بداري يستقبل تانغ    شباب يزورون البرلمان    التجارة البينية الإفريقية : منصوري تبرز المرتكزات الأساسية للرؤية التي قدمها رئيس الجمهورية    التجارة البينية الإفريقية: دعوة للبحث العلمي المشترك لتعزيز التكامل الطاقوي    مكتب ل الويبو بالجزائر    المنفي يبرز أهمية طبعة الجزائر    اتصالات الجزائر حاضرة    خطوة كبيرة نحو المونديال    بللو يستقبل مدير المنظمة العالمية للملكية الفكرية    التجارة البينية الافريقية: رئيس الجمهورية يأمر بفتح خط جوي مباشر نحو نجامينا    منظمة الصحة العالمية: تجويع المدنيين في غزة جريمة حرب لا يمكن التسامح معها    وهران : رئيس جبهة المستقبل يدعو إلى تعزيز اللحمة الوطنية ودعم الإصلاحات    إدانة الاحتلال المغربي و تأكيد حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير    المهرجان الدولي للرقص المعاصر بالمسرح الوطني الجزائري: فلسطين ضيف شرف الطبعة ال13    التجارة البينية الإفريقية: "بصمات إفريقية", معرض جماعي يبرز إبداعات 18 فنانا تشكيليا من الجزائر وعدة بلدان أخرى    سينما: عرض 32 فيلما في الطبعة ال20 للقاءات السينمائية لبجاية    منطقة الريف: مواجهات عنيفة بين شباب الحسيمة و قوات المخزن    معرض التجارة البينية الإفريقية: حيداوي يؤكد رهان قطاعه على تعزيز العلاقات بين الشباب الإفريقي    تكوين مهني: نحو مضاعفة المنح الموجهة للشباب الأفارقة بداية من السنة التكوينية المقبلة    أمطار رعدية مصحوبة بالبرد في عدة ولايات من الوطن يومي الجمعة والسبت    الرئيس تبون يجري محادثات مع نظيره التشادي بالجزائر العاصمة    المجلس الشعبي الوطني يشارك في أشغال مؤتمر حول الموارد المائية بأديس أبابا    رئيس المجلس الرئاسي الليبي: معرض الجزائر للتجارة البينية الإفريقية رافعة للتكامل القاري    تصفيات كأس العالم 2026 / الجزائر-بوتسوانا (3-1) : "الخضر" يحققون الأهم ويقتربون من التأهل الى المونديال    تصفيات كأس العالم 2026 /الجولة 7 (المجموعة 7) : المنتخب الجزائري يفوز على بوتسوانا (3-1)    ربيقة يدعو الشباب لصون رسالة الشهداء    الاعتداء على فتاة من قبل شابين بدالي ابراهيم: ايداع أحد المتهمين رهن الحبس المؤقت    أسر جزائرية تحيي ليلة المولد النبوي الشريف    مداحي تترأس اجتماعاً تنسيقياً    نحو تحيين مضامين البرامج التعليمية    الإبادة تتواصل بوحشية في غزّة    قالها المغولي ويقولها نتنياهو.. والدهشة مستمرة!    الفوز للاقتراب أكثر من المونديال    ملاكمة/ بطولة العالم-2025 : مشاركة الجزائر بأربعة رياضيين في موعد ليفربول    تنظيم عدة مسارات سياحية للوفود المُشارِكة    هذه دعوة النبي الكريم لأمته في كل صلاة    تضع برنامجا يعكس الموروث الثقافي الجزائري وأبعاده الإفريقية    المغرب يمارس إرهاب دولة مكتمل الأركان    1100 شهيد في قطاع غزة خلال ثلاثة أسابيع    رئيس أفريكسيمبنك يقف على آخر التحضيرات بقصر المعارض    شراكة بين "صيدال" وشركة "أب في" الأمريكية    الشرطة تستقبل 4670 مكالمة هاتفية    هلاك شخص في حادث دهس    لقاءات مثيرة والقمة في تيزي وزو    سهرة فنية بشطايبي تكشف عن روح البيّض في قلب عنابة    تتويج الفائزين في مسابقة "قفطان التحدي"    المدرب سيفكو يريد نقاط اللقاء لمحو آثار هزيمة مستغانم    حين يُزهر التراث وتخضب الحنّة أجواء الفرح    الخضر يُحضّرون لأهم مواجهتين    الإعلان عن قائمة الوكالات المؤهلة    اجتماع عمل تقني بين قطاعي الصناعة الصيدلانية والصحة    أكثر من 300 فلسطيني قضوا جوعاً في غزة    النظام الوطني للتنظيم الصيدلاني: اجتماع عمل تقني بين قطاعي الصناعة الصيدلانية والصحة    نسج شراكات استراتيجية لتعزيز السيادة الصحية للقارة    الإسلام منح المرأة حقوقا وكرامة لم يمنحها أي قانونعبر التاريخ    المولد النبوي يوم الجمعة    يوم الجمعة الموافق ل 5 سبتمبر القادم    ذكرى المولد النبوي الشريف ستكون يوم الجمعة الموافق ل 5 سبتمبر القادم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ترسيخ لقيم المصطفى.. وتحذير من المحظور
