استشهاد خمسة فلسطينيين في القدس وجنين

تصعيد خطير للوضع في الأراضي المحتلة

تصاعد التوتر، أمس، بالضفة الغربية المحتلة على إثر استشهاد خمسة فلسطينيين في مواجهات مسلحة مع قوات جيش الاحتلال الاسرائيلي التي شرعت، منذ أول أمس، في شن عملية عسكرية وحملة اعتقالات جماعية بالمنطقة بحجة تفكيك خلية "إرهابية" تابعة لحركة المقاومة الإسلامية "حماس".
واستشهد ثلاثة فلسطينيين ببلدة "بدو" بالقرب من القدس المحتلة وإثنين آخرين ببلدة "برقين" بالقرب من مدنية جنين في شمال الضفة الغربية والتي تشهد توترا متصاعدا منذ عملية "الهروب الكبير" التي نفذها ستة أسرى، تمكنوا من الفرار بداية الشهر الجاري من معتقل "جلبوع" الاسرائيلي قبل أن يعاد اعتقالهم بعد أيام قليلة وأغلبهم ينحدرون من جنين.
واعترف جيش الاحتلال بإصابة ضابط وجندي من قواته بجروح خطيرة خلال اشتباك مع شاب فلسطيني في قرية برقين الواقعة بالرقب من جنين، مشيرا إلى أن الاشتباكات وقعت في إطار نشاط مشترك للجيش وجهاز الأمن العام "الشاباك" في برقين ضد نشطاء ينتمون إلى خلية عسكرية لحركة "حماس"، زعم أنها خططت لتنفيذ هجوم ضد أهداف إسرائيلية.
وهي نفس الحجج التي عادة ما يرفعها جيش الاحتلال، لتبرير عدوانه على الأراضي الفلسطينية المحتلة ضمن محاولات متكررة منهم، لإظهار المقاومة الفلسطينية وحتى المدنيين العزل من أبناء الشعب الفلسطيني على أنهم "إرهابيون" يجب القضاء عليهم وتناسى إرهابه الذي يمارسه يوميا ضد كل ما هو فلسطيني.
وأمام استمرار الاعتداءات الاسرائيلية، دعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية إلى تصعيد المقاومة ضد المحتل في جميع نقاط التماس والطرق الالتفافية. وقالت في بيان أصدرته عقب استشهاد الفلسطينيين الخمسة برصاص إسرائيلي، إن "خيار المقاومة والرصاص هو القادر على حماية حقوقنا وتحرير أسرانا وحماية مسرانا".
وأضافت أن "دماء الشهداء لن تذهب هدرا، وأن شعبنا وفي مقدمته قادة حماس سيظلون في مقدمة الصفوف لمواجهة المحتل مهما بلغت التضحيات حتى دحره عن أرضنا واستعادة حقوقنا كاملة وحماية مقدساتنا".
وأدانت الرئاسة الفلسطينية في بيان "الجريمتين البشعتين اللتين ارتكبتهما قوات الاحتلال الإسرائيلي في القدس وجنين وأسفرتا عن استشهاد خمسة مواطنين". وشددت على أن "هذه الجرائم هي امتداد لمسلسل الانتهاكات والإعدامات الميدانية المتواصلة بحق أبناء شعبنا", مؤكدا أن استمرار هذه السياسة، سيؤدي إلى انفجار الأوضاع وإلى مزيد من التوتر وعدم الاستقرار".
ودعت الرئاسة الفلسطينية المجتمع الدولي إلى "مغادرة مربع الصمت على عمليات الإعدام المباشرة التي ينفذها الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني، إلى مربع الفعل واتخاذ إجراءات فورية لمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم".