تؤكد أكبر خمس صفقات نفط عربية، خلال شهر جوان الماضي، مكانة الدول العربية بصفتها من أهم مصادر الوقود الأحفوري، الذي يحظى بمكانة عالمية مهمة، على الرغم من الحروب الشرسة التي تشنّها بعض الدول والمؤسسات ضده. وأفادت منصة " الطاقة" المتخصصة أن هذه الصفقات التي أبرمتها مؤسسات الطاقة في الجزائر والسعودية والعراق والإمارات العربية، ترسخ الدور المهم الذي يؤديه النفط ومشتقاته بمستقبل العالم، في ظل أزمة الطاقة التي ضربت أركان الكرة الأرضية خلال العام الماضي، في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية، التي اندلعت شرارتها في 24 فبراير 2022 وخلقت فجوة كبيرة بين العرض والطلب، دفعت بأسعار النفط إلى أعلى. وكانت أسعار النفط قد لامست، في أواخر شهر مارس من العام الماضي، حدود ال 140 دولارًا للبرميل، قبل أن تبدأ رحلة التراجع، وتصل إلى حدود ال 75 دولارًا للبرميل، وهو المستوى الذي تحافظ عليه منذ عدّة أسابيع، كما ارتفعت أسعار المشتقات النفطية والبتروكيماويات إلى أرقام فلكية. واعتبرت منصة الطاقة أن صفقة سوناطراك وشركة بيرتامينا الإندونيسية، ريبسول الإسبانية، من بين أكبر خمس صفقات نفط عربية في جوان الماضي، وتستهدف الصفقة التي تبلغ قيمتها نحو 800 مليون دولار، تعزيز إنتاج النفط في الجزائر خلال السنوات القليلة المقبلة، إذ وقّعت شركة سوناطراك مع الشركتين الإندونيسية والإسبانية عقدًا لاستغلال رقعة التعاقد بحقول منزل لجمات وحقول أورهود الموحد والمرق الموحد، كما يتضمن برنامج العقد إنجاز وحدة استخراج غاز النفط المسال وحفر 12 بئرًا نفطية وبئر لحقن المياه. وبالإضافة إلى هذه الصفقة فقد وقع مجمع سوناطراك في 11 جولن الماضي واحدة من أكبر خمس صفقات نفط عربية خلال الشهر المنقضي، ممثلة في مشروع أرزيو للبتروكيماويات العملاق، وذلك بعد توقيع عقد الإنجاز واتفاقية تمويله بين شركة "ستيت بوليمرز سبا" التابعة لسوناطراك وشركة بتروفاك البريطانية. وسيكون المشروع مخصصًا لإنتاج 550 ألف طن سنويًا من البولي بروبلين، وسينجز خلال 42 شهرًا، بمشاركة شركة بتروفاك البريطانية، وشركة تشاينا يونيفرسال إنجنيرنغ الصينية. وسيخصص لتلبية احتياجات السوق المحلية، بينما سيوجّه فائض الإنتاج للتصدير إلى الأسواق الأوروبية والآسيوية والإفريقية. ومن بين الخمس الصفقات العربية التي أبرمت في جوان الماضي صفقة أرامكو السعودية وتوتال إينرجي الفرنسية في 24 جوان 2023 بقيمة 11 مليار لبدء بناء مجمع بتروكيماويات عملاق في المملكة، وطرح العراق تراخيص جديدة، تدعو الشركات العالمية الكبرى إلى المشاركة في التنقيب عن النفط والغاز في البلاد، من خلال عروض رسمية. من بين أكبر خمس صفقات نفط عربية خلال شهر جوان الماضي، جاءت صفقة استحواذ شركة "أدنوك للحفر" الإماراتية على خمسة عقود جديدة مع شركة "أدنوك البحرية"، ضمن خططها لرفع إنتاج البلاد إلى خمسة ملايين برميل من النفط الخام يوميًا، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز بحلول 2027