أمتع عبد القادر شاعو، سهرة الإثنين الماضي بدار الثقافة محمد العيد آل خليفة بباتنة، الجمهور الباتني في حفل مميز، استحضر فيه روائع أغنية الشعبي، وعرف توافدا كبيرا لمحبيه، وبادرت بتنظيمه جمعية الشباب للفن والموسيقى بباتنة. وكان الحفل الفني فرصة لإطلاق العنان للفرح والترويح عن النفس من خلال الأجواء التي خلقها وسط تفاعل كلي للجمهور الذي يهوى أغانيه الخالدة. وعلى وقع الزغاريد والرقصات صعد الفنان العاصمي المولود بحي باب جديد على الخشبة، وحيّى الجمهور معترفا بأن "التواصل تصنعه الأغنية الأصيلة المتأصلة، المعبّرة والهادفة". وقد بدأ حفله الذي دام قرابة الساعتين باستخبار، ثم أدى العديد من أغانيه الناجحة فضلا عن أغان أخرى في الطابعين الشعبي والحوزي، ما خلق جوا مفعما بالحميمية من خلال أغانيه "القصبة وانأ وليدها" و "يا العذراء"، الأمر الذي حرك مشاعر وأحاسيس الجمهور الحاضر، الذي لم يستطع تمالك نفسه وأطلق العنان للرقص في القاعة. وتُعد المناسبة ثاني فرصة للفنان شاعو لمقابلة جمهور الأوراس، الذي قال في شأنه إنه جمور ذواق وحساس بعدما أحيا حفلا مماثلا سنة 1981 بذات القاعة، لايزال يستحضر ذكرياتها ويحفظها عن ظهر قلب. وثمّن الفنان شاعو في حديث قصير إلى "المساء في نهاية الحفل، دور مثل هذه السهرات الفنية في دفع حركية النشاطين الثقافي والفني، التي تساعد على نمو الذوق الموسيقي للجمهور، مضيفا أن اللون الشعبي نموذج فني أصيل وموروث، يتفاعل مع العناصر الموسيقية الأخرى. وأوضح المتحدث أن هذا النوع نصوصه سجلها الفنانون، وأضاف لها آخرون، فأصبحت نصوصا تؤخذ بالوراثة والتواصل الشفهي في مقامات موسيقية وإيقاعات تتكون من المركّب والبسيط. الفنان شاعو المنحدر من أصول قبائلية لايزال يحن لأرض أجداده تيقزيرت، رسم الصورة عن جمهور الأوراس، مشيرا إلى أن للجزائر زخما كبيرا من التراث لا يمكن أن يتم؛ لذلك فلا بد أن نبحث عنه وأن نطوره؛ لأنه مهم، فهو حقل خصب للتجارب المجدية التي تخدم التواصل الثقافي، وتمد جسور الصداقة والسلام وتبعث روح البحث لدى الشباب. كما ثمّن من جهة أخرى، مبادرة تكريم الفنان الشاوي حسان دادي التي تمت في أجواء بهيجة بمقر بلدية باتنة، ودور الجمعية التي أضفت حركية على السهرات الرمضانية.
