المؤتمر العالمي السادس لرؤساء البرلمانات 2025: بوغالي يقترح إنشاء لجنة برلمانية إستشارية على مستوى الأمم المتحدة    الجلفة/قضية الشخص المفقود منذ 30 سنة: قاضي التحقيق يأمر بإيداع 6 متهمين رهن الحبس المؤقت    جمعية التضامن الفرنسية الفلسطينية تدعو فرنسا والإتحاد الأوروبي إلى دعم إجراءات جنوب إفريقيا ضد الكيان الصهيوني في محكمة لاهاي    حج/موسم الإصطياف: وزيرا النقل والشؤون الدينية يقفان على جاهزية مطار الجزائر الدولي    المنتدى الإقتصادي "روسيا-العالم الإسلامي": الذكاء الإصطناعي في صلب إهتمامات وسائل الإعلام    تفكيك شبكة دولية تضم (16) رعية أجنبية مختصة في تهريب السيارات من دولة مجاورة للجزائر    الرئاسة الفلسطينية ترحب بإجراءات محكمة العدل الدولية بشأن إتخاذ تدابير مؤقتة إضافية لحماية الشعب الفلسطيني    حج/موسم الإصطياف: وزيرا النقل والشؤون الدينية يقفان على جاهزية مطار الجزائر الدولي    تفكيك شبكة دولية تضم (16) رعية أجنبية مختصة في تهريب السيارات من دولة مجاورة للجزائر    طواف الجزائر-2024: الجزائريون يتشبثون بالريادة بعد قطع نصف المسار    الجزائر/الاتحاد الأوروبي: توسيع وتعزيز الاستثمارات الأوروبية بالجزائر هدف ينبغي تحقيقه    إعداد مشروع مرسوم تنفيذي يتضمن شروط وكيفيات ممارسة مهنة الصيدلي    الجلفة: التأكيد على ضرورة الإهتمام بالأعمال المنجزة في إطار توثيق التراث الشعبي المحلي    مرابي يؤكد حرص القطاع على مواصلة استحداث هياكل لضمان عملية تكوينية نوعية    حوادث المرور: وفاة 42 شخصا وإصابة 201 آخرين خلال أسبوع    بوتين يؤكد أن تطوير التعاون مع الدول الإسلامية أصبح أولوية استراتيجية لروسيا    انطلاق أشغال القمة العربية في دورتها ال33    الخطوط الجوية الجزائرية تدعو الحجاج الى الاسراع بحجز تذاكرهم عبر الانترنت    الفيفا يدرس إمكانية إجراء مباريات البطولات المحلية في الخارج    ولايات الجنوب: العمل على تسهيل النشاط الفلاحي من خلال توفير الطاقة والأسمدة    جيدو ذوي الهمم/ الألعاب البارالمبية (2024): الجزائر ممثلة بسبعة مصارعين في الجائزة الكبرى بجورجيا    مجلس الأمة يُثمّن قرارات تبّون    وفد جزائري يشارك في ندوة كراكاس    أوبك تبقي على توقعاتها إزاء الطلب على النفط وآفاق الاقتصاد العالمي    المسيلة.. حجز أزيد من 6 كلغ من الكيف المعالج وتوقيف 4 مشتبه فيهم    غرق 5 أطفال بشاطئ منتزه الصابلات: اصدار أوامر إيداع رهن الحبس المؤقت ضد 6 متهمين    الجزائر الأولى مغاربياً وإفريقياً وعربياً    مولوجي تشرف على افتتاح فعاليات المعرض الوطني للكتاب بالجلفة    مهرجان "إيمدغاسن" السينمائي الدولي بباتنة: فيلم "دينار" يفتك الجائزة الكبرى    ملتقى دولي حول الذكاء الاصطناعي والمناهج التعليمية    عنابة-مرسيليا: آفاق واعدة للتعاون الثنائي في عديد المجالات    برلمان المتوسط يمنح جائزة لتبّون    شرفي يؤكد على أهمية إشراك الشباب في تأطير العملية الانتخابية لرئاسيات 7 سبتمبر    تصفيات كأس العالم 2026: تعيين الغابوني بيير غيسلان آتشو لإدارة مباراة الجزائر-غينيا    الجزائر تدعو مجلس الأمن لدعم المحكمة الجنائية بشأن فلسطين    الجزائر تكافح بالنيابة عن فلسطين في المحافل الدولية    البليدة – البويرة..