في ذكرى مولد خير الأنام
نشر في المساء يوم 04 - 09 - 2025

الاحتفال فرصة للإكثار من قراءة القرآن وحضور مجالس الذكر
حل شهر الأنوار وجاءت معه ذكرى مولد المختار، إمام الأنبياء وخاتم المرسلين محمدا، عليه أزكى الصلوات والتسليم، مخرج البشرية من الظلمات إلى النور، بأمر ربه المجيد. يحتفل الجزائريون، على غرار الأمة الإسلامية، بهذه المناسبة السعيدة بالذكر وإطعام الطعام وقراءة القرآن في المساجد، كما تحرص الكثير من العائلات، على جعل المناسبة، فرصة لتعريف الأبناء بتفاصيل أعظم حدث وقصة في الوجود، مولده ونشأته ورسالته، مع الحرص على التعريف بالسنة النبوية الشريفة، للسير على نهج نبي الرحمة الهادي. "المساء"، ومن خلال هذا الملف، صالت وجالت عبر ربوع الوطن، لتنقل تفاصيل الاحتفال ودور العائلات في ترسيخ الذكرى في مفكرة الأجيال، من أجل بناء مجتمع متمسك بقيمه.
ق. م
المولد النبوي الشريف بعيون أطفال سكيكدة
موعد للذكرى والعبرة والعبادة
يشكل الاحتفال بمولد خير الأنام (صلى الله عليه وسلم)، حدثا دينيا، يكتسي أهمية خاصة لدى كل السكيكديين من الجنسين، يتجلى ذلك من خلال حرص العائلة السكيكدية على البعد الذي يستحقه، عن طريق تكريس العادات والتقاليد المتوارثة، التي تقوم بإحيائها كل سنة، في أجواء إيمانية عائلية تضامنية، في المقام الأول، يصنع الأطفال بهجتها وفرحتها، على الرغم من أن تلك الأجواء التي كانت تسبق المولد النبوي الشريف، بنكهتها المتميزة والخاصة، تغيرت، بعد أن طغت أصوات المفرقعات واكتسحت طاولات بيع الشموع والشماريخ والمفرقعات بأنواعها الفوضوية، الشوارع والأحياء والأزقة.
«المساء" التقت بحي الإخوة بوحجة في سكيكدة، بالطفل فوزي (11 سنة)، وسألته عن أبعاد ومغزى الاحتفال بهذه المناسبة الدينية، وما يجب أن تكون عليه، فكان جوابه: "أن المولد النبوي الشريف الذي يتزامن وميلاد الرسول الكريم، هو مناسبة دينية نحتفل بها، من خلال إشعال الشموع وحضور الصلاة في المسجد والالتفاف حول مائدة الإطعام في قعدة عائلية، أين تقوم الأم بعد الأكل، بوضع الحناء المعطرة بالزهر لنا ولأفراد العائلة".
أما الطفل معاد (13 سنة)، التقه "المساء"، بحي "الممرات 20 أوت"، اعتبر أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف كما تعلمه في وسطه العائلي وفي المدرسة، هو إحياء لميلاد الرسول (ص) بقراءة القرآن والصلاة وإشعال الشموع في الوسط العائلي، وأيضا حضور إلى حلقات الذكر والمشاركة في المسابقات القرآنية المنظمة على مستوى مسجد الحي، وعن استعمال المفرقعات، أشار رفيقه في الحي، الطفل أسامة (12 سنة)، إلى أن ذلك عبارة عن تبذير للأموال، خاصة عند شراء المفرقعات كبيرة الحجم، معترفا بأن والده يكتفي بشراء علبة صغيرة من تلك المفرقعات والشموع والنجوم فقط، "نستعملها كما كان يستعملها والدي أيضا لما كان في مثل سننا"، بينما تقوم العائلة بتزيين البيت بالأنوار الملونة، التي يتم اقتناؤها خصيصا للمناسبة. في حين يرى طفل آخر من نفس الحي، مروان (12 سنة)، حافظ نصف من القرآن الكريم، حسب ما صرح به ل«المساء"، أن استعمال المفرقعات غير جائز، لأنها تبذير للمال، والإسلام يحرم التبذير، والأفضل حسبه الإكثار من قراءة القرآن وحضور مجالس الذكرى ومشاهدة الأفلام الدينية، كفيلم "الرسالة".
