حثت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف المواطنين على الاستمرار في أخذ الحيطة، والحرص على التقيّد الصارم بالتعليمات والتدابير الوقائية والاحترازية، ومضاعفة اليقظة لمكافحة هذا الوباء والحد من انتشاره، وهذا ما أقرّته بيانات اللجنة الوزارية للفتوى، وأكدته تقارير اللجنة العلمية ولجنة متابعة الفتح التدريجي للمساجد. وإننا ندعو بهذه المناسبة كافة أفراد المجتمع إلى الالتزام بالإجراءات الوقائية ومنه إقامة احتفالات ذكرى المولد النبوي الشريف في القاعات المخصصة لذلك بالتنسيق مع السلطات المحلية في ظل احترام التدابير الوقائية وتطبيق القواعد الصحية، ويمنع إقامتها في المساجد أو في ساحاتها، كما ندعو الجزائريين للاحتفال بهذه المناسبة العظيمة في البيوت بالإجراءات المطلوبة التي تحفظ الأفراد من انتقال العدوى. الالتزام التام بالإجراءات الصحية من التباعد الجسدي، وارتداء القناع الواقي، في مختلف التجمعات والولائم، حفاظا على الأرواح والأنفس مصداقا لقول الله تعالى "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة". ضرورة التحلي بالمسؤولية الفردية والجماعية وعدم التراخي في التقيد بالتدابير الصحية لحماية حياة الناس عملا بقول النبي ( "لا ضرر ولا ضرار" ضرورة اجتناب الاحتفال بالمولد النبوي الشريف باستعمال المفرقعات والألعاب النارية لما في ذلك من المخاطر والأضرار في المجتمع. هذا وإن المكانة العظيمة التي يُكنّها كل الجزائريين والأمة الإسلامية لحبيب الحق وسيد الخلق صلى الله هليه وسلم (والذي نحن مدعوون جميعا إلى التمثل بأخلاقه والاقتداء بسنته رحمة وعطفا، سماحة وعفوا، إذ هو القائل: ((أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم خلقا))، على اعتبار أن العلم شعارنا، والحِلم دثارنا.. هذه المكانة لا يمكن أن تزعزعها إساءات المسيئين إلى شخصه الكريم، ولا أن يُنقص من مقامه الازدراء ولا الاستهزاء ((إنا كفيناك المستهزئين))، وكل ذلك يدخل ضمن خطاب الكراهية، وينشر الحقد والعنصرية بين الأسرة الإنسانية، ونحن نكره الإساءة ونشجبها، وننبذ الشتيمة ونستنكرها، مهما كان مصدرها، ومهما كان مبررها. ذلك لأن رسولنا صلى الله عليه وسلم، صاحب الذكرى العطرة علّمنا أن نحترم ونقدّس جميع الأنبياء والرسل، وأوجب علينا الإيمان برسالاتهم، ونهانا عن التعرض لهم أو لسِيرهم بسوء، وهو ما تدل عليه الشرائع السماوية، وتدعو إليه مكارم الأخلاق، وتحتفي به الأسرة الإنسانية، وتجرّمه القوانين والمواثيق الدولية