يرفض المدرب الوطني رابح سعدان الخوض في مستقبله مع “الخضر” بعد المونديال في كل مناسبة يلتقي فيها بالصحفيين، كما كان الشأن في الندوة الصحفية الأولى التي عقدها أول أمس في “كرانس مونتانا“، حيث حاول “الشيخ” كعادته وبخبرته مراوغة الصحفيين عندما وجد نفسه يتحدث عن أهداف المنتخب بعد المونديال وهو ما جعله يضحك ويؤكد أنه لم يقرّر بعد إن كان سيكون في العارضة الفنية طالما أنه لم يجدد العقد الذي يربطه بالاتحادية الجزائرية لكرة القدم... لكن ما لفت إنتباهنا عندما برّر تدعيم المنتخب بسبعة عناصر جديدة أنه بصدد تحضير مستقبل “الخضر” الذي سيكون به أو دونه، موضحا أنه بلغ الهدف الذي وضعه مع الإتحادية بلعب المونديال، لكنه يريد تحضير الخلف مادامت المواعيد القريبة للمنتخب بعد المونديال ستكون بداية من شهر أوت بلعب مواجهة ودية أمام الغابون ثم لعب مواجهة ثانية في سبتمبر أمام سيراليون لحساب تصفيات كأس أمم إفريقيا. بلغ 64 عاما وغير قادر على تحمّل ضغط “الخضر” واحتفل “الشيخ سعدان يوم 4 ماي الجاري بعيد ميلاده الرابع والستين وكشف لمقربيه أنه في هذا السن لم يعد يحتمل الضغط الذي يعيشه يوميا في الجزائر أو حتى خارج البلاد بسبب المنتخب، حيث لم يتوقف عن العمل في السنتين الفارطتين وأصبح يحس بالإرهاق وحالته الصحية لم تعد تسمح له بمواصلة مسيرته بالإرادة ذاتها وهو ما يعني أن المونديال القادم سيكون آخر محطة له على رأس “الخضر”. هدفه بناء منتخب شاب قبل المغادرة وأكد سعدان في الندوة الصحفية أنه بصدد تحضير فريق شاب للمواعيد القادمة وهي إستراتيجيته مع كل الفرق التي أشرف عليها، حيث قدم نموذج تجربته مع اتحاد العاصمة عندما قال للرئيس عليق إنه ترك له فريقا سيحصد اللقب في الموسم الموالي وهو ما حدث بعدما غادر، وقال إنه يريد أن يترك بصمته بتحضير الخلف من خلال جلب أفضل العناصر الشابة بمناسبة المونديال حتى لا يجد المدرب القادم صعوبة في بناء فريق تنافسي يشرّف الجزائر في المواعيد القادمة. فغولي، شرفة وشاقوري جديد ما بعد المونديال وكشف سعدان أنه وضع أسماء لاعبين سيدعمون المنتخب بعد المونديال على غرار شاقوري، شرفة وفغولي الذين لم يستدعهم في هذه الفترة بسبب عدم تواجدهم في مستوى يسمح لهم بلعب هذه المنافسة، لكن سعدان ترك الباب مفتوحا أمام خليفته لاستقدام هذا الثلاثي خاصة أن رئيس “الفاف“ روراوة شدّد على ضرورة التفكير في ما بعد المونديال لأنه لا يريد أن تغيب الجزائر مجددا عن المواعيد القارية والعالمية كما كان عليه الحال بعد مونديال 1986. يريد المغادرة من الباب الواسع ويتمثل رهان سعدان في لعب مونديال مشرف وذلك بمحاولة المرور من الدور الأول في المجموعة الثالثة وهو الهدف الذي لم يتمكن من تحقيقه في مونديال 82 مع خالف ومخلوفي وفي 86 عندما كان على رأس العارضة الفنية، وذلك حتى يترك بصمته في تاريخ الكرة الجزائرية ويغادر من الباب الواسع بعد خمس تجارب على رأس المنتخب. سعدان: “لا أريد أن ننام 25 سنة بعد المونديال” وعن سر اهتمامه بتحضير فريق شاب لما بعد مونديال جنوب إفريقيا رغم أنه لن يكون بنسبة كبيرة المدرب القادم ل “الخضر“ قال سعدان: “لا أريد أن ننام ربع قرن بعد أن حققنا هدف الوصول إلى المونديال ويتراجع مستوى المنتخب الجزائري المطالب بالتحضير