من جهتها، رأت الطفلة ملاك (13 سنة)، من حي الإخوة بوحجة، التقيناها رفقة والدتها، أنها تحتفل بهذه الذكرى في أجواء عائلية ووسط مائدة مزينة بطبق من الأطباق التقليدية، مع إشعال الشموع في كل غرفة.
بخلاف الماضي، بدأت مظاهر إحياء المناسبات الدينية على طريقة الآباء والأجداد تفقد قيمتها الدينية ونكهتها، بعد أن تحولت هذه المناسبة للأكل والشرب واستعمال المفرقعات، على الرغم من الجهود الكبرى التي تبذلها مديرية الشؤون الدينية والأوقاف، ومنها المؤسسات المسجدية، من أجل إعطاء لمثل هذه الأحداث الدينية، مكانتها الحقيقية وقيمتها في نفسية الشباب، كما غابت القعدات العائلية، لذاك الزمان الجميل، الذي كانت تتم فيه مراسيم إحياء المولد النبوي الشريف على وقع مدح خير الأنام، تردده النسوة، وعلى قصص وحكايات الجدات، وعلى عمليات الختان والإكثار من الدعوات والصلاة على خير من أرسله الله رحمة للبشرية.
بوجمعة ذيب
الدكتور خالد يونسي إمام وخطيب ومختص في الإسلاميات
تربية الأبناء على الاقتداء بأخلاق المصطفى ضرورة
اقترح الدكتور خالد يونسي، إمام وخطيب، في تصريح ل«المساء"، العمل من أجل إذكاء مشاعر الحب للنبي (ص) في نفوس الأطفال، من خلال تعريفهم بمواقفه (ص) الإنسانية، وتضحياته من أجل هذه الأمة التي أحبها، مع توظيف هدي النبي (ص) في معاملته للأطفال، ومنهجه التربوي الحكيم من أجل ترشيد طفولة أبنائنا وتوجيههم نحو الأفضل والأجمل، وكذا الاهتمام بطفولة الأنبياء والصالحين، التي ذكرت ملامحها في القرآن الكريم، قصد استثمارها في تربية الأبناء.
كما دعا الإمام، إلى تربية الأبناء على الاقتداء بأخلاقه (ص)، في زمن ضعفت فيه الأخلاق وتراجعت فيه القيم والاستفادة من سيرته (ص) في بناء إنسانية الإنسان، وصناعة الوعي لدى الأطفال في مرحلة الطفولة، التي يكون فيها أبناؤنا صفحات بيضاء.
وأكد الدكتور يونسي خالد، على ضرورة الابتعاد قدر المستطاع، عن الاحتفال بطرق لا معنى لها، ولا تعود على أبنائنا بأدنى فائدة، كاستعمال المفرقعات والمتفجرات وغيرها، مع إيلاء أهمية لاستغلال فرصة الاحتفال، لدفع كل الشبهات والأخطاء في حق النبي (ص)، بما يناسب مرحلة الطفولة والقدرات الاستيعابية لديهم.
بوجمعة ذيب
العائلات الأوراسية تولي المناسبة عناية خاصة
طقوس تبرز روح التضامن وحب الرسول
تحتفل العائلات الأوراسية، على غرار سكان مناطق الوطن، بمناسبة المولد النبوي الشريف، التي تصادف 12 من شهر ربيع الأول، حسب التقويم الهجري. وفي كل عام، يقيم "الشاوية" احتفالات لذكرى المولد، إذ تتهيأ المساجد ببرنامج ثري من العبادات، حيث تخصص الخطب الدينية للحديث عن الرسول (محمد صلى الله عليه وسلم)، فتُعرّف به وبسيرته العطرة، وبأخلاقه النبيلة التي اتسم بها منذ ولادته إلى غاية رحيله.
تحرص منطقة الأوراس، المتمسكة بتقاليدها المعروفة للاحتفال بهذه المناسبة، على إبراز مظاهر حب الرسول وإجلال شخصيته في نفوس المسلمين، إذ يمثل هذا اليوم لدى "الشاوية"، طابعا دينيا واجتماعيا، وتلتقي بالمناسبة، الأسر فيما بينها، لما لذلك من دور في ترسيخ الروابط والأواصر والتمسك بالتقاليد الأوراسية الأصيلة، والتشبث بالقيم لتقتدي بها الناشئة، إذ ترتبط المناسبة بعدد من الطقوس، التي دأبوا على ممارستها، وتؤكد مدى تمسكهم بالدين الإسلامي الحنيف، وتشبثهم بقيمه السمحة.
