قضت محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر بإدانة المتهمين (ب. محمد) و(ع. أحمد) بالحكم على كليهما ب 20 سنة سجنا نافذا، فيما أدانت المتهم الثالث بالسجن 15 سنة، حيث توبع هؤلاء بجناية تهريب أكثر من كيلو غرام من الكوكايين من تندوف إلى وهران، هذه العملية التي كانت بتخطيط من عصابة من الصحراء الغربية لا يزال الرأس المدبر بها في حالة فرار، وقد اعترف المتهمون أن طائرة برازيلية نقلت قنطارين من المخدرات إلى الصحراء، جزء من الكمية حول إلى الجزائر وجزء آخر إلى المغرب، أما الكمية المتبقية فكانت وجهتها إلى أوروبا. وقائع القضية تعود إلى 8 أكتوبر2007 عندما ألقت مصالح الأمن القبض على ثلاثة متهمين بحي العقيد لطفي بوهران على متن سيارة من نوع كيا خضراء اللون وعند تفتيشهما عثر على كمية معتبرة من المخدرات تقدر بكيلو غرام من الكوكايين و100 غرام كانت مخبأة بإحكام داخل علبة مغطاة بكيس أسود بالسيارة، وقد تم اكتشاف هذه العملية بناء على معلومات وصلت فرقة مكافحة المخدرات أنه هناك شخص مدعو صحراوي يقوم بترويج المخدرات، وبعد اكتشاف المشتبه فيه أن مصالح الأمن تترصده غّير صفقته وتحول إلى مدينة وهران، وعليه تم متابعة المتهمين بجناية تكوين جمعية أشرار والاستيراد والتهريب الدولي للمخدرات الصلبة والحيازة والمتاجرة فيها، كما اعترف المتهم (ب. أحمد) المسبوق قضائيا في قضايا التهريب، المقيم بولاية تندوف بالوقائع المنسوبة إليه، وأكد أمام مصالح الضبطية القضائية أنه كان يحمل 1100 غرام من الكوكايين وقد تسلمها من شخص من الصحراء الغربية يدعى سلمى محمد لمين، وكان ينوي بيعها ب 320 مليون سنتيم، حيث كان من المقرر أن يأخذ المتهم الرئيسي من الجنسية الصحراء الغربية ما قيمته 220 مليون والباقي يكون من نصيب المتهم، ولكن المتهم سرعان ما تراجع عن تصريحاته أمام قاضي التحقيق وأكد أن سلمى محمد لمين هو من طلب منه نقلها إلى مدينة وهران، من جهته أفاد المتهم (ع. موسى) المقيم بولاية وهران والذي يعمل ميكانيكيا بأنه تعرف على المتهم الأول بمحله وكان في كل عملية يهاتفه، مضيفا في ذات السياق أن دوره يكمن في البحث عن زبائن من أجل ترويجها، كما أكد أمام مصالح الضبطية القضائية أن المتهم (ب. محمد) هو من كان يقتنيها من تندوف ويجلبها إلى وهران، وكان يتقاضى على كل عملية مبلغ 10 ملايين سنتيم مقابل بيعه واحد كيلو غرام من مادة الكوكايين، كما أنكر ذات المتهم التهمة المسندة إليه أمام قاضي التحقيق، وأكد أن مصالح الأمن ألقت عليه القبض داخل منزل بوهران لشخص يدعى الباز بحكم أن المتهم (ب. محمد) هاتفه وطلب منه أن يلتقيا من أجل تزويده بمبلغ من المال، أما المتهم الثالث في قضية الحال المدعو (ب. سالم) الذي كان يقود السيارة بصفته سائقا فقد أكد بأن المتهم محمد عرض عليه الفكرة من خلال كراء سيارة من نوع كيا ويقودها المتهم من تندوف إلى وهران مقابل مبلغ 5 ملايين سنتيم، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه لم يكن يعلم بتواجد تلك الكمية من المخدرات داخل السيارة، وأثناء التحقيق معه أنكر الوقائع المسندة له وطالب بحضور محاميه، وعن معرفته بالمتهمين الآخرين فقد أنكر ذلك وأكد أن هذه العملية هي الأولى التي دخلها. ممثل الحق العام التمس في مرافعته للمتهم (ب. محمد) الذي يعتبر الرأس المدبر عقوبة السجن المؤبد، أما المتهمان الآخران فقد طالب بمعاقبتهما ب20 سنة سجنا نافذا لكل واحد منهما مع مصادرة كل المحجوزات، وبعد المداولات القانونية قضت محكمة الجنايات بالأحكام الواردة أعلاه.