للمواعيد المقبلة خاصة أن الوقت ضيق بعد المونديال”. روراوة يُحضر ما بعد جنوب إفريقيا وفي الشأن ذاته كشفت مصادر مقربة من رئيس الاتحادية روراوة عن مشروعه الذي يهدف لضمان الخلف ما بعد المونديال، خاصة أن عدة أسماء قد تعتزل دوليا بعد هذا الحدث وهو ما جعله يسرع في تجديد التشكيلة وتدعيم الطاقمين الطبي والفني بأفضل الفنيين والأطباء المرشحين للتواجد في الطاقم الجديد المرشح لخلافة سعدان بعد جوان القادم. ----------------------------------------- سعدان: “العمل الجدي سينطلق من ألمانيا” أكد المدرب الوطني رابح سعدان خلال تصريحه صبيحة أمس إلى القناة الإذاعية الأولى أن عملا كبيرا ينتظره رفقة “الخضر“ من أجل تجهيز اللاعبين قبل انطلاق المونديال في جوان القادم. وتطرق المدرب الوطني إلى العديد من الأمور التي سبق أن صرح بها عبر “الهدّاف“، خاصة فيما يتعلق ببرنامج التربص حيث شرح الناخب الوطني برنامج التحضير الذي سيقوم به “الخضر” خلال التربص مؤكدا أن العمل الجدي والذي سيظهر كل شيء سينطلق من ألمانيا، أي بعد مباراة ايرلندا، وقال في هذا الشأن: “تربص سويسرا سيكون مقسما عبر ثلاث مراحل، الأولى الجانب البدني، ثاني مرحلة نبدأ العمل بالكرة والمرحلة الأخيرة ستكون تحضير مباراة ايرلندا، ويمكن القول إن العمل الجدي سينطلق بعد هذه المباراة حيث سنركز بعدها على الجانبين التكتيكي والتقني، وتحضير أول مواجهة لنا أمام سلوفينيا”. “شاوشي سيلتحق بنا يوم الإثنين ونعرف ما نقوم به” بعدها تحدث المدرب الوطني رابح سعدان عن اللاعبين الذين التحقوا إلى حد الآن بالتربص، حيث أكد أن مجموعة اللاعبين التي وصلت إلى حد الآن كافية لبداية التحضيرات، في انتظار أن يلتحق بقية اللاعبين تباعا، كما تطرق إلى قضية الحارس شاوشي الذي لن يلتحق ب”الخضر“ إلا يوم الاثنين القادم وهذا لأسباب إدارية -حسبه- بعد أن كان قد سمح له وللمدافع العيفاوي بالبقاء 48 ساعة إضافية في الجزائر بسبب عودتهما المتأخرة من زامبيا، حيث قال: “أعتقد أن المجموعة بدأت تكتمل، حيث بدأنا العمل منذ أمس (الحوار أجري أمس) في انتظار التحاق بقية اللاعبين. وفيما يتعلق بالحارس شاوشي، فأؤكد أنه سيلتحق بنا يوم الاثنين، لأن بعض المشاكل الإدارية عرقلته، بعد أن سمحنا له في بادئ الأمر بالبقاء 48 ساعة إضافية في الجزائر رفقة العيفاوي، لكن هذا المشكل حرمه من الالتحاق بنا اليوم. المهم أنه سيكون معنا ابتداء من الاثنين، وأنا أحتار عندما يسألونني إن كنت أعلم أن شاوشي سيتأخر أم لا، وهل أعرف ما هي قضيته... ما راناش ذراري حتى لا نعرف ما الذي يحدث في المنتخب“. “حضور الجماهير لا يُزعجنا ونحن محترفون بدرجة كافية لأجل التعامل مع الأمر” وفي سؤال عن الحضور الجماهيري الغفير للجالية الجزائرية إلى سويسرا، من أجل تشجيع “الخضر“ والاقتراب من اللاعبين، وهل هذا الأمر بإمكانه أن يؤثر في اللاعبين، أكد المدرب رابح سعدان أن هذا الأمر لا يقلقه، بل على العكس هو فخر بالنسبة له وللاعبيه، حيث اعتبر ذلك بمثابة محفز للاعبين ويظهر مدى الشعبية الواسعة التي وصل إليها “الخضر“، كما أكد أن المسؤولين على المنتخب يعرفون كيف يتعاملون مع هذه الأمور حتى لا تخرج عن إطارها، حيث قال: “لا يمكن أن يزعجنا قدوم أنصارنا إلى سويسرا، نحن نعرف أن