تجري التحضيرات لهذا الموعد، الذي يعد سنة اجتماعية، وستجرى مراسيمه بطقوس محلية، تنفيذا لبرنامج وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، كونه مناسبة دينية تجتمع فيها العائلات وتتبادل الزيارات للاحتفال بها، في أجواء الذكر والافتخار بمولد خير الأنام.
طقوس مميزة لهذه المناسبة الدينية
تعرف شوارع الولاية، انتشارا ملحوظا لطاولات بيع لوازم الاحتفال، وكما جرت العادة بالأحياء الشعبية وب«الرحبة" في بهو السوق المركزي، ومركزها الرئيس وسط المدينة، يعرض أصحابها أنواعا من الشموع مختلفة الأشكال والألوان، الحناء والبخور التي تميز هذه المناسبة الدينية.
تتنوع مظاهر الاحتفال بهذه الذكرى، بين مجالس العلم، وتلاوة القرآن الكريم، وقراءة المدائح الدينية، والأذكار، وسرد السيرة النبوية الشريفة. ولعل أبرز مظاهر الاحتفال بهذه المناسبة، التوجه إلى بيوت الله رفقة الأطفال، وإحياء ليلة الذكر، بما يليق بها من خشوع وإجلال روحاني، لذكرى مولد سيد الكونين وخاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. إلى جانب المشهد الذي يشكله الأطفال بالشوارع والساحات العمومية، في مواكب مضيئة لشموع تثبت على ألواح في شكل مقود، تثبت عليها علب بعض المصبرات، وتُحدَث بها ثقوب تطلق نور الشموع. كما يقومون بإشعال المفرقعات إلى ساعات متقدمة من الليل، في أجواء بهيجة.
إحياء مظاهر التضامن والتآزر
كما يتم تبادل الزيارات للتهنئة، إذ يجتمع أفراد العائلة في المنزل لتبادل التهاني مع الأقارب والأصدقاء، مع تلاوة القرآن وتقديم الشاي والمكسرات للضيوف، بالإضافة إلى الحلويات التقليدية التي تصنع في المنزل. ويتم إعداد مأدبة عشاء ليلة المولد، ويجتمع حولها جميع أفراد العائلة والأقارب والأصدقاء، وتمتلئ المائدة بالمأكولات التقليدية، مثل "الرشتة" التي تحضر بالدجاج والبيض والخضروات، والكسكسي باللحم أو الدجاج، و«الشخشوخة".
عبد السلام بزاعي
تندوف
عادات احتفالية خاصة في مولد خير البرية
تجري الاستعدادات على قدم وساق، لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف، بمشاركة جمعية "قرقابو" الشعبية للفن والتراث لحي موساني، في احتفالات المولد النبوي الشريف، المنظم من طرف جمعية الفن والتراث الأصيل.
يتضمن برنامج التظاهرة عادة، سلسلة من الأنشطة الفولكلورية النابعة من أصالة سكان تندوف، إضافة إلى نحر الإبل ونصب الخيام في ساحة وادي أقجقال، الذي يجتمع فيه الناس احتفاء بمولد خير البشر، ويتم تنظيم الصدقات وتوزيع لحم الإبل وإطعام عابري السبيل.
تتولى جمعية الفن والتراث القديم لحي موساني، هذه السنة، تنظيم الاحتفالات الشعبية، بمشاركة الفرق الفنية "قرقابو" و«قنقة"، وفرق أخرى قادمة من تبلبالة ولاية بشار، للمشاركة في الفعالية الشعبية التي يحج إليها المواطنون من مختلف مناكب المدينة، للمساهمة في إحياء مولد الرسول صلى الله عليه وسلم.
للإشارة، يتم خلال التظاهرة، ممارسة الكثير من الطقوس القديمة، كثقب الأذن، ومشاهدة عملية النحر بساحة الوعدة، المخصصة للمولود المبارك، ومن أبرز مظاهر التحضير للمولود، مرور عربات تقليدية عبر الأحياء الشعبية، لجمع التبرعات ومساعدة المواطنين بمختلف المواد، كالسكر والشاي والدقيق وحتى النقود، وهي وسائل يتم استغلالها خلال أيام التظاهرة، كما تنظم حلقات الذكر وقراءة القرآن ومشاهدة عروض الفروسية في الساحة المخصصة لذلك.
