معلم عين الفوارة يتعرض للتخريب

الفاعل مختل استعمل مطرقة ومعولا

تعرض، تمثال عين الفوارة وسط مدينة سطيف، صباح أمس، إلى محاولة تخريب من قبل شخص لم يتجاوز عقده الخامس، قام بتهشيم عدد من أجزاء المرأة المصنوعة من الرخام خصوصا على مستوى الوجه والصدر والأطراف السفلية، باستعمال مطرقة ثقيلة ومعول، في مشهد أقرب للخيال، وسط صراخات المواطنين من أبناء المدينة الذين لم يتمكنوا من التدخل لإيقاف الفاعل الذي كان في حالة هستيرية، مهددا كل من يقترب منه، إلى أن تدخل عناصر الأمن الوطني بمساعدة بعض المواطنين، حيث تم توقيفه بصعوبة كبيرة، بعدما أبدى مقاومة عنيفة. وبسرعة البرق، تداول نشطاء مختلف شبكات التواصل الاجتماعي، هذا العمل التخريبي الذي خلف استياء واستنكارا كبيرين، لاسيما وسط سكان مدينة سطيف، لما لهذا المعلم من أهمية تاريخية للسطايفية، كما تم توقيف الشخص الذي أقدم على فعلته هذه واقتياده إلى مقر الأمن الحضري الأوّل المحاذي لمعلم عين الفوارة، وفتح تحقيق معه في قضية ستكيف حسب مصادر «المساء» ضمن الجنايات، باستدعاء عدد من الهيئات للتأسس كطرف مدني منها وزارة الثقافة ممثلة في مديرية الثقافة والديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية باعتبار أنّ المعلم مصنف.
وقد تأكد أن الفاعل مختل عقليا 100 بالمائة، حسب المكلف بالإعلام بأمن الولاية.
وفور وقوع الحادث، تنقل والي الولاية السيد ناصر معسكري، رفقة قائد المجموعة الإقليمية للدرك الوطني ومدير الأمن الولائي إلى المعلم، ووقفوا عن قرب على حجم هذا العمل التخريبي الذي يعد الثالث من نوعه في تاريخ عين الفوارة، بعد محاولة تخريبها باستعمال قنبلة خلال العشرية السوداء وتحديدا سنة 1997، تلتها حادثة 2005 عقب محاولة أحد الأشخاص هدمها، بالإضافة إلى حادثة صبيحة أمس.
وأفاد بيان لوزارة الثقافة أن الوزير عزالدين ميهوبي تلقى باستياء كبير السلوك الهيستيري المتهور الذي قام به أحد الأشخاص مستعينا بمطرقة ومعول بهدف تحطيم وتشويه التحفة الفنية المعروفة ب«عين الفوارة»، بقلب مدينة سطيف.
تجدر الإشارة إلى أنّ عين الفوارة يعود تاريخها إلى قرابة 120 سنة، وكانت معروضة بمتحف اللوفر بالعاصمة الفرنسية، أبدع في نحتها الفنان فرانسيس دوسان فيدال، وقدمت للجزائر سنة 1898 من ميناء مرسيليا إلى سكيكدة ثم برا إلى سطيف في رحلة دامت قرابة الأسبوع.