قال إن "داعش" أصبحت "أولوية" بالتوازي مع حزب "الإرهاب الكردي" جمع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في مفارقة مكانية وسياسية مقصودة بين تنظيم داعش وحزب العمال الكردستاني وجماعة خصمه فتح الله غولن، عندما هدّد وهو عند الحدود مع سورية بالتصدي لأي محاولة لتصدير الأزمة لبلاده. ووصف الرئيس أردوغان المنظمات الثلاثة بأنها "إرهابية"، وأكد أن بلاده لن تسمح لأي منظمة إرهابية بالقيام بعمليات داخل الحدود أو بالقرب منها، واعتبر أنه لا فرق بين حزب العمال الكردستاني وجماعة فتح الله غولن وتنظيم "داعش"، إذ وصفهم جميعا ب"المنظمات الإرهابية"، مؤكدا أن "عملياتنا ضد التنظيمات الإرهابية ستتواصل حتى النهاية". وتقصد أردوغان -حسب محللين أتراك -التركيز في جرعة سياسية من هذا النوع وهو يحاول التركيز على تسويق عمليته العسكرية الشاملة في محيط مدينة جرابلس التركية، حيث تحدثت مصادر خاصة لرأي اليوم، عن أوامر إضافية صدرت عن الأركان التركية بالدفع بالمزيد من المدرعات بعدما توسعت المعركة ضد قوات سورية الديمقراطية المحسوبة على العمال الكردستاني. وقال أردوغان، في كلمة خلال مشاركته في "تجمع الوحدة والأخوة"، بولاية غازي عنتاب، الواقعة جنوبتركيا قرب الحدود السورية، إن "مكافحتنا لمنظمة بي كا كا الإرهابية ستستمر وسندعم كافة الجهود الرامية لتطهير سورياوالعراق من تنظيم داعش الإرهابي"، وفق ما نقلته وكالة الأنباء التركية الرسمية، كما قالت "سي إن إن" الأمريكية. ولاحظت أوساط دبلوماسية، أن أردوغان تحدث عن تطهير العراق مع سورية من إرهابي داعش، في إشارة فسّرت دبلوماسيا على أنها رسالة مباشرة لروسيا والمجتمع الغربي حول تغيير كبير في البوصلة التركية من مسألة داعش. وأضاف أردوغان: "ولهذا نحن موجودون في جرابلس السورية وبعشيقة العراقية، وإن استدعى الأمر فإننا سنقوم بما يجب في باقي المناطق، إننا عازمون على دحر تنظيم "ب ي د" (حزب الاتحاد الديمقراطي) أيضاً، واقتلاع جذوره من سوريا". وتابع أن تركيا قدمت كافة أنواع الدعم للجيش السوري الحر في إطار عملية "درع الفرات" بجرابلس السورية. وتوعد أردوغان ب"محاسبة الإرهابيين عن كل نقطة دم أريقت"، قائلا: "كان الإرهابيون يستهدفون كاركاميش من خارج الحدود حتى يوم أمس، أما الآن يهربون نحو الجنوب والشرق والغرب وجيشنا يلاحقهم وسيستمر في ذلك". وشهدت مدينة غازي عنتاب تفجيرا انتحاريا استهدف حفل زفاف وأسفر عن مقتل 54 شخصا، في هجوم حملت السلطات التركية مسؤوليته لتنظيم "داعش". ولاحظت الأوساط الخبيرة، أن أردوغان يعبر عن موقف جديد وهو يجمع الفصيل الكردي المخاصم له مع تنظيم داعش في إطار حربه الجديدة والزج بالعراق، فيما كان الموقف التركي المعهود عنه هو أن أولوية أنقره هي الإرهاب الكردي وليس إرهاب داعش. ع.ع