العديد منهم جاء من أماكن بعيدة ويريد فقط تحية اللاعبين وتشجيعهم، لهذا نحن نحاول أن نتعامل مع هذا الأمر بطريقة محترفة، خاصة أن في الاتحادية الأمور تسير بطريقة احترافية ونحن نحاول تلبية طلبات الجماهير دون أن نؤثر في اللاعبين، فنحن فخورون بجماهيرنا وتعلقها بالمنتخب، لكن يجب أن لا تتعدى الأمور الإطار المسموح به“. “أنا سعيد جدا برفع العقوبة عن بلحاج” وبعدما أكد سعدان ل”الهدّاف“ أنه سعيد جدا بعد تأهيل بلحاج في المباراة الأولى أمام سلوفينيا عقب رفع العقوبة عليه، عاد المدرب الوطني للحديث عن القضية عبر أمواج القناة الأولى، مؤكدا أن بلحاج قطعة أساسية يصعب تعويضها، حيث قال: “أنا سعيد جدا بعد أن تم رفع العقوبة من طرف الكاف والتي فكّرت جيدا بعفوها عن بلحاج، وهذا لأن حياتو يعرف جيدا أن الجزائر ستمثل إفريقيا ويجب تدعيمها من الجميع، إضافة إلى الجهود الجبارة التي بذلها روراوة، وكل شيء جاء في صالح المنتخب الجزائري“. “إصابات بوڤرة، صايفي وحليش طفيفة ولا تدعو إلى القلق” كما لم ينس سعدان أن يتطرق إلى الإصابات التي كان يعاني منها بعض لاعبي المنتخب الجزائري، حيث أكد أنه لم تعد هناك إصابات تقلقه وتقلق الطاقم الطبي، فما عدا حالة مغني التي لم تتضح بعد فإن اللاعبين الآخرين في لياقة جيدة، رغم وصول بعضهم بإصابات طفيفة على غرار بوڤرة، حليش وصايفي، وأكد سعدان أن الفضل في تعافي العديد من لاعبي “الخضر“ في وقت قياسي يعود للعلاج الذي تلقوه في قطر، ووجّه شكر خاص للسلطات القطرية، حيث قال: “نحن نحضّر اليوم بتعداد جاهز بنسبة كبيرة حيث لا يوجد عدد مرتفع من المصابين، ما عدا بعض الإصابات الطفيفة على غرار بوڤرة، حليش وصايفي الذين وصلوا مصابين، لكن الأمر لا يدعو إلى القلق تماما، والفضل يعود إلى العلاج الذي تلقاه اللاعبون في قطر وفي أنديتهم، وهنا أود أن أوجه شكر خاص إلى دولة قطر التي ساعدتنا كثيرا، حيث أصرت على تدعيم الممثل العربي الوحيد في المونديال“. “شاقوري، شرفة وفغولي ستكون لديهم الفرصة بعد المونديال” بعدها تطرق سعدان للحديث عن اللاعبين الجدد الذين ضمه إلى “الخضر“ وأكد أن جميعهم مؤهل للعب مع المنتخب الجزائري، وأنه ضم عددا كبيرا من اللاعبين الجدد من أجل تحضير المواعيد القادمة التي تنتظر الجزائر، كما أكد أن التدعيم لن يتوقف عند هذا الحدث حيث ستتم إتاحة الفرصة أمام لاعبين آخرين من أجل تدعيم المنتخب، وقال في هذا الشأن: “لقد دعّمنا المنتخب بعدد كبير من اللاعبين الشبان وهذا تحضيرا للمواعيد القادمة التي تنتظرنا بعد كأس العالم، حيث يجب أن يكون لدينا بُعد نظر، وبعد نهاية منافسة كأس العالم ستتاح الفرصة أمام لاعبين آخرين أيضا للعب مع الخضر، مثل شاقوري وشرفة وحتى فغولي، فعدم استدعائهم لهذا التربص لا يعني أنهم مبعدون من المنتخب، بل سيكونون معنا في المواعيد القادمة“. “معي شخصان يدرسان منافسينا بطريقة دقيقة” في الأخير، ختم المدرب الوطني حديثه بالتطرق لموضوع منافسي الجزائر، وبعد أن أكد في المرات السابقة أنه سيكون على اطلاع بكل شيء فيما يتعلق بالمنتخبات الثلاثة التي ستواجه الجزائر في المجموعة الثالثة في كاس العالم، أكد هذه المرة أن عمل المعاينة انطلق منذ أمس، حيث يوجد معه شخصين مختصين يقومان بدراسة دقيقة عن كل منتخب، وقال فيما