كيف تنظرون للرد الفرنسي على طلب رئيس إفريقيا الوسطى بمساعدته على صد هجوم متمردي ''سيليكا'' للعاصمة ومحاصرته فيها؟ الرئيس الفرنسي قالها صراحة بأن مهمة الجنود الفرنسيين الموجودين في إفريقيا الوسطى تقتصر على حماية الجالية الفرنسية المتواجدة هناك، مذكرا أن الاتفاقيات العسكرية بين البلدين تقتصر هي الأخرى على تقديم العون العسكري في حالة واحدة، وهي وجود أي تهديد أو خطر خارجي، وهو بذلك يعتبر أن ما يحدث الآن في إفريقيا الوسطى شأن داخلي، ومن وجهة نظري أعتقد أن الرئيس الفرنسي يلتزم بالقاعدة السياسية التي تقول ''انتظر وانظر''، وفرنسا تسعى للتخلص من ارتباطها بإفريقيا الوسطى. هل هذا يعني أن هناك ضبابية في تحديد حقيقة ما يحدث؟ هذا صحيح، إلى غاية أسبوعين لم يكن تنظيم ''سيليكا'' موجودا، فهو تنظيم جديد وإن ارتكز على جماعات معروفة، إلا أن المعروف عنها أيضا اختلافها فيما بينها، أما وأنها قد تحالفت فهذا يعطي انطباعا أن هناك سياسة جديدة منتهجة من طرف المتمردين، البداية كانت بالمطالبة باحترام اتفاقية السلام التي تسمح للمسلحين بالالتحاق بالجيش الوطني، لكن يبدو أن المطالب تغيرت، اليوم قوات ''سيليكا'' التي يظهر أنها منظمة باتت تحاصر العاصمة وتطلب من الرئيس الرحيل، أعتقد أن هناك خلفية جديدة سمحت لهذه الجماعات بالتقدم على هذا النحو. نفهم من هذا الكلام إمكانية الإطاحة بالرئيس بوزيزي؟ هذا كلام سابق لأوانه، قد تنجح الوساطة في إيجاد مخرج، وسبق أن قلت إن الجماعات المسلحة والسياسية المنضوية تحت اسم التحالف ''سيليكا'' تختلف في معتقداتها السياسية، ولا أستبعد أن تظهر خلافات فيما بينهم في حال توصلوا إلى الحكم وأطاحوا بالرئيس الحالي، وعليه أعتقد أن دول الجوار وفي مقدمتهم التشاد ستقوم بدور ما لتفادي الفوضى. على ذكر التشاد، هناك قوات عسكرية تشادية متواجدة بالعاصمة بانغي ولم تتدخل لمساعدة الرئيس بوزيزي؟ كان هناك تحالف بين الرئيس التشادي إدريس ديبي والرئيس فرانسوا بوزيزي منذ سنة 2003، غير أن هذا التحالف شابه بعض الاختلافات في السنوات الأخيرة، وهناك معطيات تؤكد لكل من يتابع الشأن الإفريقي أن الرئيس التشادي لم يعد يرى في الرئيس بوزيزي الحليف المضمون، وعليه قد يغض النظر عن التطور والبحث عن حليف بديل في صفوف المعارضة، أو يجدد تحالفه مع رئيس إفريقيا الوسطى الحالي مقابل ضمان الولاء من جديد، في كلتا الحالتين يُنتظر من التشاد التدخل بشكل فردي أو في إطار المنظمات الإفريقية الإقليمية.