أكدت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، أمس الثلاثاء، على الدور الرائد للجزائر في حفظ التراث الحي لإفريقيا، ومساهمتها الكبيرة في تحقيق الأهداف الاستراتيجية ل"اليونسكو"، لفائدة المواريث الثقافية للقارة الأفريقية، واعتبرت أن احتضانها الجزائر لأشغال ورشة قارية حول "تعزيز قدرات نقاط الارتكاز الوطنيين ل44 دولة إفريقية في إعداد التقارير الدورية، في إطار اتفاقية 2003، لصون التراث الثقافي غير المادي في إفريقيا"، مناسبة لتقييم السياسات العمومية المبذولة لصالح التراث الثقافي غير المادي. أشارت الوزيرة، إلى أن هذه الورشة تسمح لكل الفاعلين في هذا الحقل، من منظمات وخبراء، بالنظر بصفة علمية وتشاركية إلى حالة التراث في قارتنا، والبحث سويا على آليات حماية وصون وترقية التراث الثقافي غير المادي، وقالت "ستجمع نخبة رفيعة من الخبرات والتجارب، ستعمل وفق الرؤية المتبصرة بعراقة الماضي، وتحديات الحاضر ورهانات المستقبل، من أجل بلوغ الأهداف المرجوة من هذا اللقاء". وقبل أن تذكر بأن الجزائر كانت أول بلد على المستوى العالمي، الذي صادق خلال سنة 2004، على الاتفاقية العالمية، المتعلقة بصون التراث غير المادي لسنة 2003، والتي تسجل اليوم، انخراط 180 دولة، من بينها خمسون دولة إفريقية، أكدت مولوجي أن هذا اللقاء يترجم الدور الريادي الذي تؤديه الجزائر في المنظمات الدولية الكبرى، مثل "اليونسكو" أو الاتحاد الأفريقي، فيما يتعلق بإعداد أو دعم الاتفاقيات الثقافية الدولية الكبرى، خاصة المتعلقة بصون التراث غير المادي لسنة 2003، واتفاقية 2005 المتعلقة بحماية وتعزيز تنوع أشكال التعابير الثقافية، أو من خلال مشاركتها في الإنجازات الثقافية الأفريقية الكبرى. في السياق، أفادت الوزيرة بأن المركز الإقليمي لصون التراث الثقافي غير المادي في إفريقيا، المكرس لحفظ وحماية والتعريف بالتراث الثقافي غير المادي للقارة الإفريقية، والذي اختارت "اليونسكو" الجزائر لاحتضانه، يخدم رهان الدول الإفريقية، والمتمثل في تحسين الوضعية القانونية لصون التراث الثقافي غير المادي للقارة، وضمان التسيير الفعال له، مع ضمان القدرة والتدخل على المستوى العالمي، فضلا عن السماح له بالتركيز على نشاطات البحث العلمي والخبرات، وتعريف التراث وجرده، وتقوية القدرات في المجالات المعنية بالتراث غير المادي، ما سيسمح له بالمساهمة بشكل كبير في تحقيق الأهداف الاستراتيجية المسطرة من طرف منظمة "اليونسكو". للإشارة، تنعقد أشغال الورشة القارية حول "تعزيز قدرات نقاط الارتكاز الوطنيين ل44 دولة إفريقية، في إعداد التقارير الدورية في إطار اتفاقية 2003 لصون التراث الثقافي غير المادي في إفريقيا"، من 25 إلى 29 أفريل الجاري، بالتنسيق مع منظمة "اليونسكو" والمركز الإقليمي بالجزائر لصون التراث الثقافي غير المادي في إفريقيا، بحضور المسيرة الرئيسية لاتفاقية 2003 من جنوب إفريقيا، وكذا المسير الرئيسي لاتفاقية 2003 من بوركينا فاسو، ودير المركز الإقليمي لصون التراث الثقافي غير المادي في إفريقيا، إلى جانب المشاركين من 44 دولة إفريقية. هذه الورشات تشارك فيها 44 نقطة ارتكاز (من 44 دولة إفريقية)، مكلفة بإعداد وكتابة التقارير الدورية، الخاصة بتجسيد اتفاقية 2003 لصون التراث الثقافي غير المادي للمنطقة، بالإضافة إلى العديد من الخبراء الدوليين من منظمة "اليونسكو"، ومن المركز الإقليمي لصون التراث الثقافي غير المادي لإفريقيا، والمركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ، علم الإنسان والتاريخ، وتهدف إلى إعلام نقاط الارتكاز بالآلية الجديدة المتبناة من طرف "اليونسكو" في إعداد التقارير الدورية بموجب اتفاقية 2003، بعد التغييرات والتعديلات التي طرأت عليها في 2020، والمصادق عليها من قبل الهيئات الإدارية ل"اليونسكو" في 2018، كما ستعمل على تكوين المشاركين في كتابة التقارير الدورية، باتباع الإجراءات الجديدة، وكذا تقاسم تجارب وخبرات الدول التي سبق لها أن قدمت تقاريرها في الدورات السابقة في الجزائر، وتشكيل شبكة من نقاط الارتكاز لتقاسم المعلومات وتبادل التجارب بين الدول الأطراف لاتفاقية 2003 من القارة الإفريقية.