إنزال 100 طن يوميا بموانئ بومرداس

وفرة كبيرة في السردين واستمرار تراجع الأسعار

إنتاج 1500 طن من الأسماك الزرقاء خلال أوت 2025
تشهد أسواق بومرداس منذ أيام، وفرة كبيرة في السردين، ما انعكس إيجابا على الأسعار التي تراوحت ما بين 350 دج و700 دج في أسواق التجزئة، حسب النوعية، وتبعا للإنزال اليومي للأسماك السطحية الزرقاء بموانئ الولاية، حيث كشفت مديرية الصيد البحري عن معدل إنزال يومي بحوالي 100 طن، في سابقة غير مشهودة خلال السنوات الأخيرة، فيما وصل الإنتاج الكلي من الأسماك الزرقاء، إلى حدود 1500 طن خلال أوت 2025.
تستمر وفرة الأسماك السطحية الزرقاء على مستوى موانئ بومرداس هذه الأيام؛ ما انعكس إيجابا على سعر الكيلوغرام الواحد من السردين الذي تراوح نهاية الأسبوع المنصرم، ما بين 500 و700 دج بأسواق التجزئة؛ حيث تتقاطع عدة عوامل في تحديد السعر ما بين كمية الإنزال اليومي، وجودة الأسماك، وحجمها التجاري، حيث سجلت أسواق مدينة بومرداس عرض السردين بأسعار أقل بكثير، تراوحت ما بين 250 و400 دج. ونفس الأمر سُجل بأسواق بودواو؛ حيث وصلت الى 250 دج، وكذلك أسواق مدينة خميس الخشنة، بتسجيل أسعار متفاوتة ما بين 340 و500 دج.
وقال عدد من الباعة في هذا الصدد، إن ذلك يرجع للضبط اليومي للأسعار بميناء زموري، الذي يُعد أهم ميناء لصيد الأسماك بالولاية، وتبعا للإنزال من طرف الصيادين، غير أنهم أكدوا أن الإقبال يبقى ملحوظا وبشكل يومي بعد أن تخطت الأسعار في وقت سابق، المعقول إذ بلغت مستوى 1600 دج.
وكشفت مديرية الصيد البحري لبومرداس في هذا الصدد، عن حركة كثيفة تسجل بمختلف موانئ الولاية خلال أوت الجاري، إضافة إلى إنزال متواصل للأسماك الزرقاء منذ ساعات الصباح الأولى، حيث تزامنت هذه الوفرة مع التحسن في المناخ، ووجود التيارات البحرية الدافئة، ما ساعد على جلب أسراب الأسماك السطحية الزرقاء.
وشهدت موانئ الولاية على غرار دلس وزموري البحري وبصفة أقل ميناء جنات، في الفترة الأخيرة، إنزالا يوميا للأسماك السطحية الزرقاء بمختلف أنواعها، وبأحجام تجارية مقبولة، حيث تراوحت الكمية المنزلة بميناءي دلس وزموري البحري، تحديدا متوسط 100 طن يوميا، ما انعكس على الأسعار سواء في الجملة والتجزئة على السواء.
كما أظهرت الأرقام التي أعلنت عنها ذات المديرية، تطورا في إنتاج السردين خلال عشر سنوات الأخيرة، حيث استقر الإنتاج خلال شهر أوت في سنوات 2015 الى 2018 ما بين 600 الى 700 طن، فيما تراجع بشكل كبير سنة 2019؛ حيث لم يتعد 233 طن في أدنى معدل إنتاج على الإطلاق، ليرتفع في السنة الموالية (2020) بشكل كبير، ويصل الى 1403 طن، ليتراجع بعدها بشكل كبير إلى ما بين 500 و600 طن سنتي 2021 و2022، بينما سجلت سنتي 2023 و2024 على التوالي، إنتاجا ب 444 طن و445 طن، ليشهد شهر أوت 2025 إنتاجا قياسيا، حُدد بقرابة 1500 طن في أحد أحسن المواسم على الإطلاق بشهادة "البحرية" أنفسهم، الذين أكدوا، في المقابل، استمرار الوفرة خلال شهر سبتمبر الجاري.
وفي قراءة تحليلية لهذه الأرقام، كشفت مديرية الصيد البحري أن شهر أوت عادة، يسجل كميات قليلة في صيد الأسماك السطحية الزرقاء مقارنة بالأشهر الأخرى؛ نظرا للرياح الشرقية التي تسود في هذا الشهر. كما إن التيارات البحرية غير ملائمة للصيد، لكن لوحظ العكس تماما هذه السنة، حيث إن شهر جويلية كله تقريبا، شهد رياحا شرقية قوية لا تساعد على الصيد، ما جعلها تدعو الجهات المختصة للقيام بدراسة لتفسير هذا التغير المفاجئ، وتواجد أسراب كثيرة للأسماك السطحية الزرقاء بمختلف الأحجام.