة فمن غير الممكن أن يحقق نتائج جيدة في ظل الصراع الشديد بين الفرق: “أظن أن نتائج الموسم الحالي ما كانت لتتحقق لو لم يكن هناك لاعبون لهم خبرة، فالشبان يقدمون إضافات ويتعلّمون منا، لكن أن يقدموا كل شيء فهذا مستحيل، لأنه لا يمكنهم أن يتحمّلوا ضغطا مثل هذا، بدليل أن الانتصارات التي جلبناها في المباريات الماضية كانت بفضل الركائز والفريق لم يكن ليحققها لو لم يكن هناك لاعبون قدامى ساهموا فيه تلك النتائج”.
“جيل 2000/2005 لن يتكرّر”
أما عن غياب الألقاب عن خزائن الاتحاد في المواسم الخمسة الأخيرة، فقال غازي إن الجيل الذي حقق الألقاب من بطولات وكؤوس للنادي في السنوات الخمس الأولى من العشرية الماضية لن يجد الاتحاد مثله مستقبلا: “أظن أن الجميع يتفق معي على أن الجيل الذهبي للاتحاد في بداية القرن الجديد لم ولن نجد مثله مرة أخرى، فالفريق كان يملك حتى ستة لاعبين في المنتخب الوطني، وكان يحصد البطولات والكؤوس الواحدة تلو الأخرى وهذا أمر لم يعشه الاتحاد أو فريق آخر من قبل. ففي خمسة مواسم حققنا ستة ألقاب وهو رقم صعب جدا على بقية الفرق، لذا لا أرى أن جيل مثل ذلك سيكسبه نادي سوسطارة مرة أخرى، وإن حدث فإنه سيكون بعد سنوات عديدة، وحتى في المواسم التي لم نتوّج فيها بألقاب كانت منافستنا شديدة عليها، والدليل هو أننا في 2006 كنا في المركز الثاني في البطولة وفي المركز الثاني في الكأس. وفي 2007 كذلك كنا مع الأوائل في البطولة وفي نهائي الكأس وهذا أمر لم يحدث لفرق عديد طيلة فترات طويلة”.
“بإمكاننا إحتلال المركز الخامس لو نفوز على عنابة وسطيف”
تحوّل كلام غازي إلى بقية المشوار وقال إن البطولة لا تزال طويلة وأن الفرصة تعدّ مواتية لفريقه لينافس على احتلال مركز مع الأوائل، فهناك مباريات عديدة في العاصمة تجعل الفرصة مواتية لتحقيق انتصارات تمكنهم من التقدم في سلم الترتيب: “لا تزال هناك تسع مباريات أغلبها في العاصمة وهو أمر يجعل الفرصة مواتية لنتقدم في الترتيب كما أن الفريق بإمكانه أن يعود بنتائج جيدة من خارج القواعد، لذا فلا أرى أن الموسم انتهى بالنسبة إلينا، كما أننا لسنا في خطر حتى نقول إننا سنصارع من أجل البقاء، فالفوز بالقاءات على أرضنا سيجعلنا نحقق البقاء بسهولة، واللعب من أجل احتلال مركز مشرف يليق بمقام الاتحاد”.
“ست نقاط ضرورية وحاسمة أمام عنابة وسطيف ولن نسمح فيها”
آخر ما ختم به غازي هذه الدردشة الشيّقة معه قوله إن الفرصة التي تحدث عنها حول لعب أحد المراكز الخمسة الأولى تتوقف على نتيجة مباراتي عنابة والوفاق الأسبوع المقبل: “إذا أردنا أن نضاعف حظوظنا في اللعب على احتلال المركز الخامس على الأقل فما علينا سوى الفوز بلقاءي عنابة وسطيف على ملعبنا لأننا لا نجد فرصة أحسن من هذه لحصد ست نقاط كاملة في ظرف أربعة أيام”.