لم يتمكّن إتحاد الحراش من مواصلة حصد سلسلة النتائج الإيجابية التي سجّلها خلال الجولات الفارطة، حيث توقف زحفه أمام شباب بلوزداد الذي فرض عليه التعادل السلبي، أول أمس الجمعة بالمركّب الرياضي للرويبة، في مباراة لم ترق إلى المستوى المنتظر وغابت عنها العروض الكروية الشيقة وطغى عليها الإندفاع البدني من كلا الجانبين، رغم أنها كانت في غاية الأهمية.. خاصة بالنسبة لأبناء شارف الذين كانوا بحاجة ماسة لإضافة النقاط الثلاث إلى الرصيد تبقيهم على مقربة من أصحاب المقدّمة، غير أن غياب التركيز ونقص الفعالية لدى زملاء طواهري حال دون تحويل الفرص العديدة إلى أهداف، وبالتالي فإن هذا التعادل سيضاف إلى قائمة التعثرات التي قد تترك آثارا سيئة على نفسية اللاعبين عقب تضييعهم فرصة ثمينة للحاق بالركب. أمل إحتلال المركز الثالث يبقى قائمًا ورغم التعثر الذي سجله رفقاء المهاجم عيساوي أمام الجار شباب بلوزداد إلا أن احتلال المركز الثالث واقتطاع تأشيرة المشاركة في المنافسة الإفريقية يبقى حلمًا يراود جميع الحراشية ولا بد من تحقيقه خلال ما تبقى من جولات مادام أن الآمال تبقى معلّقة على أبناء “الصفراء” الذين عوّدونا على رفع التحدي في الأوقات الصعبة، وأمام هذه الوضعية فإن الفرصة ستكون سانحة لدى أبناء المدرب شارف لإعادة فريقهم إلى السكة التي انحرفوا عنها في المباراة المحلية الأخيرة، وهذا بالعودة بكامل الزاد من باتنة خلال الجولة القادمة عندما سيواجهون المولودية المحلية التي ترسّم سقوطها إلى القسم الثاني. نقطة واحدة تفصل عن بجاية ويبقى يفصل إتحاد الحراش نقطة واحدة عن شبيبة بجاية التي عادت عشية الخميس الفارط بنقطة ثمينة من العاصمة بعدما فرضت التعادل الإيجابي على مولودية الجزائر، حيث يحتل الحماديون المركز الثالث برصيد 48 نقطة بينما يتواجد زملاء القائد نايلي في المرتبة الرابعة برصيد 46 نقطة، وهي حصيلة أقل ما يقال عنها أنها رائعة قبل أربع جولات عن نهاية بطولة القسم الوطني الأول، ومن الممكن أن تتدارك “الصفراء” في اللقاءات القادمة وتضيف بعض النقاط إلى الرصيد في انتظار تعثّر أشبال المدرب مناد للظفر بالمركز المؤهل إلى المشاركة الدولية تحسبًا للموسم المقبل. اللاعبون كانوا متأثّرين نفسيًا كانت علامات الانزعاج قبل بداية المباراة بادية على وجوه لاعبي إتحاد الحراش الذين كانوا غير راضين تماما عن إدارتهم التي تماطلت في تسديد مستحقاتهم المالية التي يدينون بها والمتمثلة في الجزء الثاني من منحة الإمضاء، إضافة إلى بعض علاوات المباريات، خاصة أن بطولة الموسم الكروي الحالي سيسدل عليها الستار بعد أربع جولات من الآن، حيث كانوا حاضرين بأجسادهم وعقولهم تفكّر في الأموال، في وقت كان على الإدارة أن تهتم بهذا الجانب وتحفّز لاعبيها أكثر على بدل مجهودات مضاعفة، وهو ما جعل حالة من الاستياء تخيّم على أعضاء الطاقم الفني الذين لم يكن بوسعهم مطالبتهم بالأفضل ما دام أنهم هم كذلك يشعرون بما يشعر به زملاء الحارس دوخة. عوامر ترك فراغًا كبيرًا وقد ترك المدافع عبد الملك عوامر فراغا كبيرا على الجهة اليمنى خلال اللقاء المحلي الأخير الذي جمع فريقه بشباب بلوزداد بالرويبة بسبب تلقيه البطاقة الصفراء الثالثة في مباراة الجولة الأخيرة أمام وفاق سطيف، وهو ما جعل المهاجم يونس يصول ويجول كما يشاء في منطقة الحراش الأمر الذي كاد أن يكلّفها غاليا في العديد من المرات، ومن المتوقع أن يعود عوامر إلى التشكيلة الأساسية في اللقاء القادم