تصدرت بريطانيا قائمة الدول التي شرّفت الإنسانية بتعبيرها عن الوعي الإنساني أمام ما حل بغزة من مظالم وانتهاكات لحقوق الإنسان، على رأسها الحق في الحياة، فكانت مسيرات خرج فيها ما يزيد عن 45 ألف متظاهر في العاصمة لندن وحدها، بالإضافة إلى مدن بريطانية أخرى عبّرت عن رفض الحرب المفروضة على شعب أعزل. ورفع المتظاهرون شعارات تطالب بفرض حظر مبيعات السلاح على إسرائيل في لائحة قدمت للحكومة البريطانية، كما شهدت مدن في اسكتلندا وويلز وأيرلندا مظاهرات ضخة بالموازاة مع مظاهرة لندن، إذ اعتصم المشاركون في المسيرات السلمية أمام مصنع ”أيدو” المتهم بتزويد إسرائيل بمكونات طائرات ”أف 16” و”أباشي”، فيما بادر 17 نائبا بريطانيا بتسليم العريضة لرئيس الوزراء رفقة وفد من المتظاهرين للمطالبة بحظر السلاح على إسرائيل. كما شهدت العاصمة الأرجنتينية، بيونس إيرس، مسيرة حاشدة منددة بالعدوان. وخرج الناس في السنغال وألمانيا والبحرين والجزائر وتركيا وماليزيا وسنغافورا، وحتى في ليبيا، لإدانة إسرائيل والمطالبة بوقف العدوان على غزة. ومن العاصمة الاسبانية مدريد، دعا بيدرو سانتشيز، بعد انتخابه زعيما الحزب الاشتراكي، إلى وقف ”الوحشية على فلسطين” وتوجه إلى الحكومة الاسبانية بالقول ”كفى، هناك أطفال يتعذبون ويموتون”. وتميزت الحكومة الفرنسية بمساندتها العمياء لإسرائيل، بمنع مسيرتين وقامت بموجة اعتقالات في صفوف المحتجين، لكن ذلك لم يمنع الأحرار من التصدي للخضوع اللوبي الصهيوني وكسر حاجز الصمت المفروض على الإعلام الفرنسي عموما. وفي القدس، بدأت انتفاضة جديدة لنصرة غزة، سقط فيها الأرواح على يد الصهاينة، فيما يتواصل العدوان للأسبوع الثالث وقد تجاوزت قائمة الشهداء الفلسطينيين الألف.