اتهم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس، الولاياتالمتحدة بتعمد إطالة أمد النزاع المسلح في أوكرانيا، في ظل غياب أي مؤشرات لإمكانية احتوائه في المدى القريب. وتهجم الرئيس الروسي على الولاياتالمتحدة التي اتهمها بالسعي إلى "زعزعة استقرار" العالم، مشيرا في ذلك إلى زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، مؤخرا إلى تايوان وما حملته من توتر في علاقات واشنطن وبكين. وقال الرئيس بوتين في كلمة، خلال الندوة الدولية حول الأمن التي احتضنتها العاصمة موسكو، أمس، أن "الوضعية في أوكرانيا تظهر أن الولاياتالمتحدة تسعى لإطالة أمد هذا الصراع، فهي تفعل نفس الشيء من خلال تغذية إمكانية نشوب صراع في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية"، وهو ما جعله يندد بما وصفه ب"العرض الوقح لعدم احترامها لسيادة الدول الأخرى والتزاماتها الدولية". وقال في هذا السياق، إن الولاياتالمتحدةالأمريكية "لا تنفك عن افتعال استفزازات وحجج واهية من أجل فرض سيطرتها والتحكم بالدول المستقلة"، بهدف الحفاظ على هيمنتها وهو ما يدفعها لتبني النموذج الذي يسمح لها بالتطفل على العالم بأسره". وعاد الرئيس الروسي إلى الزيارة الأخيرة التي قامت بها رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي إلى جزيرة تايوان والتي أغضبت الصين، حليفة روسيا، وقال إنها كانت "استفزازا مخططا له بدقة"، مشددا على أن بلاده ستعزز قواتها المسلحة من أجل حماية حلفائها وضمان إقامة عالم ديمقراطي يخلو من الهيمنة. وتأتي الاتهامات الروسية في الوقت الذي اندلعت فيه حرائق في عدد من القواعد العسكرية الروسية المتواجدة بشبه جزيرة القرم، التي ضمّتها روسيا الى سيادتها عام 2014. وتسبب حريق اندلع، أمس، في وقوع انفجار ضخم في مستودع ذخيرة في بلدة مايسكوي بشبه جزيرة القرم التي اهتزت خلال الأسبوع الجاري على وقع سلسلة انفجارات ضخمة. ولا يزال الصراع المسلح المتفجر منذ 24 فيفري الماضي مستمرا في أوكرانيا، رغم ما تعرضت له روسيا من عقوبات غربية ثقيلة وقاسية من جهة، ومن جهة أخرى، التمويل العسكري الهائل الذي يقدّمه الغرب للسلطات الأوكرانية من أجل تمكينها من مواجهة الآلة العسكرية الروسية.