تنافس كبير منتظر في سباق اليوم    إحباط محاولة إدخال 310 كلغ من الكيف عبر الحدود مع المغرب    نفحات سورة البقرة    الجزائر تحتضن الصالون الدولي للاستيراد والتصدير نحو إفريقيا    الصحراء.. سلة غذاء الجزائريين    الخطاب العربي حيال القضية الفلسطينية يجب أن يتغير    أشغال الصيانة جارية والمواطنون ينتظرون عودة الخدمات    ضبط 235 كلغ من اللحوم الفاسدة    منصات التواصل الاجتماعي رفعت معدلات الطلاق    مرجع توثيقيٌّ لمسار شخصية وطنية    التركيز على الجرد الشامل لإنجاز خريطة معلوماتية    رسومات وحروف من نبع الصوفية    محيوص مطلوب بقوة في الدوري البلجيكي    اتحادية المصارعة تراهن على ميدالية أولمبية    المولودية لحسم اللقب في "الداربي" وقمة نارية بقسنطينة    دعوة لجعل الوقاية سلوك يومي    الحكمة من مشروعية الحج    برمجة 9 رحلات جوية لنقل حجاج الجزائر    برمجة 9 رحلات جوية لنقل الحجاج من ورقلة    آثار الشفاعة في الآخرة    نظرة شمولية لمعنى الرزق    الدعاء.. الحبل الممدود بين السماء والأرض    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أباء و أبناء
نشر في الحوار يوم 23 - 09 - 2009

نظر إليهما و هما في مهدين متجاورين نائمين في هدوء وعليهما السكينة في البراءة. ليسا توأمين فهناك عام وقليل من العام يفصلهما.
تأمل في تلك المرأة الممدة على السرير والتي رافقته ثلاث سنوات و بعض السنة. كل ما رآه فيها كان أنيقا وجميلا. حتى أنه لا يذكر معها خصومة رغم ما سمع من الخصومات التي تقع بين الأزواج في بدايات حياتهم حتى يخضع الجميع لمشيئة الله ويملوا الشجار و... أشياء أخرى. تذكر امرأة أخرى كانت ممدة بنفس الطريقة. كان يضمر لها شيئا لطيفا في نفسه... يختلس إليها النظرات من حين إلى حين، وحين تلتقي الأحداق يضطرب الاثنان و تطيش العيون في اللاشيء ... المهم أن يشغلها أي شيء غير النظر إلى بعضهما.
طارت الكلمات من فمه، و أحس الدنيا ضيقة، وانتابه الشعور بالبرد و الحر واصطكت ركبتاه، ثم انفرجت شفتاه... قال: أهه!!!
- هل صرت أصما...؟!
ما رأيك لو خطبنا لك ابنة عمك زليخة؟
- نعم ... نعم...
ابتلع ريقه و طأطأ رأسه كطفل سرق برتقالة و فُطن له قبل أن يخلو بها.
لم يكن من عادت أباء الصحراء الحديث عن النساء و الزواج مع أولادهم. إنه حديث الأم المفضل مع ولدها المقبل على الزواج، إنه حديث الخلوات، الحديث المحبب إلى قلب الأم و سعادة قلبها و أمل في الأحفاد واستمرار اسم العائلة في حياتهم حياة العائلة. أهل الصحراء لهم في الأمر وجهة نظر خاصة... كانت مفاجأة الأب أقوى من شكيمته...
*** *** ***
لا يدري كيف مر العامان الأولان و بأي سرعة كانا يجريان... كانا كليلة الزفاف... يُختصر الزمن فيها بشدة من لحظة الدخول إلى شروق الشمس، كل ما يحدث فيها هو لأول مرة، حتى وجبة العشاء فيها إحساس بأنها أول مرة يتناولها ويُكثَّر له من اللحم و الفواكه.