لفقير علي سالم
الإمام الأستاذ محمد عبد الرحمان بسكر
إلى جانب المصحف لابد من كتاب للسيرة في كل بيت
أوضح محمد عبد الرحمان بسكر، إمام وأستاذ مكلف بالتفتيش والتوجيه الديني والتعليم القرآني بجامع الجزائر، ومقاطعة زرالدة، ورئيس اللجنة القاعدية لصندوق الزكاة بزرالدة، في تصريح ل«المساء"، بمناسبة المولد النبوي الشريف، أن اتباع نهجه والسير على سيرته العطرة، صمام أمان للمؤمنين، من مختلف الأعمار.
ال الإمام بسكر: "الحمد لله هلت الأنوار المحمدية على الوجود، فقد قال الله تعالى (لقد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم)".
أوضح الشيخ بسكر، أن تربية النشء على أخلاق المصطفى، عليه أزكى الصلوات والتسليم، حماية شاملة كاملة لهم ولأجيال قادمة، من فتن الدنيا ومصاعبها، حيث أثنى الله جل وعلا عليه قائلا: "وإنك لعلى خلق عظيم"، يقول: "مادام أن الله جل وعلا قد وصفه بذلك، فإن أخلاقه عليه الصلاة والسلام، كانت صورة ناطقة بالسمو والكمال، جعلت الناس يدخلون في دين الله أفواجا، فإذا بحثت عن حلمه، فهو الذي يجزي بالإساءة إحسانا وبالظلم والعدوان عفوا وغفرانا، وإن سألت عن وفائه بالعهد، فقد كان الوفاء الكامل، شأنه عليه الصلاة والسلام في جميع مواقفه، وإن سألتم عن شجاعته، فهو المثل الأعلى للشجاعة الفائقة والبطولة النادرة، وإن سألت عن جوده، فقد كان أجود بالخير من الريح المرسلة والسحب الهاطلة بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم".
فيما يخص طريقة تربية النشء على نهج المصطفى صلى الله عليه وسلم، وحمايتهم من الأخطار التي تهددهم، قال الشيخ بسكر: "علينا أن نحصن أولادنا بربط قلوبهم أولا بالرقابة الإلهية، ثم بحبهم لنبيهم صلى الله عليه وسلم، وأن نغرس فيهم فكرة أن المسلمين منذ القديم، لم يصلح حالهم ولم تكن لهم نهضة وتقدم، حتى تمسكوا بكتاب ربهم عزوجل، وبسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وأخلاق الإسلام، لابد على كل أسرة أن يكون في بيتها، إضافة إلى المصحف الشريف، كتاب في سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، مع الفوائد المستنبطة من كل مرحلة من مراحل حياته، يجلس الأب مع أبنائه وبناته، يقرأ لهم منه ويحببهم في نبيهم، الذي بعث رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم... كذلك تفعل الأم أيضا، ولا شك أن هذا تطعيم ضد أمراض الجفاء، وهجر طريق الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ومنهجه".
أحلام محي الدين
احتفالا بمولد خير الأنام
تقاليد متوارثة بالهضاب العليا
مع إشراقة شهر ربع الأول، تبدأ العائلات بولايات سطيف، ميلة وبرج بوعريريج، في التحضير لهذا اليوم، بداية من تنظيف البيوت، واقتناء أغراض جديدة للتبرك بحلوله، كما تقوم بعض العائلات بعقد جلسات، بحضور الأهل والأقارب، يتخللها تناول ما طاب من الحلويات والشاي والقهوة.
خلال ليلة المولد النبوي الشريف، تحضر ربات البيوت في الولايات الثلاث، ما لذ وطاب من الطعام التقليدي، فمنهم من تقوم بتحضير الكسكسي أو "الرشتة" أو "المفرمسة"، وغيرها من الأكلات الشعبية والتقليدية التي تعودوا عليها، في كل سنة، وقرب أذان المغرب بدقائق، يجتمع أفراد العائلة، خصوصا الأطفال، حول مائدة من الشموع، ويرددون أناشيد وقصائد دينية على إيقاع الطبول، لتختتم بوضع الحناء للأطفال، وفي نفس الليلة، تحتفل المساجد أيضا بمولد خير الأنام، ويستقبل الأئمة قدوم غرة ربيع الأول بإلقاء الخطب والدروس والمواعظ في مختلف المساجد، يؤكدون فيها على أهمية تربية الأجيال الصاعدة على أخلاق الرسول الكريم، وتعريف الأطفال بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم، وبشخصيات التاريخ الإسلامي العظيم، مع دعوة الحاضرين إلى التحلي بصفاته، كما يتم تكريم حفظة القرآن الكريم والأحاديث وكذا الفائزين بمختلف المسابقات التي أجريت لهذا اليوم، والتي تتضمن أسئلتها كلها، سيرة الرسول الكريم.
