جبور: “سلوفينيا كانت في متناولنا وطرد غزال سبب خسارتنا”

أوّل ظهور في المونديال، أوّل خسارة، ما هو انطباعك على هذه الخسارة التي لم نتوقعها بتاتا لا سيما وأن أداءكم لم يكن سيئا؟
كما تابعتم، لعبنا بطريقة جيدة، ومن دون عقدة منذ انطلاق المباراة، وتحكمنا في زمام الأمور ولم نترك المبادرة للمنافس للحظة من اللحظات، بل وكنا نهدد مرماه من حين لآخر، وبقينا على هذه الحال، إلى أن جاء الموعد الذي طرد فيه غزال، وهو الطرد الذي زعزع استقرار المجموعة وتركيزها وأفقدها توازنها، إذ أننا مباشرة بعد ذلك تلقينا هدفا مباغتا، وحينها كان من الصعب بعشرة لاعبين أن نعود في النتيجة للأسف الشديد.
ألا ترى أنكم ضيعتم على أنفسكم فرصة تحقيق التعادل على الأقل حتى لا نقول الفوز، لا سيما وأن المنافس لم يكن من طينة منتخب إنجلترا أو حتى الولايات المتحدة الأمريكية؟
حتى أكون واقعيا وصريحا معك، بعد طرد غزال لم يكن أمامنا من خيار سوى البحث عن التعادل، وهو ما سعى من أجله رفاقي في الميدان، لكن الهدف الذي سجل مباشرة بعد عملية الطرد أفقد المنتخب تركيزه كلية، وجعله لا يقوى على العودة في النتيجة.
إذن، ترى أنه كان من الصعب الصمود في وجه المنافس بعشرة لاعبين.
أجل، المهمة صارت أكثر صعوبة للغاية بعدما صرنا بعشرة لاعبين، لا سيما وأن المباراة كانت على مشارف نهايتها، ومن المنطقي أن يعود المنافس حينها إلى الخلف حتى يحافظ على تقدمه، وهذا ما حدث.
تبدو متأثرا إلى درجة لا يمكن وصفها.
بطبيعة الحال، لا بد أن تتأثر لخسارة كهذه، لن أبالغ إن قلت إنّ سلوفينيا كانت في متناولنا، وكان من السهل علينا أن نفوز عليها، فهي لم تكن ذلك المنتخب القوي الذي سيطر وفرض منطقه علينا، بل إنها كانت في المتناول لولا الطرد الذي أخلط أوراقنا وجعلنا نتكبد هذه الخسارة، ومع ذلك علينا أن نرفع رؤوسنا سريعا وننسى هذه الخسارة ونفكر فقط فيما ينتظرنا.
ما هو قادم أصعب بكثير، فكيف تتوقع أن تكون المهمة أمام منتخب إنجلترا القوي؟
لا أخفي عنك شيئا، المهمة ستكون صعبة وصعبة للغاية، لأننا سنواجه منتخبا من العيار الثقيل، منتخبا مرشحا للذهاب إلى أبعد دور ممكن في هذه النهائيات، ولا يطمح فقط إلى تخطي الدور الأول، لكن هذا لا يعني شيئا بالنسبة لنا، ولا يعني بالضرورة أننا سندخل في ثوب الضحية، بل سنسعى من أجل الدفاع عن حظوظنا في التأهل إلى آخر لحظة، وسنلعب بكل قوة أمامه حتى نحقق نتيجة إيجابية تضمن لنا الإبقاء على الحظوظ إلى آخر جولة.
تقصد بنتيجة إيجابية الفوز، لأن التعادل قد لا يصب في صالحكم أيضا بعد خسارة اليوم؟
أجل سنلعب من أجل الفوز، وهم أيضا سيلعبون من أجل الفوز، والمباراة ستكون مباراة كأس بالنسبة لنا، سنخوضها بقوة ولن ندخر أي جهد من جهودنا، الآن ليس لدينا ما نخسره ولا بد أن نرمي بكل ثقلنا في تلك المباراة من أجل تحقيق الفوز.
لكنكم ستواجهون منتخبا تعثر في أول ظهور له وتعادل أمام منتخب الولايات المتحدة الأمريكية، وسيبذل كل ما في وسعه من أجل التعويض أمامكم، ألا ترى أن هذا يزيد من صعوبة المأمورية؟
أعترف بأن المأمورية بعد تعادل الإنجليز أمام الأمريكان ستكون صعبة للغاية، لأن منافسنا سيكون في أمس الحاجة إلى تحقيق الفوز بأي ثمن، لكن حتى نحن تعثرنا اليوم، وسنكون في أمس الحاجة إلى تحقيق الفوز كي نستعيد الأمل في التأهل إلى الدور القادم.
رغم صعوبة المأمورية، إلاّ أننا نلمس تفاؤلا كبيرا فوق اللزوم، فإلام يعود هذا التفاؤل؟
أنا لا أنكر أن المهمة صارت معقدة بعد خسارتنا اليوم، وصارت أكثر صعوبة مما كنا ننتظر، لأننا كنا نراهن على نقاط اليوم، لكن من الخطأ أيضا أن نفقد الأمل، في كرة القدم كل شيء ممكن، وعلينا أن نؤمن في حظوظنا إلى آخر لحظة، ولذلك أنا متفائل بتحقيق نتيجة في لقاء إنجلترا المقبل.
ألم تشكل لكم أرضية الميدان عائقا بما أنها عبارة عن مزيج بين العشب الطبيعي والاصطناعي؟
صراحة لا، الأرضية كانت جيدة، ولم تعقنا في أي شيء.
لعبت اليوم أساسيا، لكن المدرب استبدلك خلال نصف الساعة الأخير، فهل لك أن تقيم لنا مردودك خلال الفترات التي لعبتها؟
قمت بالدور الذي أمرني به المدرب، حيث أمرني بأن ألعب كمهاجم أول، وأن أفرض ضغطا على المدافعين، وأن أتوغل دوما في العمق، وأعتقد أني قمت بدوري كما ينبغي رغم عدم التسجيل، وبعدها أحدث المدرب تغييرا حيث ارتأى أن ينعش التشكيلة بلاعب جديد ونشيط، وهو ما كنت أراه طبيعيا في الحقيقة.
الجمهور الجزائري لن يكون راضيا عن هذه الخسارة أمام منتخب عادي للغاية، هل من كلمة توجهها له؟
نحن ندرك أنه خلفنا وينتظر منا بشغف أن نسعده، للأسف الشديد أننا فشلنا اليوم في ذلك بطريقة باهتة بعض الشيء، لكني أعده بأننا سنعوض عن قريب، وسنرمي بكل ثقلنا في المبارتين القادمتين، حتى نسعده ونشرف الكرة الجزائرية التي لا يتواجد منتخبها هنا من أجل التواجد بل من أجل قول كلمته.