أعطيت سهرة أول أمس، بقاعة العروض لمسرح الجهوي بباتنة إشارة انطلاق فعاليات الأيام المسرحية المغاربية وسط حضور مكثّف لهواة الفن الرابع، وتخلّل حفل الافتتاح تكريم عدد من الوجوه المسرحية ضمنهم المسرحي المغربي عبد الكريم برشيد، الدكتور صالح لمباركية، والدكتور نور الدين عمرون. كما تمّ تقديم عرض "قاضي الظل" لمسرح باتنة الجهوي الذي كتب نصه عبد اللطيف اللعبي وأخرجه حسن بوبريوة وتوزّع في أدواره نخبة من الوجوه المسرحية لمسرح باتنة الجهوي منهم سمير أوجيت، كمال زرارة، صالح بوبير، فؤاد لبوخ وحليمة بن إبراهيم. الأيام المسرحية التي ستستمر فعالياتها لغاية 28 جوان الجاري تشارك فيها 10 فرق مسرحية منها 03 فرق مسرحية من تونس، المغرب وليبيا، كما يتضمّن البرنامج تقديم محاضرات تتناول "تأثير المسرح المغاربي في المسرح العربي"، "الحركة المسرحية في المغرب العربي بين الإبداع والاقتباس" و"توظيف التراث في الحركة المسرحية المغاربية"، ويراهن منظمو هذه التظاهرة على إبراز خصوصيات الحركة المسرحية في المغرب العربي اعتمادا على نماذج لعّينات من المسرحيات والندوات التي ترافق هذه السهرات التي جلبت إليها حضورا مميزا منذ السهرة الأولى. ويعلّق هواة الفن الرابع على مثل هذه التظاهرات في بعث الحركة المسرحية في المغرب العربي، وعبّر العديد ممن تابعوا العرض الأوّل عن ارتياحهم للجهود المبذولة لبعث الحركة المسرحية واستوقفتهم عدّة محطات في العرض الذي يلخّص حكاية صراع شبكة سلطة السوق مع قاضي الظل الذي اختار بيع الضحك للناس وقد أدرك أنّ الضحك هو سلاحه لتدمير كوابح وقيود عالم السوق المادية والمعنوية. وحسب السيد يحياوي مدير المسرح الجهوي بباتنة والمشرف العام على هذه الأيام فإنّ المناسبة تعدّ فرصة لممثلي المسارح الجهوية بالجزائر لاحتكاك وتبادل الخبرات مع نظرائهم من دول المغرب العربي، فضلا عن البحث في آليات تطوير الفن الرابع بمنطقة المغرب العربي، علما أنّ الندوات والمحاضرات المبرمجة بالمناسبة تأخذ في الحسبان القضايا الراهنة التي يعيشها المسرح المغاربي. للإشارة تعدّ هذه التظاهرة من التظاهرات الكفيلة بتغيير المشهد الثقافي بالمدينة خصوصا وّأن المسرح الجهوي بباتنة الذي احتضن الطبعة الأولى من هذه الأيام عام 1988 تقلّص حجم أنشطته بسبب أشغال إعادة تهيئته التي مسّت أجزاء كبيرة منه ودامت سنتين.