أما في صبيحة يوم 12 ربيع الأول، فتقوم بعض العائلات، خاصة تلك القاطنة ببلديات الجهة الشمالية، على غرار الجعافرة، الماين، القلة، وغيرها بولاية برج بوعريريج وبني ورتيلان وبوعنداس وأيت نوال مزادة بولاية سطيف، وكذا بلديات مينار زارزة وتسدان حدادة في ولاية ميلة، بتحضير "الطمينة" أو "الرفيس"، يجتمع عليها الصغير والكبير، تيمنا بأن يكون العام كله حلو كحلاوة تلك الأكلة، في حين تستغل بعض العائلات بولايات الهضاب العليا، هذه المناسبة، لختان أولادها.
«الوزيعة"... فرصة للتضامن والتآزر
مظهر من مظاهر التضامن والتآزر في مناسبة الاحتفال بمولد خير خلق الله، بولايات برج بوعريريج، سطيف وميلة، خاصة على مستوى المداشر والقرى، يتمثل في "الوزيعة" أو "النفقة"، "السهمة" أو "تامشريط" بالأمازيغية، والمتمثلة في التقاء أبناء الدشرة على ذبيحة يكون فيها الضامن، وهو أحد أعيان المنطقة، ويتم شراء الذبيحة، وإعداد قائمة يطلق عليها بأسماء كل عائلات الدشرة، وفي مقدمتها إمام المسجد ومعلم المدرسة الابتدائية ومعلم القرآن، اعترافا وتبجيلا لمكانتهما العلمية والدينية، وعادة ما تضم أسماء العائلات المعوزة في صدارتها، وبعد شراء الذبيحة من مال المقتدرين، من أرباب العائلات ولا تُذكر أسماؤهم، ويتم تقطيعها ووضعها في شكل حصص متساوية بعدد العائلات، يقوم بعدها الأطفال بتوصيلها إلى منازل العائلات، وضحكتاهم البريئة تملأ المكان، وهم يمرحون، لأنهم يعرفون مسبقا أنهم سيتناولون عشاء في هذا اليوم ليس ككل الأيام، كما تكون الوزيعة فرصة لتلاقي الناس من أجل تصفية القلوب من الضغائن الناجمة عن خلافات محلية، إذ يتدخل إمام الدشرة لعقد عمليات الصلح وإعادة اللحمة بين المتخاصمين.
المفرقعات تعكر جو الاحتفال بالمولد
بعدما كان الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في ولايات الهضاب العليا، بإعداد ما لذ وطاب من الأطباق، والاكتفاء بأنوار الشموع والروائح العطرة للبخور والجاوي، في جو عائلي يسوده التضامن والتكافل بين العائلات والجيران، تحول خلال السنوات الأخيرة، إلى مظاهر الترهيب باستعمال المفرقعات والألعاب النارية بمختلف أنواعها، رغم مخاطرها، حيث أضحت البديل عن العادات والتقاليد المتوارثة منذ مئات السنين، وباتت كل من مستشفىيات "لخضر بوزيدي" ببرج بوعريريج، "سعادنة عبد النور" بسطيف، و«الإخوة مغلاوي" بميلة، وغيرها من مستشفيات الولايات، لا تخلو من تواجد الأطفال، بسبب تعرضهم للحروق، بسبب عدم معرفة كيفية استعمال المفرقعات، رغم المجهودات التي تبذلها مختلف المصالح الأمنية، من أجل الحد من هذه الظاهرة، التي أصبحت تعكر جو الاحتفال بهذه المناسبة الدينية.
آسيا عوفي
المولد النبوي في عنابة
احتفال يمزج بين الروحانية والموروث الشعبي
تتجلى في كل زاوية من مدينة عنابة، أجواء الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، حيث تسدل السماء عبيرًا من البركات والأنوار، ويُعمَّق في نفوس الجميع، كبارا وصغارا، حب النبي محمد صلى الله عليه وسلم. تحتفل المدينة في هذا اليوم المبارك، بتقاليد عريقة تحاكي التاريخ وتوثق أسمى القيم الإسلامية، لتمنح الأبناء فرصة الإحساس بأهمية هذا الحدث العظيم.
قبل أيام من المولد النبوي، تبدأ العائلات بمدينة عنابة، في تحضير أطفالها لهذه المناسبة المقدسة، من خلال غرس قيم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. وتحرص الأمهات على أن تروي للأطفال سيرته العطرة، وتحدثهم عن تعاليمه الرفيعة، وتستعرض معهم أبرز محطات حياته، كدعوتهم إلى المحبة، والأخوة، والإحسان. ووسط أجواء الاحتفال، ينشأ الجيل الجديد على حب النبي وطاعته، ويشعرون بجمال ما يحمله هذا اليوم من روحانية وسكينة.
