كشفت وزيرة الثقافة والفنون وفاء شعلال، عن إعداد برنامج ثقافي جواري مكثف ومتنوع خاص، لمرافقة الطبعة 19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط بوهران، بالإضافة إلى تنظيم 9 مهرجانات ثقافية، وتدابير خاصة لتثمين التراث الثقافي والحضاري لمدينة وهران، مؤكدة "تسخير وتعبئة العديد من الهياكل والمنشآت الثقافية، لمواكبة هذا الحدث الرياضي الهام". أوضحت وزيرة الثقافة في حوار لوكالة الأنباء الجزائرية، أن هذه التظاهرة الرياضية الهامة هي بمثابة فرصة سانحة "للترويج والتعريف بالثقافة الجزائرية، ومساهمة المبدعين لدينا"، وكذا مناسبة لتسليط الضوء على مدينة وهران، والتعريف ب "تاريخها، وتراثها الثقافي المادي وغير المادي، ومساهمتها الكبيرة في إثراء ثقافة البحر الأبيض المتوسط"، التي تعزز طموحها لتصبح مدينة "مضيافة، منفتحة على العالم، وجذابة للمستثمرين". وبمناسبة هذا الحدث الرياضي الذي ستحتضنه الباهية وهران من 25 جوان إلى 5 جويلية 2022 القادم، يعتزم قطاع الثقافة والفنون "تقديم وإعطاء لحظات للاحتفال والفرح والسعادة، التي نتقاسمها مع ضيوفنا من الدول الأجنبية المشاركة"، وذلك عبر برنامج ثقافي خاص، "مكثف ومتنوع، من خلال تعبئة وتسخير جميع المؤسسات الثقافية المتواجدة بمدينة وهران وفي المدن المجاورة لها"، تبرز الوزيرة. وفي نفس الإطار، أوضحت الوزيرة شعلال، أنه تحسبا لهذه التظاهرة، "جرت عمليات إعادة تهيئة وتأهيل بعض الهياكل والمنشآت الثقافية". كما تعتزم دائرتها الوزارية تنفيذ برنامجها عبر كل من فضاءات "المسرح الجهوي عبد القادر علولة، ودار الثقافة (وهي في المرحلة النهائية من إعادة التهيئة والتجديد)، ومتحف أحمد زبانة، و3 قاعات سينمائية، والمعالم التاريخية الكبرى للمدينة"، إلى جانب برنامج تنشيط مرتقب على مستوى "36 فضاء عموميا، والواجهة البحرية لمدينة وهران، ومسارح الهواء الطلق، وكذا الساحات العمومية والعديد من فضاءات التوزيع". كما أبرزت شعلال أن وزارة الثقافة والفنون خصصت بالمناسبة، برنامجا سينمائيا جواريا ثريا، يتمثل، أساسا، في تظاهرات "جولات الحافلات السينمائية المتنقلة، وسينما الشواطئ، وسينما المدينة"، ومعارض ومسابقات في مجال الفنون التشكيلية، وإقامات للفنانين وفي مجال الكتابة، إلى جانب معارض حول التراث الثقافي، وأحدث الاكتشافات الأثرية بالجزائر، فضلا عن برنامج خاص داخل الحي الأولمبي، بعد موافقة اللجنة الدولية المسؤولة عن تنظيم التظاهرة الرياضية. 9 مهرجانات وبرنامج لتثمين تراث المدينة في الصدد نفسه، أعلنت وزيرة الثقافة والفنون لوكالة الأنباء الجزائرية، أنه إلى جانب هذا البرنامج الثقافي الجواري ستنظم خلال هذه الفترة بوهران والمدن المجاورة لها، "تسعة (09) مهرجانات ثقافية"، على غرار "مهرجان الثقافات الشعبية، ومهرجان الموسيقى والأغنية الوهرانية، وأيام المسرح المتوسطي، ومهرجان الراي، والمهرجان الدولي للرقص بسيدي بلعباس، وكذا مهرجان موسيقى الحوزي بتلمسان". كما أعلنت الوزيرة عن تنظيم "حفل فني موسيقي ضخم بمناسبة إحياء الذكرى 60 لعيدي الاستقلال والشباب"، موضحة أن هذا البرنامج الثقافي الثري الخاص بمرافقة الحدث الرياضي، "سينطلق قبل افتتاح الألعاب المتوسطية، وسيتواصل حتى بعد اختتام فعالياتها". وأضافت شعلال: "في ما يتعلق بمجال التراث الثقافي لمدينة وهران، ستُنظم معارض حول التراث، وأحدث الاكتشافات الأثرية، وكذلك جولات سياحية نحو المعالم التاريخية والمواقع الأثرية للمدينة". ومن جهة أخرى، أشارت الوزيرة إلى أن هذا البرنامج الثري الذي سيرافق التظاهرة الرياضية المتوسطية، "لا يستفيد من ميزانية خاصة" بالقطاع، وهو ما أدى إلى "تكييف برامجنا والمشاريع وفقا للأهداف المحددة". وأضافت الوزيرة أن الإجراءات التي تقوم بها الوزارة في إطار التحضير لهذه التظاهرة، تتمثل في "وضع إشارات (لافتات) على مستوى المواقع والمعالم بوهران ذات الصلة بوزارة السياحة والصناعات التقليدية، بهدف ترقية السياحة الثقافية والترويج لها، وإضاءة 26 معلما تاريخيا بوهران، إلى جانب استحداث 4 مسارات سياحية ذات طابع ثقافي، على غرار مسار الأبواب، ومسار الحصون التاريخية (النظام التحصيني لمدينة وهران)، ومسار المساجد والقصور.
