اعتبر هنري تيسيي أسقف الجزائر الأسبق، أول أمس، خلال ''منتدى حوارالأديان''، بمعهد سيرفانتيس بوهران، بمبادرة من الجامعي أمين بن علو، أن حوار الأديان ضرورة. مستدلا برسالة الأمير عبد القادر للفرنسيين لاحترام الجزائريين. ولقد حضر اللقاء جامعيون ورجال دين من الديانتين السماويتين. أوضح أمين بن علو أستاذ بجامعة مستغانم، المقيم بمدينة غرناطة الاسبانية، أن مبادرته الموسومة ''منتدى حوار الأديان'' يرمي من ورائها إرساء أواصر الحوار بين الديانات المختلفة، من منطلق ما تنص عليه الشريعة الإسلامية والقرآن الكريم في سورة هود 118 ''ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة''. وأكد أمين بن علو، أن هذا الإطار الحضاري يسمح بتجاوز عقدة ''الخوف من الآخر'' والتخلص من ''مخيال الرعب'' وإرساء علاقات أساسها التسامح واحترام الآخر. واقترح أن تكون وهران بحكم امتدادها الجغرافي المتوسطي والمغاربي وبوابة لإفريقيا، محطة لهذا الحوار بين الديانات بمشاركة كل الطاقات، من خلال تنظيم ملتقيات وتظاهرات علمية وفنية مختلفة. في نفس السياق، أكد تيري بيكار أسقف كاتدرائية وهران في تدخله، أن المبادرة تندرج ضمن مسعى عالمي لترقية الحوار بين الحضارات انطلاقا من ''رسالة ''138 شخصية دينية عالمية، موجهة للبابا بنيديكت السادس عشر للتنديد بخطابه حول ''العنف في الدين الإسلامي'' والتي تبعتها لقاءات أخرى بين مختلف ممثلي الديانات السماوية بعنوان ''حب الإله والإنسان''. وهو ما ثمّنه الأسقف تيسيي في كلمته، واستقى مثالا بكتابات واسيني لعرج التي تناولت تأثر أعمال سيرفانتيس الأدبية بفترة تواجده كسجين في الجزائر. واعتبر المتحدث هذا الكتاب بمثابة مثال ''عن الحوار الثقافي''. كما ذكّر الحضور بمشاركته في ملتقى حول حوار الديانات بكندا في 15 نوفمبر الماضي، بناء على دعوة وجهتها له زاوية معروفة بمستغانم، لتقديم نبذة حول التعايش الديني في الجزائر. للإشارة، شمل برنامج المنتدى في الصبيحة الذي أعده مدير معهد سيرفانتيس، خافيير غالفان، ندوة حول الشعر الصوفي في الديانة الإسلامية، من طرف الأستاذ ساير علي حيكمت، والشعر الصوفي في الديانة المسيحية من طرف إينياسيو سانز.
