احتضن القصر الدولي للمؤتمرات بالجزائر عبد اللطيف رحال، اليوم الإثنين، الندوة الجزائرية الكندية الأولى حول مكافحة حرائق الغابات باستعمال الوسائل الجوية، في خطوة لتعزيز الشراكة والتعاون بين البلدين، بما يساهم في توسيع الخبرات في المجال، وبالتالي تبني استراتيجية للحدّ من الظاهرة، التي باتت تشكلّ تهديدا صريحا للثروة الغابية في الجزائر، هذه الأخيرة التي سجّلت خلال سنة 2021 احتراق ما يزيد عن 100 ألف هكتار، ناهيك عن الخسائر البشرية والمادية، وما تبعها من آثار نفسية وخيمة على المتضررين وعموم الجزائريين. وشارك في هذا اللقاء، العديد من المتخصصين والخبراء في مجال الطيران من كندا وأمريكا الشمالية وكذلك الشركات الرائدة في قطاع مكافحة الحرائق باستعمال الوسائل الجوية، وأتاحت هذه الفرصة للمتخصصين الجزائريين، من مختلف الأجهزة الفاعلة في المجالات، المدنية منها والعسكرية، وكل المسؤولين عن إدارة المخاطر المتعلقة بالحرائق، الاستفادة من التجربة الجزائرية الكندية، التي يسعى اليوم مجلس التعاون كنداالجزائر، لتسخيرها من أجل وضع حدّ لتلك الصور الشنيعة التي ترسمها ألسنة اللهب، على الثروة الغابية الجزائرية، ولعلّ أسوؤها ما عاشه الجزائريون، صائفة 2021، وهم يشاهدون تحوّل الغابات على مستوى العديد من المناطق على غرار خنشلة، تيزي وزو، بجاية، البويرة ووهران إلى أراض محروقة كان لها من أثار عظيمه على البلاد والعباد. وتخلل هذه الندوة التي تعدّ الأولى من نوعها عدة ورشات عمل من قبل خبراء كنديين، تشمل المواضيع التي تعنى بحماية ورصد وكشف حرائق الغابات، ونشر طائرات من نوع "آر تانكرز"، ورجال الإطفاء في حرائق الغابات، وأهمية استعمال وسائل الاتصالات السلكية واللاسلكية، بالإضافة إلى جميع التقنيات والمنتجات والحلول الممكنة لمكافحة حرائق الغابات بالوسائل الجوية. وبدوره، قال رئيس مجلس التنمية كنداالجزائر، غاني قلي، إنّ "هذا النوع من الأحداث يسهل التبادلات وخلق الشراكات التي من شأنها أن تسمح بتطوير حلول ملموسة ودائمة في مكافحة هذه الآفة". وأضاف قلي في تصريحه: ''تمكنّا على وجه الخصوص من مناقشة إنشاء مشروع منصة طيران جزائرية-كندية تضمن مدرسة لتجارة الطيران لضمان العمالة المؤهلة لهذا القطاع الجديد بالإضافة إلى حاضنة/ مسرع طيران من أجل دعم جميع أصحاب المصلحة المحليين المتخصصين في مكافحة حرائق الغابات عن طريق الجو وفق المعايير الدولية مع تعزيز تنمية الخبرات الجزائرية على المدى المتوسط والبعيد"، منوها إلى أن هذين العنصرين من شأنهما خلق" جاذبية بين المقاولين الكنديين وغيرهم من المقاولين الرئيسيين لظهور صناعة طيران محلية متخصصة في مكافحة حرائق الغابات وربما تتوسع لاحقا لتشمل مجال الطيران المدني والعسكري''. وكانت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية نصبت الأسبوع الأخير لجنة وطنية لمكافحة ظاهرة حرائق الغابات، وذلك قصد تعبئة وتجنيد كل الوسائل والإمكانيات للمساهمة في الجهود الوطنية لمكافحة حرائق الغابات في الجزائر، يسيما بعد حرائق الصيف الماضي التي أتت على أكثر من 100 ألف هكتار مساحات غابية. ويوجد من الجانب الكندي بدعوة من مجلس التنمية كنداالجزائر، العديد من المتخصصين والخبراء الذين لديهم أكثر من 50 عامًا خبرة في مكافحة حرائق الغابات بوسائل جوية، مثل شركة "كون آر"، و"فانكوفر آيسلاند هيليكوبترز"، و"روتورماكس". وللإشارة، فإن مجلس التنمية كنداالجزائر، تأسس في عام 2016 من قبل محترفين جزائريين وكنديين، وهو منظمة تهدف إلى تسريع الأثر الاقتصادي والتجاري بين البلدين، من خلال تطوير الفرص الاقتصادية والعلاقات التجارية الثنائية، مع حشد كل الشركات والمنظمات.