"اخترت الجزائر عندما كان زياني وبوقرة يشتريان تذاكر سفرهما من مالهما الخاص" نزل الدولي الجزائري السابق جمال عبدون ضيفا على قناة "أس أف أر سبور" الفرنسية في حصة "لو فيستيار" حيث تطرق لأمور كثيرة بخصوص تجربته مع المنتخب الوطني الجزائري، عبدون تكلم عن بداياته وعن التأهل لكأس العالم في أم درمان وختم حديثه بنهاية عهده مع المنتخب وما حدث له مع الناخب الوطني الأسبق وحيد حاليلوزيتش ،وما لا يعرفه البعض عن واقعة رفضه اللعب في كأس إفريقيا. "في الجزائر نملك 35 مليون مدرب" بداية حديث عبدون كان عن الشغف الجماهيري في الجزائري وأكد أن الجزائر بلد فريد من نوعه ، حتى أنه أعاد ذكر المقولة الشهيرة بأن الجزائر كلها مدربون وفي هذا الشأن قال: " في الجزائر الأمور غير عادية بالمرة، هناك ضغط رهيب جدا نالكل يريد أن يحشر نفسه في المنتخب ويبدي رأيه فيه، صحيح هناك 35 مليون مدرب في الجزائر لكن بالمقابل هناك شغف غير محدود، لعبت كثيرا في أندية كبيرة لديها جماهير رائعة، لكني لم أر مثل الشغف الجزائري أبدا ". "أحب الضغط ولقاء القاهرة معيار لذلك" الحديث عن الضغط والشغف يقودنا مباشرة لتصفيات كأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا، عبدون ضرب مثلا بسيطا بلقاء القاهرة وما تبعه ، وكشف أن المنتخب عاش وقتها ضغطا رهيبا وأضاف: "أنا أحب الضغط والضغط الجماهيري بالتحديد، اللعب ضد جماهير كبيرة لم يكن يقلقني تصور أننا لعبنا ضد 100 ألف بملعب القاهرة بالإضافة إلى ما تعرضنا إليه قبل اللقاء حين هوجمنا وتعرضت حافلتنا للتكسير، لكننا لعبنا لقاء قويا وتأهلنا بعد ذلك". "الجماهير جاءت لمساندتنا بطائرات عسكرية وليس في طيران الإمارات" قبل أن يختم كلامه في هذه الجزئية تطرق عبدون للقاء أم درمان والذي اعتبر نقطة فاصلة في تاريخ الكرة الجزائرية وعنه قال: " لكي أشرح لكم الشغف الكبير أقول فقط أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أرسل لنا 45 طائرة لدعمنا بعد هزيمة القاهرة، كنا في السودان والملعب كان مملوءا، الجماهير غزت الملعب ومن الجزائر، لم يسافروا في طيران الإمارات أو في الدرجات الممتازة لقد سافروا في طائرات عسكرية، إنه أمر غير معقول بالمرة". "اخترت الجزائر لأنها بلدي ومعاملة الفرنسيين لناصري وبن زيمة دليل على حسن اختياري" بعد ذلك انتقل عبدون ليتحدث عن المنتخب وكيف اختار الجزائر، جمال قال أن الخيار خيار القلب وليس لشيء آخر، كما كشف أن خياره صحيح جدا ضاربا المثل بما وقع لناصري وبن زيمة اللذين اختارا فرنسا لكنهما لم يكافآ على ذلك وقال: " الجزائر خيار القلب لقد اخترت الجزائر لأنها بلد والدي، هي بلدي في الأصل، ثم أشير إلى ما وقع لسمير ناصري أو بن زيمة ،هما لاعبان رائعان إلا أنهما لا يعاملان بطريقة جيدة والكل نسي تضحياتهما سريعا". "اخترت الجزائر عندما لم تكن تملك شيئا وعندما كان زياني وبوقرة يشتريان تذاكرهما من مالهما الخاص" عبدون رفض أن ينسب له ما يقال لبعض اللاعبين عن اختيارهم للجزائر كاختيار مالي ورياضي وليس خيار القلب ،وهنا كشف أنه أمر يبدو معروفا للجميع، لكن لم يصرح به سابقا وهو اقتناء لاعبي المنتخب لتذاكرهم من مالهم الخاص رغبة في خدمة الوطن وقال: "اخترت الجزائر عندما لم تكن تتوفر على شيء، اخترت الجزائر عندما كان بوقرة وزياني يقتنيان تذاكرهما من مالهما الخاص من أجل القدوم للجزائر، صحيح أنني كبرت في فرنسا، لكن اللعب في الجزائر أعتبره شرفا كبيرا". "وحيد لم يضعني في قائمة من 45 لاعبا بحجة أنهم كلهم أحسن مني وفي الأخير استدعاني للكان" في الجزئية الأخيرة من حواره تطرق عبدون لنهاية عهده مع الخضر وروى الرواية بتفاصيلها الكاملة، جمال أقر برفضه لدعوة المنتخب الوطني من أجل لعب كان 2013 لكنه أراد تفسير الأمور وقال: " وحيد هو من همشني، بداية لم يضمني في القائمة المعنية بكأس إفريقيا، قال لي أن هناك من هم أحسن مني، 45 لاعبا كلهم أحسن مني، لم أتقبل الأمر لكن ما باليد حيلة، قبل كأس إفريقيا بقليل وبعد تألقي ضد آرسنال وجه لي الدعوة لم أكن حاضرا جسديا وهنا انتهت قصتي مع المنتخب الوطني بشكل نهائي ولم أستدع بعدها". "كنت مصابا ووحيد استغل الأمر وقال عني أشياء ليست صحيحة" بعد رفضه الالتحاق بالمنتخب الوطني في كأس إفريقيا بحجة الإصابة قال عبدون أن وحيد ألف الأكاذيب بعد ذلك وكشف في حوارات عديدة أنه افتعل الإصابة وهو أمر قال أنه غير صحيح وأنهى كلامه بالقول:" أعتقد أن هذا جزءا من كرة القدم، لم أكن محضرا نفسيا ولا بدنيا بعد أن تلقيت إصابة، لكن وحيد بدأ بالقول أنني أصطنع الإصابة وأنني أمثّل وإلى ذلك من هذا القول، أنا لست خروفا ولا أحب الظلم عندما تكون صادقا معي أعطيك كل ما لدي وأنا مستعد للموت من أجلك والعكس صحيح ". للتذكير فإن الجماهير وقتها انقلبت على عبدون انقلابا حادا وهاجمته بشدة في مواقع التواصل الاجتماعي ،وهذا بسبب رفضه تلبية دعوة المنتخب، وحتى إن كان تفسيره غير مقنع، إلا أن عبدون أراد أن يظهر للجزائريين الطريقة التي كان وحيد يعامل بها لاعبيه وهي طريقة استعلاء غير مبررة وليذكرهم أيضا بأنه لم يرفض يوما دعوة المنتخب الوطني.