ضد مولودية باتنة بملعب هذه الأخيرة، بما أن المدافع عبدات يحسن اللعب في محور الدفاع أكثر من الجهة اليمنى. الحراش بحاجة إلى محرك لعب تبيّن من خلال الجولات التي لعبتها التشكيلة الحراشية منذ بداية البطولة إلى غاية اللقاء الأخير أمام شباب بلوزداد أن الفريق الحراشي يفتقر إلى محرك لعب حقيقي في وسط الميدان يبني الهجمات ويناول القاطرة الأمامية بالكرات، حيث أن المدرب شارف لا يضم في تعداده إلا اللاعبين المسترجعين في الوسط في صورة نايلي، هندو وغربي، في وقت أن الفريق بحاجة إلى من يحرك اللعب، وعليه فإن على الإدارة أن تأخذ هذه النقطة بعين الاعتبار وتسعى إلى التعاقد مع لاعبي وسط ميدان هجومي حقيقي يمنح الإضافة اللازمة التي كانت تنقص خط الوسط هذا الموسم. حنيتسار تأثر بعد تضييع ركلة الجزاء كان قلب هجوم إتحاد الحراش سفيان حنيتسار من بين اللاعبين الذين تأثروا كثيرا بعد نهاية المباراة المحلية حيث لم يحالفه الحظ في تسجيل ضربة الجزاء التي منحها له حكم اللقاء خلال المرحلة الثانية، خاصة أن كرة الفوز كانت بين قدميه وكان ابن “الباهية” قد ضيّع من قبل عدة فرص سانحة للتهديف، ويبدو أن المهاجم بدا هو الآخر متأثرا من تأخر الإدارة في تسديد ديون لاعبيها الأمر الذي أفقده تركيزه. كان يريد الهروب بصدارة الهدّافين ويبدو أن سوء الحظ لا يزال يلازم هداف البطولة الوطنية حنيتسار الذي أمسك عن التسجيل منذ مباراة بجاية التي فرضت فيها “الصفراء” التعادل الإيجابي هدفين في كل شبكة، حيث لم يشارك أمام فريقه السابق مولودية وهران بسبب الاحترازات التي قامت بها إدارة “الحمراوة” ضده ولعب محبطا في اللقاء ما قبل الأخير أمام وفاق سطيف، وكان حنيتسار يأمل في الوصول إلى مرمى الحارس أوسرير لإضافة أهداف أخرى إلى رصيده والهروب بصدارة الهدّافين التي يحتلها حاليا رفقة زميله في الفريق الوطني حاج بوڤش حيث يوجد في حصيلتهما 14 هدفا. شارف أشرك طواهري متأخرًا بالرغم من أن مهاجم إتحاد الحراش أمين طواهري يملك قدرات فنية وبدنية رائعة جعلت مدرب المنتخب الوطني للمحليين بن شيخة يثني عليه في أحد اللقاءات التي لعبها “الخضر” أمام الحراش، إلا أن المدرب شارف لم يعد يعتمد على خدماته بشكل واضح وأضحى يتركه على دكة البدلاء لوقت طويل، وإذا أشركه فإن ذلك يحصل في الدقائق أو الثواني الأخيرة من عمر المباراة التي لم يأتِ فيها دخوله بالجديد، وهو ما أثر كثيرا على لياقته البدنية وجعله يفقد جانبا من مستواه في وقت كان فيه “جوكيرًا“ حقيقيا ولا يتأخر في الوصول إلى مرمى المنافسين كلّما أتيحت له الفرصة في ذلك. -------- “الهدّاف” كانت السباقة إلى نشر الخبرالحراش تلح على التعاقد مع فريوة مثلما سبق أن أشرنا إليه في أحد أعدادنا، فإن إدارة إتحاد الحراش لا تزال متحمّسة على التعاقد مع مدافع شباب باتنة زين العابدين فريوة، بعدما كانت قد عرضت عليه فكرة حمل اللونين الأصفر والأسود خلال فترة التحويلات الشتوية الفارطة، غير أن إرتباطه بعقد مع إدارة “الكاب” كان حائلا دون إلتحاقه بصفوف “الصفراء” في مرحلة العودة. يوجد في نهاية عقده وعلى الرغم من العوائق التي اعترضت المدافع فريوة في اللعب لاتحاد الحراش خلال مرحلة الإياب من الموسم الحالي بسبب امتداد عقده مع الشباب الباتني، إلا أن اللاعب سيكون حرا من أي التزام في جوان المقبل، وهو ما سيسمح له بالتعاقد مع الرئيس العايب من منطلق قوة دون التفاوض مع إدارة “الكاب”. لم يلعب منذ “الميركاتو” وكان اللاعب فريوة قد