زلابية بوفاريك الأكثر شهرة في الجزائر والتي صنعت لأول مرة في منطقة بوفاريك التي تقع على بعد 54 كليومترا غربي العاصمة الجزائر، بعد أن تمكنت ثلاث عائلات من الاحتفاظ بسر هذه الوصفة والتميز في صنعها بخاصية مختلفة جدا. ونجحت عائلة عكسيل التي تصاهرت فيما بعد مع عائلتي لوكيلو شنون عبر عشرات السنين في استقطاب الآلاف من المعجبين بالزلابية التي تصنعها هذه العائلات التي أخذت بتقاليدها وراحت تشتهر بهذه الحلوى التي ألفها الجزائريون خاصة في شهر رمضان المعظم، وبقيت هذه العائلات الثلاث تحافظ على الوصفة أبا عن جد منذ أربعة عقود من الزمن، رغم محاولة عديد العائلات تقليدها في نفس المدينة ومجاورها مثل مدينة بوينان وبوقرة، إلا أن تلك المحاولات باءت بالفشل، وبقيت تحتفظ بسر المهنة لغاية اليوم أين كثر عليها الطلب وأضحت مادة حيوية لا يستطيع الجزائريون التخلص منها في شهر رمضان، "جريدتي" بدورها راحت تستفسر عن هذه العائلات التي بدا وكأنها في حفل الزفاف، حتى أنك ترى بينها تضامنا كبيرا فالكل يحترف هذه المهنة صغارا وكبارا شبابا وفتيات الكل يتصرف بالدور التي أوكل له، لكن كان علينا أن نقف على مرحلة تحضير هذه الأكلة فهذه العائلات تستعمل الكميات المحسوبة من الدقيق والزيت والماء التي تعجن بأيادي النساء في أوان نحاسية وعسل تصنعه نساء هذه العائلات في البيوت بخليط من الماء ومقدار محدد من السكر بعيدا عن عسل الآلات الصناعية. موطنو بوفاريك يرفضون تسمية مدينتهم بالزلابية من جهتهم يرفض مواطنو مدينة بوفاريك أن يطلق على مدينتهم اسم الزلابية كما تعرف عامة، من خلال ما وقفنا عليه في شوارع هذه المدينة أين التقينا بسكانها الذين يرفضون هذه التسمية و يفضلون اسم مدينة البرتقال كون المنطقة معروفة بهذه الفاكهة، لكنهم لم ينفوا افتخارهم بهذه العائلات التي جعلت الكثير من الجزائريين الذين يعيشون بالغربة يرسلون طلباتهم مع أبناء الجالية الذين يترددون على الجزائر سنويا، كما تواظب عائلات جزائرية أيضا في الخارج على نقل شيء من زلابية بوفاريك لأصدقائهم الجزائريين والعرب وحتى الأجانب هناك بالغربة للتمتع بذوقها المميز، ويرى أبناء منطقة بوفاريك أن الزلابية جلبت الشهرة لدائرتهم، ويضيف آخرون أن هذه الحلوى كانت خلال العهد الاستعماري زادا للمجاهدين في الجبال، نتيجة الحصار الذي فرضه الاستعمار خلال إحدى السنوات على الجبال المجاورة لمنطقة بوفاريك التي كان يحتمي بها الثوار. تجار من مناطق المجاورة يتدفقون ويسببون ازدحاما كبيرافي المدينة باتت أكلة زلابية بوفاريك من أفضل الحلويات التي تحلوا للجزائريين شرائها، في رمضان ككل عام قبلة للكثير من الناس يقصدونها لاقتنائها ولو تطلب الأمر قطع مئات الكيلومترات وهو الأمر الذي يفسر ازدحام حركة المرور داخل مدينة بوفاريك بالسيارات الحاملة في لوحات ترقيمها مختلف أرقام ولايات الوطن، خاصة من طرف تجار الولايات المجاورة كالعاصمة وبومرداس و شلف وعين الدفلى والمدية إلى غيرها من المناطق، ويواصل بعض أهل مدينة بوفاريك السير على درب الأمجاد و الأجداد تحضير الزلابية بمواصفاتها القديمة وشكلها الغليظ المميز ومذاقها الفريد ومنهم عائلتان معروفتان ببوفاريك ونواحيها اللتان يشتد طلب التجار على الزلابية التي يصنعونها بحيث يقفون في طوابير طويلة ينتظرون الحصول عليها من أجل إعادة بيعها في مناطق أخرى بعدما باتت سببا في أرباح تجارتهم.