لجأت مؤسسة بريد الجزائر إلى المدرسة الوطنية العليا للإعلام الآلي للبحث عن حلول تكنولوجية حديثة لتحسين نوعية الخدمات، وتسريع مشاريع الدفع والسحب الإلكتروني، مع الرفع من عدد التقنيين والمختصين في مجال الحلول الرقمية. وبمقتضي الاتفاقية الموقعة أمس بين المدير العام لبريد الجزائر، السيد عبد الناصر سايح، والمدير العام للمدرسة الوطنية العليا للإعلام الآلي، الأستاذ مولود كوديل، سيتم الاستفادة من خبرات الأساتذة والباحثين للنهوض بالخدمات البريدية، خاصة ما تعلق بمشروع الدفع الإلكتروني، الدفع بواسطة الهاتف النقال والانترنت للفواتير، والاستعلام عن الأرصدة، والقيام بمختلف المعاملات البريدية عن بعد. وعلى هامش حفل التوقيع على الاتفاقية، تم عرض مداخلة حول الرهانات الجديدة للمؤسسة التي توظف اليوم 27 ألف عامل غالبيتهم ليس لديهم كفاءات علمية لمسايرة التطور في مجال خدمات الاتصال، ليؤكد مدير بريد الجزائر أن كل مديرياته تضم 110 مهندس دولة و78 مهندسا تطبيقيا و231 تقنيا ساميا و53 تقنيا وهو عدد غير كاف لمواصلة تطوير خدمات المؤسسة، وهو ما يجعلها اليوم بحاجة ماسة لتوظيف مختصين في مجال الإعلام الآلي والحلول التكنولوجية. وقصد الاستفادة من مهارات طلبة المدرسة، أعلن سايح عن فتح المجال لهم لإتمام دروسهم التطبيقية وفترة التربص عبر مختلف مصالح بريد الجزائر، مع التوقيع على عقود توظيف مع الخريجين الأوائل عند نهاية كل موسم دراسي للمساهمة في عصرنة خدمات البريد والتحضير لمشروع بنك البريد. من جهته، أكد مدير عام المدرسة، الأستاذ كوديل، استعداد الأساتذة والطلبة للمشاركة بقوة في مشروع عصرنة خدمات بريد الجزائر، مشيرا إلى توفر العديد من البحوث المتعلقة بالدفع عن بعد عن طريق الهاتف النقال والانترنت في أدراج مخابر البحث تنتظر الفرصة للخروج إلى النور. وأشار كوديل إلى أنه يعتبر من بين أحد زبائن المؤسسة مثله مثل باقي الأساتذة والباحثين، وهو مستعد لبناء جسر تواصل ما بين الجامعة كفضاء علمي، وبين مؤسسة بريد الجزائر التي تعتبر فضاء تجاريا واقتصاديا واعدا بالنظر إلى عدد الزبائن ونوعية الخدمات المقترحة التي يجب أن تتماشي والمقاييس العالمية وتستجيب على طلبات المواطنين. كما تطرق العرض المقدم لمدير المدرسة الذي كان مرفوقا بعدد من الأساتذة، إلى مختلف الخدمات المقترحة عبر 3664 مكتبا بريديا والمتعلقة بتوزيع البريد، والبريد الهجين، الصكوك والحسابات البريدية المتعلقة ب18 مليون زبون والتي تسجل فيها سنويا 365 مليون معاملة في السنة لسحب أكثر من 46 مليار دج، بالإضافة إلى مصلحة التوفير والاحتياط التي تحصى 4,1 مليون حساب. كما تم تسليط الضوء خلال العرض على النقائص التي يعاني منها بريد الجزائر على غرار غياب ثقافة المناجمنت والتسويق ما جعل ظروف الاستقبال لا ترضي الزبائن، بالإضافة إلى تدنى نوعية الخدمات وتعطل تنفيذ عدة مشاريع تتعلق بالحلول التكنولوجية، وهي النقائص التي تعهد الأساتذة بحلها بطريقة علمية من طرف كفاءات جزائرية. وبخصوص المعاملات عبر وسائل الاتصال الحديثة المقترحة من طرف بريد الجزائر، فقد سجل 13 مليون معاملة عبر مواقع الانترنت للاستعلام عن الرصيد، و10 ملايين معاملة عبر الهاتف النقال، وتم تسجيل 500 ألف عملية تعبئة لأرصدة خطوط الهاتف النقال عبر الاقتطاع مباشرة من الأرصدة.