يخص هذه النقطة: “من الطبيعي أن يقوم منافسونا بدراستنا بأدق التفاصيل، والأمر نفسه سنقوم به، حيث سنحاول معرفة كل صغيرة وكبيرة عن هذه المنتخبات، ولهذا يوجد معي شخصان واحد يعمل في الاتحادية والآخر متعاون معنا مختصان في هذه الأمور، وسنقوم بمعاينة هذه المنتخبات ودراستها جيدا بأدق التفاصيل حتى نحضّر أنفسنا كما ينبغي“. ----------------------------------------- الأحوال الجوية تُساعد “الخضر” في اليوم الثالث ميّز اليوم الثالث من معسكر المنتخب الوطني، الذي يقيمه في “كرانس مونتانا” بسويسرا، تحسّن طفيف في الأحوال الجوية، حيث بدأت سماء المدينة في الصفاء، والضباب يقل بعض الشيء، لكن البرودة بقيت على حالها رغم أن مصالح الأحوال الجوية أعلنت أن الجو سيبدأ في التحسن في الأيام القليلة القادمة. اللاعبون يُفضّلون البقاء في غرفهم وأمام البرودة التي تميز معسكر “الخضر“، فضّلت أغلب عناصر المنتخب عدم الخروج إلى فناء الفندق والبقاء في غرفها لتمضية الوقت مع بعضها، خاصة أنه مضى وقت طويل (منذ اللقاء الودي أمام صربيا يوم الثالث مارس) لم تلتق فيه العناصر الوطنية مع بعضها البعض. الحركة هادئة في “كرانس مونتانا” رغم عطلة نهاية الأسبوع التي تتزامن ويومي السبت والأحد، وهي الأيام التي تعرف فيها الحركة في مختلف أنحاء أوروبا خروج العائلات للفسحة، إلا أن مدينة “كرانس مونتانا” بقيت محافظة على تقاليدها في هدوئها وروعة مناظرها وسكونها الذي لم يؤثر فيه توافد المنتخبات لإجراء معسكراتها بسويسرا. الأنصار ألحوا على مغني أخذ صور بعد الإلتحاق المتأخر ل مراد مغني، لاعب “لازيو روما”، بتربص المنتخب الوطني، وسماع محبي “الخضر” بوصوله، تنقل عدد من الأنصار إلى فندق الفريق، وإلى الملعب لأجل الحديث إلى مراد مغني وأخذ صور معه، لكن اللاعب لم يستطع في البداية الإستجابة إلى طلبات محبيه، وفضّل أن يكون اللقاء بهم في الفندق، أي عقب أخذه للحمام والإرتياح قليلا. اللاعب نزل من غرفته وتقبّل الأمر بصدر رحب إلحاح الأنصار على مغني وتمسّكهم بأخذ صور معه، اضطر اللاعب إلى تلبية طلباتهم. فبعد أخذ حمامه نزل من غرفته وتوجه إلى بهو الفندق أين كان عدد من الأنصار ينتظرون وصوله، ليأخذوا معه صور تذكارية أطفال، نساء ورجال من مختلف الأعمار. هذا الإلحاح من الأنصار قابله وسط ميدان “لازيو” بصدر رحب وسعادة وهو يتجاذب أطراف الحديث مع محبي المنتخب. سعدان قدم توجيهات إلى الاعبين بحماية أنفسهم من البرد بعد أن لاحظ المدرب الوطني البرودة التي تميز مدينة “كرانس مونتانا”، قدّم توجيهات ونصائح للاعبيه تخص حماية أنفسهم من البرد القارص الذي قد يؤثر فيهم. ومن بين أهم التوجيهات التي قدمها سعدان هي ضرورة أن يقوم كل لاعب بحماية نفسه من البرد إما بوضع قفازات أو قبعات. الطبيب “ماييه” نصح اللاعبين بالإكثار من شرب الماء أما الطبيب الذي استنجد به المنتخب للوقوف على راحة اللاعبين، السويسري “ماييه” فقد قدم هو الآخر توجيهات ونصائح للطاقم الفني، منها أن الارتفاع الذي يميز “كرانس مونتانا” يتطلب من جميع اللاعبين الإكثار من شرب الماء في كل مرة يخضعون فيها إلى الراحة، وأيضا التركيز على الإسترجاع في العمل لأن هذين الأمرين - كما قال “ماييه” - مهمين جدا للاعبين للتأقلم السريع مع الارتفاع.
