خرج آلاف السودانيين، أمس، إلى شوارع العاصمة الخرطوم ومدنها المجاورة وعدد من الولايات في مظاهرات عارمة رافضة للحكم العسكري ومطالبة بحكم مدني. وعرفت هذه المسيرات سقوط قتيل في صفوف المتظاهرين لترتفع بذلك حصيلة قتلى احتجاجات السودان المتواصلة منذ 25 أكتوبر الماضي الى 80 ضحية. وعرفت العاصمة الخرطوم ومدينتها التوأم، أم درمان وولاية القضارف ومدينة بور سودان الساحلية شرق البلاد وإقليم دارفور الغربي خروج آلاف المتظاهرين، رافعين الرايات السودانية وبالونات حمراء اللون ولافتات كتب عليها "اليوم عيد حب الوطن" وذلك تزامنا مع "عيد الحب" الموافق ل14 فيفري من كل عام. وطالب حشود المتظاهرين، قيادة الجيش بتسليم الحكم للمدنيين والإفراج عن المعتقلين السياسيين ومحاسبة المسؤولين عن مقتل متظاهرين خلال الاحتجاجات منذ بدء الانقلاب والدين بلغ عددهم 80 متظاهرا. وتصدت قوات الشرطة لجموع المحتجين، بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع والمياه الملوّنة على المتظاهرين في محاولة لتفريقهم من أمام القصر الرئاسي بالعاصمة الخرطوم. من جهتها أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية مقتل متظاهر بالرصاص في الخرطوم أثناء الاحتجاجات "إثر إصابته في العنق والصدر من قبل قوات السلطة الانقلابية بطلق ناري". وأضافت اللجنة، أن حصيلة القتلى ارتفعت بذلك إلى 80 ضحية "منذ يوم الانقلاب وحتى يوم أمس". ويشهد السودان احتجاجات متواصلة تخللتها اضطرابات وأعمال عنف منذ الانقلاب العسكري الذي نفذه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في الخامس والعشرين أكتوبر الماضي حين قام بحل السلطة المدنية التي كانت تتقاسم السلطة مع الجيش.
