تدعمت، مؤخرا، الساحة الوطنية بمولود جمعوي جديد، أسسه إطارات الشباب العاملين بقطاع الشباب والرياضة بعد جهد كبير وعزيمة أقوى برفع التحدي وإنشاء جمعية وطنية تهتم بشؤونهم بهدف توفير الأجواء المناسبة والفضاءات الأكثر انفتاحا لتحقيق جملة من الأهداف المرجوة في تحسين الأداء الميداني لخدمة الشباب الجزائري، حيث التقت جريدتنا مع رئيسها السيد بلقاسم بوشريفي، ونقلت لكم هذا الحوار. * كيف جاءت فكرة تأسيس هذه الجمعية الوطنية؟ ج/ نعم جاءت فكرة تأسيس هذه الجمعية بمبادرة من مجموعة من الإطارات عن طريق المواقع التواصل الاجتماعي وبعدها بدا العمل الجاد في الاتصال مع مختلف الإطارات، ولما وصلت الفكرة وتم الإيمان بها بضرورة تأسيس هذه الجمعية، فعلا تم ذلك بولاية النعامة، وبعدها تم وضع الملف القانون في وزارة الداخلية والجماعات المحلية في شهر مارس من السنة الماضية، وبعد موافقة وزارة الشباب والرياضة تم اعتمادها في الفاتح من شهر ديسمبر من سنة 2015. بعد حصولكم على الاعتماد الوزاري، ماهي أهداف هذه الجمعية؟ لهذه الجمعية عدة أهداف هي مبينة في القانون الأساسي منها إنشاء مخبر وطني حول استشراف لقضايا الشباب، وكذا تشجيع مبادرات الإطارات وتكريمهم والتضامن معهم مع رفع وتحسين الآداءات من حيث التكوين المستمر بالتعاون مع الوزارة الوصية ومعاهد التكوين منها معهد تقصراين بالعاصمة ووهران المختصين في تكوين الإطارات، بالإضافة إلى هدف هو مساير المسار المهني لإطارات مع خلق فضاءات جديدة لهم لتفجير طاقتهم الإبداعية في تنشيط الشباب مع إصدار مجلات ودوريات إعلامية من تحرير الإطارات أنفسهم بغية نشر أفكارهم وإنجازاتهم في كيفية التعاطي مع الشباب الجزائري. * ماهي أهم البرامج التي تريدون إنجازها كمرحلة أولى؟ نعم لقد تم مؤخرا، عقد أول اجتماع للمكتب الوطني، بعد حصولنا على الاعتماد الرسمي، تطرقنا إلى عدة نقاط منها تسطير برنامج أولي تمحور حول إمكانية تنظيم ملتقى وطني حول تكريس مفهوم المواطنة ومواجهة العنف في الوسط الشباني، المشروع التربوي الموحد لمؤسسات الشباب، الجامعة الصيفية، الإطارات الشباب التي تكون بحول الله شهر أوت القادم، وكذلك إمكانية تنظيم ملتقى وطني حول دور بيوت الشباب في تفعيل السياحية التربوية للشباب، هذا ربما يكون بمدينة تميمون بعد أن أعطي والي أدرار ومدير الشباب والرياضة المنتدبة الموافقة والدعم المبدئي، كما باشرنا بتنصيب المكاتب الولائية للجمعية التي تعتبر القلب النابض للجمعية محليا، والعملية لاتزال متواصلة، حيث تم تنصيب مكتب ولاية الجزائر، الجلفة، النعامة، البيض، وقبل نهاية الشهر ننصب أيضا مكاتب ولاية بشار ورقلة والمدية، كما تبقى أبواب الجمعية مفتوحة إلى كل الإطارات للتقديم باقتراحات وآراء حول مدى تفعيل برامج ميدانية مختلفة. * ماهي المشاكل التي سجلتموها في الميدان وأنتم تسعون إلى حلها؟ أولا شكرا على هذا السؤال الوجيه، نعم سجلنا عدة مشاكل في الميدان، وذلك بحكم تجربتنا المهنية لكل أعضاء الجمعية أن قطاعنا أصبح الرهان الكبير لمواكبة والإجابة على انشغالات الشباب، ومنه العديد من مؤسساتنا ينقصها التأطير مما أدى بالسلطات بإصدار مرسوم يحدد بضرورة إعطاء بعض المؤسسات لتنشيطها من طرف الجمعيات في إطارا برامج شراكة، ومن جهة أخرى أصبحت مؤسساتنا لا تستقطب أكبر عدد من الشباب بالمقارنة مع الماضي، وهذا راجع – حسب المختصين- بأن الشباب الجزائري دوما يبحث عن الجديد والتجديد، ومنه لابد على مؤسساتنا تغيير نمط التسيير وتوفير إمكانيات تتماشي وحاجيات الشباب اليوم، ومنه لابد من خروج المؤسسات من عقلية الإدارة إلى عقلية التنشيط الجواري والتفاعل مع المحيط الشباني حسب خصوصيات كل منطقة، كما سجلنا أيضا مشاكل يعيشها الإطارات أنفسهم منها نقص التكوين المستمر في الولايات ونقص فضاءات تبادل الخبرات والأفكار فيما بينهم وغيرها، هذه المشاكل وأخرى سوف نعمل جاهدين في الجمعية لإيصالها إلى الوزارة المعنية مع إعطاء تصورا في حلها اعتمادا على الخبرة الميدانية المعاشة يوميا. وبعد تنصيب كل المكاتب الولائية، نقوم بلقاء عام لتشخيص القطاع من كل الجوانب، ثم نقوم برفع تقرير مفصل من حيث المشاكل المطروحة والحلول التي نراها مناسبة لتفعيلها ميدانيا، وتبقى جمعيتنا فضاء خصبا لترجمة الأفكار البناءة لخدمة الشباب والإطارات معا بمنهجية جديدة تعتمد على العمل الجماعي في أطر قانونية وبيداغوجية نراعي فيها أكثر تطلعات الشباب الجزائري بتأطير نوعي وكمي من طرف إطارات القطاع، ومنه لابد من مراعاة ظروفهم المهنية والاجتماعية حتى يقدموا أكثر في الميدان، ونحن من خلال هذه الجمعية التي كانت حلم الإطارات، نسعى جاهدين إلى لم شمل الجميع على أفكار تخدم الشباب وترقي قطاع الشباب إلى أحسن مماهو عليه اليوم. *هل لكم تمثيل في الولايات؟ نعم قمنا بتنصيب نحو 20 مكتبا ولائيا من طرف إطارات الشباب، وهم اليوم يقومون بتسطير برامج محلية لفائدة الإطارات من حيث التكوين وغيرها بهدف تحسين الآداءات وتسليح الإطارات لخدمة الشباب، وهي فضاء محلي لتبادل الخبرات واللقاء فيما بينهم، والعملية متواصلة لتنصيب كل الولايات. *هل لكم شراكة مع هيئات أخرى؟ نعم تم مؤخرا، إبرام اتفاقية عمل وتبادل علمي مع الجامعة الإفريقية بولاية أدرار لفائدة إطارات الشباب لكل ولايات الجنوب الجزائري، حيث يستفيد منها قرابة 500 إطار من تكوينات قصيرة المدى، كما تقدم لنا حصة في دراسة شهادة الماستر المهني وغيرها من البحوث والتبادلات الأخرى، وهنا أشكر مدير الجامعة على هذه الاتفاقية التي ننتظر منها الكثير في عمل إضافي تكويني علمي لفائدة الإطارات الشباب، أين ينعكس هذا على التكفل بالشباب أحسن ونسعى أيضا إلى إبرام شراكة أخرى في نفس الغرض عبر مختلف أرجاء الوطن. *هل من كلمة أخيرة. أشكر جريدتك التي أعطت لنا الفرصة للتعريف بجمعيتنا الوطنية الحديثة، كما نتمنى أن نحقق أهدافها في الميدان بالتعاون مع كل الإطارات الفاعلة في الجزائر، ونفكر في إبرام اتفاقيات دولية مع جمعيات لها نفس الأهداف بهدف تبادل الأفكار والخبرات العلمية، وهذا بتكوينات قصيرة المدى، كما أشكر أيضا من ساهم في إنشاء هذه الجمعية ومن يقدم لها الدعم اليومي، فهي مكسب للجميع وفضاء مكتسبا، لذا وجب الحفاظ عليه لأجل خدمة الإطارات والشباب معا. حاوره بكاي عمر