الشموع والعطور... سحر الأضواء في ليلة المولد
في صباح اليوم الذي يسبق المولد النبوي، تبدأ أسواق مدينة عنابة، في التزين بالشموع المزخرفة التي تحمل ألوانًا زاهية، ينبعث منها نور أضاء الشوارع والقلوب على حد سواء. يمتزج الضوء الدافئ برائحة العطور النفاذة، التي تملأ الجو، إذ تُباع العديد من المنتجات العطرية، مثل العنبر والزيوت الطبيعية، في مسعى لخلق أجواء تعبق بالروحانية.
يُعتبر حمل الشموع، من أبرز طقوس الاحتفال، التي يُشارك فيها الأطفال، حيث يركضون حاملين هذه الأضواء الصغيرة، يتنافسون في جريهم، وهو طقس يرمز إلى الفرح بميلاد النبي ويعكس البراءة والتواضع. وفي تلك الليلة، تضاء الشوارع وتغمرها البهجة، فتصبح المدينة كأنها عروس في ليلة فرحها.
الحناء والزينة... رمزية معبرة عن الفخر والاحترام
في مساء المولد النبوي، لا يكتمل الاحتفال إلا بعادة تخضيب اليدين بالحناء. تعد الحناء رمزًا للجمال والنعومة، لكنها في هذه المناسبة، تحمل دلالات أعمق. تجتمع النساء في البيوت لتزيين يدي الفتيات والأطفال بالحناء، حيث تُرسم على أصابعهم أشكال رمزية، منها "سيف علي"، الذي يمثل القوة والشجاعة، مستمدًا من سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
هذه العادة، تعكس أيضًا روح المشاركة والتضامن بين أفراد المجتمع، حيث تنشأ روابط من الألفة في هذه اللحظات، وتُقدم الحناء للنساء والفتيات على حد سواء، كما يُساهم هذا التقليد في توثيق الهوية الثقافية والتراثية للمدينة.
الأطعمة والحلويات... مائدة تحمل عبق التراث العنابي
في ليلة المولد النبوي، تستعد العائلات العنابية لتحضير أطباقها التقليدية، التي تملأ المنازل دفئًا وفرحًا. ومن أبرز ما يُعد خصيصًا لهذه المناسبة المباركة؛ "الزريرة"، وهي وجبة غنية تحضر من القمح والمكسرات المتنوعة، وتضاف إليها الزبدة والعسل، فتكتسب طعمًا شهيًّا يعكس العراقة والجودة. "الزريرة" ليس طبقا تقليديا فحسب، بل هو طقس رمزي يرتبط بذكرى ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم، حيث تجتمع العائلة حول المائدة لتناول هذه الوجبة، التي تعد رمزًا للفرح والاحتفاء.
المسابقات القرآنية... تعزيز الصلة بالكتاب الكريم
في قلب هذا الاحتفال، تظل المسابقات القرآنية جزءًا أساسيًا من النشاطات، التي تعكس الارتباط العميق بين أبناء المدينة وكتاب الله. يُشارك الأطفال في مسابقات حفظ القرآن الكريم، حيث تُنظمها المدارس والمساجد في مختلف أنحاء المدينة. ويمثل هذا الحدث، فرصة لهم لتقوية معرفتهم بالدين، وتعميق صلتهم بالقرآن الكريم، وتذكيرهم بتعاليم النبي صلى الله عليه وسلم.
يتم تكريم الفائزين وتوزيع الهدايا الرمزية، مما يحفزهم على الاستمرار في حفظ الكتاب الكريم والسير على نهج النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
الحرف اليدوية التقليدية... رمز للصمود الثقافي والهوية المحلية
في بعض الأحياء العنابية، لا يزال أطفال المدينة يصنعون "حاملة الشموع" بأيدٍ مبتكرة، حيث يُعاد تدوير علب الطماطم الفارغة لصنع هذا الحامل البسيط لكن الجميل. يُثبت على العلبة خشبة على شكل عود خشبي، ويُملأ بالكثير من الشموع المضيئة، لتُصبح في يد الطفل رمزا للفرح والانتماء الثقافي العميق.