بدأت حركة الأيام تثقل، وتزداد رتابة من يوم لآخر، و صار البيت مهجورا قليل الحركة، حتى الأكلات التي كانت مشتهاة في فمه لم تعد لها هي الأخرى نفس النكهة التي كانت... وطفقت الوردة بين يديه تذبل و يذبل معها ... وفقد الياسمين نكهته... الحياة قارورة عطر قديمة جميلة رومانسية حزينة لا ريح فيها. شكل بديع من غير روح كتماثيل آلهة الرومان تحمل معنى من غير حياة.
*** *** ***
في يوم لا يذكر له تاريخا قرر.. و كلمة قرر تحمل من القوة الشيء الكثير، كلمة تدل على السيطرة والتحكم، وبالكثير من الثقة بالنفس. ولا يقولها إلا المقتدر. ولكنه في الحقيقة يعرف أنه مجبر تحت ضغط نفسي شديد منه أولا، و من والديه ثانيا، و إن كان والده لم يطلب شيئا و لكن رغبة الأحفاد تصرخ في عينيه، أو هكذا ما بدا له ربما الخواطر تتمم الفراغات بما يريد أن يتمم. الأصدقاء لم يدعوه في حاله الفحص ضروري فربما يعالج و ينفع العلاج أو...!! يجد حلا آخر.. قرر أن يجري فحصا.
زال خوفه من أن يكون متهما... وركبه خوف آخر لا يريد أن يفكر فيه...
لقد أجريت فحص الخصوبة... خرجت العبارة بعد تردد كمن يعترف أمام المحققين بجريمة يخشى وبالها.
ماذا كانت النتيجة؟
طريقة طرحها للسؤال و هي تنظر لعينه فهم أنها عرفت الإجابة، بريق عينه مشفقا لا حزينا ارتعشت شفتاه:
أنا بخير ...
يرى دمعة حارة تنزل بكماء على خد فقد الشهية لأدوات الزينة. وفيه بقايا نظارة من مخلفات الشباب.
ظهرتْ قوة غريبة على المرأة لم يعهدها فيها، و عكفت حاجبيها و بحزم: أنا أيضا سأجري فحصا...
لم يفهم أن يكونا سليمين و لا ينجبان أطفالا... لكن الأصدقاء أقنعوه عن رغم عدم القناعة التي لم يكن منها بد. وضربوا له الأمثال عن فلان و فلانة... وأخبروه أن هذه مشيئة الله، و''عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم"
جاء يوم كان أثقل من الجبال. اتفقا فيه على الفراق بالمعروف كما بدآ بالمعروف ودم القرابة لن يصبح ماء... حاول مرارا معها و وسط القريب و البعيد لتكون الزوجة الأولى، لن يهملها أبدا هي الحب الأول و الوحيد.. لم تقبل تريد أن تجرب حظها مع غيره مادامت سليمة. بينهما المياه لم تمتزج قد تمتزج في مكان آخر... و طويا كتابا عمره اثنا عشرة عاما.
*** *** ***
بعد أن أهلَّ ولده الأول بعدة أشهر سمع خبرا أفرحه جدا... سمع بزليخة... لقد رُزقتْ ولدا... كما هو ... عجيبة هي المقادير.. زليخة استأذنت من زوجها أن تبارك له و أذن و إن كان ليس من عادات البلدة أن تذهب الطليقة إلى بيت طليقها، ولكن الأمور تحدث. حملت إلى زوجته فراخا و بيضا و''رشقت'' الصغير بورقة نقدية.
لقد أحب ابنة عمه كما لم يحب أحدا... واحترم زوجته احتراما جعله لا يجرأ حتى على رفع صوته عليها لأنها احترمت قلبه...
مد يده يتحسس الطفلين ... صرخ أحدهما ... عرف أن عليه أن يبعد يده ... و عاد لفراشه رتل آية الكرسي همسا، أسند رأسه للوسادة و كفه على خده الأيمن و أطبق جفنيه مستسلما للنوم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.