أحيت محافظة مهرجان عنابة الثاني للفيلم المتوسطي، مساء أول أمس بمسرح «عز الدين مجوبي»، عرضا خاصا لفيلم «فتاة المصنع» تكريما لمخرجه محمد خان الذي رحل شهر جويلية المنصرم عن عمر يناهز 73 عاما، بحضور الممثلة ابتهال الصريطي أحد أبطال هذا العمل السينمائي المتميز، كما تم عرض الفيلم القصير «الصورة الأخيرة» للمخرج المصري فاروق قاسم وهو أول عمل له كان مشروع تخرج. «فتاة المصنع» من بطولة ياسمين رئيس وهاني عادل وسلوى خطاب وسلوى محمد علي وابتهال الصريطى، مع مجموعة كبيرة من الوجوه الجديدة، وهو من تأليف وسام سليمان. وتدور أحداث الفيلم حول الفتاة «هيام»، تعمل كغيرها من بنات حيّها الفقير في مصنع ملابس، تتفتح روحها ومشاعرها بانجذابها لتجربة حب تعيشها كرحلة ومغامرة دون أن تدرى أنها تقف وحيدة أمام مجتمع يخاف من الحب بسبب تقاليده البالية والقاسية. ويعد محمد خان أحد رواد الواقعية الجديدة في السينما المصرية، وتميز بين روادها بالحفاظ على الجمالية في أعماله، وهو من مواليد مصر في 26 أكتوبر عام 1942 لأب باكستاني وأم مصرية ودرس السينما في إنجلترا. وقدم خان نحو 24 فيلما روائيا طويلا وكان آخر أفلامه «قبل زحمة الصيف» بطولة هنا شيحة وماجد الكدواني. ومن أبرز أفلام المخرج الراحل «ضربة شمس» بطولة نور الشريف و«الحريف» بطولة عادل إمام و«زوجة رجل مهم» بطولة أحمد زكي و«فتاة المصنع» الذي نال عنه جائزة الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين «فيبرسي» من مهرجان دبي السينمائي الدولي عام 2013. من جهتها، قالت الممثلة المصرية ابتهال الصريطي، نجلة الفنانين سامح الصريطي ونادية فهمي، عقب نهاية العرض، إن العمل مع المخرج الراحل محمد خان كان أشبه بالحلم، إذ اختارها لتكون ضمن أبطال فيلم «فتاة المصنع»، وأن هذه التجربة تعد من أهم التجارب التي عاشتها في حياتها. وأبرزت ابتهال الصريطي حرفية المخرج ومهنيته، وذكرت أن محمد خان استغرق حوالي ستة أشهر لتحضير الفيلم ويقف عند جوانب وتفاصيل الشخصية التي تقمصتها، وكان الراحل صارما في مواعيده وملتزما بالمشاهد اللازم تصويرها. وعن «فتاة المصنع»، أكدت المتحدثة أن العمل المنتج في 2013 ليس بالضخم، لكن بساطته ولمسة المخرج أعطته تفردا وقوة، وكان بمثابة تحدي للسينما التجارية التي تجلب إيرادات جيدة. وعادت ابتهال الصريطي لتؤكد أن محمد خان مهموم بقضايا المرأة المصرية، حيث أن المجتمع المصري على غرار كل المجتمعات العربية ترى أن المرأة لا تتجاوز إلا أن تكون مشروع أسرة وزواج، وليس لها فرصة في أن تظهر ككفاءة حقيقية أو يتم تثمين مسارها التعليمي أوالثقافي مثلا. وذكرت في الأخير أن محمد خان اكتشفها في فيلم قصير، وأعجب بأدائها، وأنها لم تستغل اسم العائلة الفنية في نيل ثقة المخرج.