لا يزال إرهاب الطرقات يحصد ضحاياه في الجزائر، فرغم القوانين الرادعة والحملات التحسيسية، إلا أن الطرقات تواصل تسجيل عشرات المجازر المرورية المروعة، حيث يأخذ فيها النقل الجماعي الحصة الأكبر، والتي كان آخرها حادث سعيدة الذي راح ضحيته 16 شخصا و20 جريحا. وفي ذات السياق، صرح النقيب رئيس مكتب الإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية، نسيم برناوي، أن حصيلة حوادث المرور لا تزال ثقيلة، بالرغم من انخفاضها العام الماضي مقارنة بسنة 2016، مضيفا أن الأرقام المسجلة تفيد بأن السلامة المرورية غير مستقرة بعد. وكشف نسيم برناوي، في اتصال هاتفي مع "الحوار"، أمس، عن حصيلة حوادث المرور للعام الماضي، حيث تم تسجيل 57 ألف حادث مرور، مع إصابة 69 ألف شخص، و1881 حالة وفاة، مضيفا أن هذا الانخفاض في الحصيلة يرجع إلى حملات التحسيس والتوعية، التي يعكف عليها المركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرقات، وذلك بالتنسيق مع كل القطاعات المعنية، من شرطة وحماية مدنية وغيرها. وفي حالة تسجيل حوادث مرور يكون فيها سائقون مهنيون، يضيف المتحدث، أن هذا النوع من الحوادث، تكون حصيلته جد ثقيلة، مشددا على ضرورة وضع دراسات وآليات مستعجلة على المدى المتوسط والبعيد، في مجال التكوين، ومراقبة المركبات دوريا، بالإضافة إلى إعادة النظر في السن المسموح به في السياقة، خاصة لدى السائقين المهنيين، مؤكدا أنه حان الوقت لمعرفة الخلل الحقيقي. وفي تفسيره لاستمرار المجازر المسجلة في قطاع النقل الجماعي، أرجع النقيب أسباب هذه الحوادث إلى تعب السائقين وما ينتج عنه من قلة التركيز، ولعل الأخطر حسبه هو النعاس وقلة الخبرة، بالإضافة إلى السرعة، وعدم احترام مسافة الأمان. وبخصوص حادث المرور الذي وقع أول أمس، ببلدية سيدي أحمد بولاية سعيدة، أفاد ذات المتحدث أن الحادث أسفر عن وفاة 16 شخصا وإصابة 19 جريحا، مضيفا أن سبب الحادث حسب ما صرح به شهود عيان، راجع إلى انحراف سيارة الأجرةا ليليه اصطدام مباشر مع حافلة نقل المسافرين، مؤكدا أن التحقيق متواصل من قبل المصالح المتخصصة لتحديد ملابسات الحادث. 16 قتيلا في مجزرة مرورية بسعيدة لقي 16 شخصا مصرعهم وأصيب 20 آخرون بجروح في حادث مرور وقع، أول أمس، ببلدية سيدي احمد بولاية سعيدة. وحسب النقيب المكلف بالإعلام لدى الحماية المدنية لولاية سعيدة، طاقين عبد الكريم، فقد وقع الحادث على الساعة 15 و50 دقيقة بمنطقة "سفيد" على مستوى الطريق الوطني رقم 6 الرابط بين ولايتي سعيدة والبيض، جراء اصطدام بين حافلة لنقل المسافرين من نوع تويوتا كواستر متوجهة إلى ولاية البيض، وسيارة أجرة جماعية من نوع بوجو 806 قادمة من ولاية بشار. وقد تدخل أعوان الحماية لإجلاء الجرحى إلى العيادة المتعددة الخدمات لبلدية عين الحجر مع نقل الجثث إلى مصلحة حفظ الجثث لمستشفى "أحمد مدغري" لعاصمة الولاية. كما تنقل والي ولاية سعيدة، سيف الإسلام لوح، إلى مكان الحادث. للإشارة، فتحت مصالح الدرك الوطني تحقيقا معمقا لتحديد ملابسات الحادث. سمية شبيطة