عانى الأمرّين في فريقه شباب باتنة بسبب المشاكل التي وقعت له مع المدرب رشيد بوعراطة ومع الرئيس الباتني الذي لم يمنحه أوراق تسريحه، وهو ما جعله خارج الحسابات لمدة طويلة، حيث لم يذق طعم المنافسة منذ “الميركاتو” المنصرم، الأمر الذي أثر على لياقته البدنية، وبالتالي فإنه سيكون على اللاعب مضاعفة جهوده لاستعادة مستواه وستكون الحراش الفرصة لذلك. فريوة: “شرف كبير لي أن أدافع عن ألوان الحراش” وخلال اتصال هاتفي أجريناه معه عشية أمس، أكد لنا المدافع فريوة أنه متحمس جدا لخوض تجربة في فريق الحراش خلال الموسم المقبل بعدما أبدت إدارة العايب رغبتها في التعاقد معه في فترة التحويلات الفارطة، حيث قال لنا في هذا الصدد: “كنت على اتصال مع إدارة اتحاد الحراش خلال فترة التحويلات الشتوية الفارطة بعدما عرض علي وكيل أعمالي فكرة حمل اللونين الأصفر والأسود، وهو شرف كبير بالنسبة لي أن أدافع عن ألوان الحراش التي لا يمكن لأي لاعب أن يرفض عرضها مادام أنها فريق عاصمي كبير”. ----------- “لم أكن في يومي لأنني لعبت تحت ضغط شديد” تعثرتم أمام بلوزداد وضيّعتم نقطتين، كيف تعلق على هذه النتيجة؟ نتيجة التعادل التي سجلناها أمام شباب بلوزداد تصنّف ضمن النتائج السلبية التي كنا قد تكبدناها سابقا، فالتعادل السلبي هو بمثابة الهزيمة لأن الحراش كانت بحاجة ماسة إلى الفوز لإضافة نقاط جديدة إلى الرصيد تسمح لنا بالظفر بالمركز الثالث، لكن الحظ هذه المرة جانبنا وسجلنا تعثرا بعقر دارنا. لكن الفوز كان في متناولكم ولم تحسنوا التفاوض أمام فريق معظم ركائزه غائبة. المشكل لا يكمن في الغيابات فحسب لأن المواجهات المحلية عادة ما تتسم بالصعوبة وكل فريق يريد الفوز بها لأنها تخدمه كثيرا من الناحية المعنوية، ومع ذلك فقد أردنا اللعب وأهدرنا فرصا كثيرة كانت كفيلة بفوزنا على شباب بلوزداد، لكن الحظ لم يحالفنا وضيّعنا نقطتين ثمينتين. بغض النظر عن الأداء المتواضع الذي أبانت عنه التشكيلة، أنت كذلك كنت خارج الإطار، ماذا تقول؟ عشت ضغطا رهيبا قبل المواجهة أمام شباب بلوزداد، حيث كنت متحمّسا للوصول إلى مرمى الحارس أوسرير حتى أثري رصيدي بهدف أو هدفين، خاصة أن التنافس على لقب أحسن هدّاف للبطولة الوطنية بدأ يحتدم مع مرور الجولات وهذا ما جعلني أرتبك في تلك المقابلة. ربما قد تكون أرضية الميدان أحد العوامل التي أثرت على أدائكم، أهذا صحيح؟ طبعا، أرضية ملعب المركب الرياضي للرويبة قد تكون أحد العوامل التي زادت من متاعبنا خلال تلك المواجهة وأثرت على أدائنا، بالإضافة إلى الأمطار الغزيرة التي تهاطلت وأعاقت السير الحسن للمباراة. لكنك ضيّعت ركلة جزاء وهدف الفوز كان بين قدميك، أليس كذلك؟ “اللّه غالب”، مرة يُحالفك الحظ ومرة أخرى يُجانبك، فتضييعي ركلة الجزاء أمام بلوزداد ليس نهاية العالم، حيث كنت أرغب في التسجيل لكي أهدي فريقي النقاط الثلاث وأضيف إلى رصيدي هدفا آخر يسمح لي بتصدر قائمة هدّافي البطولة الوطنية، وكما قلت لك فإنني كنت مرتبكا خلال المباراة المحلية بسبب الضغط الذي عشته قبلها. تبدو منهارا من الناحية المعنوية. صحيح أن معنوياتي ليست على ما يرام، لكن لا يجب البكاء على اللبن المسكوب، فمباراة الشباب أصبحت من الماضي، بل يلزم علينا التفكير الآن فيما ينتظرنا مستقبلا من مواجهات. المرتبة الثالثة كانت في متناولكم لكن ضيعتموها، هل من تعليق؟ المرتبة الثالثة ضاعت منا مؤقتا بعدما كانت في متناولنا، لكننا لم نفقد الأمل وسنحاول قدر المستطاع حصد نقاط أخرى خلال الجولات المتبقية للظفر بها والمشاركة الموسم المقبل في منافسة دولية بإذن اللّه. بما تختم حديثك؟ أود أن أوجه رسالة شكر لأنصار الحراش الذين تنقلوا بكثرة إلى ملعب الرويبة وظلوا أوفياء لنا خلال هذا الموسم، وأطلب منهم ألا يكفوا عن مساندتهم لنا في اللقاءات المقبلة كي نصل إلى هدفنا المنشود وندخل الفرحة في قلوب “الكواسر”. العايب يعقد الجمعية العامة والأمور تختلط وتساؤلات حول شرعيتها عقد إتحاد الحراش عشية أمس الجمعية العامة من أجل عرض الحصيلتين المالية والأدبية المتعلقة بسنة 2008، وعرفت أشغال الجمعية العامة تأخرا عن موعدها بسبب النصاب القانوني الذي اكتمل في النهاية بحضور 76 عضوا من أصل 108 يمثلون أعضاء الجمعية العامة، لكن لم يكتب لهذه الأشغال أن تنتهي بسبب الأحداث التي شهدتها مباشرة بعد عرض العايب الحصيلة المالية، حيث توترت الأعصاب وتوقفت الأشغال وسط تساءلات حول مصداقية الجمعية العامة. وأهم ما لفت الإنتباه غياب ممثلي مديرية الشباب والرياضة لولاية الجزائر وهي النقطة التي وقف عندها معارضو العايب مباشرة بعد الإعلان عن عملية التصويت برفع الأيدي، وتسببت هذه النقطة في نقاش حاد إضافة لتأكيد المعارضين على أن غياب محافظ الحسابات يجعل الجمعية غير قانونية. لفقي حاضر، كابري انسحب ودومي دافع عن نفسه ثم استقال لم يفوّت الرئيسان السابقين للحراش أحمد كابري ومزيان لفقي فرصة حضور أشغال الجمعية العامة، وإذا كان لفقي قد بقي إلى غاية النهاية المؤسفة فإن أحمد كابري فضّل الإنسحاب، مشيرا إلى أن الجمعية العامة قانونية دون أن يخفي أسفه على ما حدث. وقبل أن يتناول العايب الكلمة لعرض التقريرين أخذ مصطفى دومي رئيس لجنة الأنصار الكلمة ليكشف تفاصيل قضية تحفيزات مولودية الجزائر والمنحة التي تم تقديمها مقابل التعادل أمام سطيف، مؤكدا أن العايب كان على علم بالقضية رغم أن الرئيس الحراشي اختلف معه حول المبلغ، وبعد ذلك فضّل دومي الاستقالة من رئاسة لجنة الأنصار كما فضح أعضاء المكتب بوثيقة تثبت أنهم أمضوا عريضة لسحب الثقة من العايب، وهو ما زاد الأعصاب توترا خاصة بعدما راح العايب يطلب شهادة بوسنينة رئيس الفئات الشبانية في القضية، لكن الأخير أكد أن كل ما يحدث لا يشرّف فريقا عريقا مثل الحراش، ومن جانبه أبدى دومي استعداده للمثول أمام العدالة لو ثبت تورطه في هذه الفضيحة. العايب هدّد بالإنسحاب بسبب الفوضى وجاء في الحصيلتين المالية والأدبية أن المداخيل تجاوزت 7 ملايير سنتيم والمصاريف أكثر من 6 ملايير مع وجود فائض بمليارين في الخزينة في بداية جانفي 2009، وهنا راح بعض الأعضاء ينتقدون العايب بسبب عدم تفصيله في الأمور المالية وتأكيدهم على أن غياب محافظ الحسابات يجعل من الجمعية العامة غير قانونية، وهو ما رفضه العايب، ما أدى إلى توتر الأعصاب إلى حد أن هدد بالإنسحاب من منصبه لو كان ذلك هو الحل، وهنا نهض مؤيدوه وطالبوه بالبقاء وفي المقابل زاد التوتر حدة بين المعاضرين، قبل أن يأخذ رئيس الفرع الهادي حمدوش الكلمة ويعلن أن ما يحدث مقصود وأن من يريدون الإطاحة بالمكتب الحالي هدفهم غير نبيل. اللاعبون القدامى يرفضون ملاقاة العايب رفضت أول أمس جمعية الودادية التي تضم اللاعبين القدامى لإتحاد الحراش ملاقاة الرئيس محمد العايب الذي يريد الحديث معهم قبل انطلاق أشغال الجمعية العامة التي عقدت أمس بمكتبة الإخوة بركات ب”بلفور”، ويبدو أن الودادية لا تزال ماضية في مقاطعتها للمكتب المسيّر الحالي.