سميرة عوام
المفرقعات في المولد النبوي الشريف
طيش يحرق الأموال ويسبب العاهات
أطلقت المنظمة الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه، مع اقتراب المولد النبوي الشريف، حملة تحسيسية واسعة، تحت شعار: "فرحة مؤقتة... إعاقة دائمة"، للحد من ظاهرة اقتناء المفرقعات، التي أضحت مصدر قلق متزايد للعائلات الجزائرية، بسبب ما تخلفه من خسائر صحية، مادية ونفسية، خاصة في أوساط الأطفال، فبالرغم من تحذيرات الجهات الوصية والمسؤولة المتواصلة، إلا أنها لا تزال تسجل نفس الظاهرة وبذات الحدة، مخلفة في كل مناسبة، ضحايا وحوادث متفاوتة الخطورة.
أكد مصطفى زبدي، رئيس المنظمة، أنه "رغم الجهود التحسيسية التي تبذل سنويا، إلا أن ظاهرة استعمال المفرقعات تشهد توسعا مثيرا للقلق"، مشيرا إلى أن هذه "الفرحة الزائفة" كثيرا ما تنتهي بكوارث، تحول الاحتفال إلى مأساة تعيشها الأسرة لسنوات طويلة، وأحيانا مدى الحياة.
وقد ركزت الحملة على الجانب التوعوي، مستعرضة الآثار الخطيرة التي تسببها المفرقعات، على غرار الحروق البليغة، بتر الأصابع، فقدان البصر، وحتى الوفاة في بعض الحالات، كما تطرقت إلى الأضرار النفسية لدى الأطفال الصغار والمسنين، جراء الضجيج والخوف، إلى جانب ما تسببه من تلوث صوتي وبيئي، وإضرار بالممتلكات العامة والخاصة.
لا لشراء المفرقعات... لا لترك الأطفال دون رقابة
هذه كانت من أهم النصائح التي قدمتها المنظمة، على هامش حملتها التحسيسية، حيث شددت على ضرورة مراقبة الأولياء لأبنائهم، والتحدث إليهم حول مخاطر هذه الألعاب، محذرة من التهاون أو الاستهتار في التعامل مع هذه السلوكيات، كما دعت التجار إلى احترام القوانين، وعدم التورط في ترويج المفرقعات بطرق غير قانونية، محملة السلطات مسؤولية التصدي الحازم لكل من يساهم في انتشار هذه الظاهرة.
وفي السياق نفسه، وصفت المنظمة المفرقعات، بأنها "بدعة دخيلة على ثقافتنا الأصيلة"، لا تمت بصلة لقيم الاحتفال والفرح، بل تعكس غياب الوعي المجتمعي بأهمية حماية النفس والغير، وأشارت إلى أن الجزائر لا تزال تسجل سنويا، عشرات الحالات من الإصابات والعاهات الدائمة، نتيجة الاستعمال العشوائي والخطير للمفرقعات.
وخلص السيد زبدي، إلى أن التحدي الحقيقي لا يكمن فقط في الحملات، بل في تغيير العقليات، وزرع ثقافة الوعي والمسؤولية داخل الأسرة والمدرسة والمجتمع ككل، مضيفا أن "حماية المستهلك لا تقتصر على جودة المنتجات، بل تشمل كذلك أمنه وسلامته الجسدية والنفسية.
نور الهدى بوطيبة
مختص في الصحة العمومية الدكتور محمد كواش يحذر:
المفرقعات خطر على أبنائكم...
دعا المختص في الصحة العمومية، الدكتور محمد كواش، الأولياء، عشية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، إلى ضرورة مراقبة أبنائهم وتوعيتهم بالمخاطر الصحية الكبيرة، التي قد تنجم عن اللجوء إلى الطرق التقليدية في صناعة المفرقعات، خصوصا تلك التي تستعمل فيها مادة روح الملح، التي يقبل الأطفال على شرائها في غفلة عن ذويهم، والتي تؤدي غازاتُها إلى أضرار صحية بالغة.
أوضح الدكتور كواش، في معرض حديثه مع "المساء"، أن التراجع المسجل في عملية بيع المفرقعات في الأسواق والفضاءات الموازية، خلال السنوات الأخيرة، يعود إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها الأجهزة الأمنية في محاربتها، فضلا عن خوف التجار من مصادرتها، أو التعرض للمتابعات القضائية. ومع ذلك، يضيف، فإن هذا لا يعني أن الظاهرة اختفت، أو أنها غير موجودة، إذ لا تزال بعض عمليات الشراء قائمة، رغم انتشار نوع من الوعي لدى الأسر، لأسباب عديدة، أهمها تراجع القدرة الشرائية من جهة، وارتفاع أسعار هذه المواد بالنسبة للعائلات متوسطة الدخل، إلى جانب الخوف على الأبناء من العواقب المحتملة التي تسببت وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، في كشفها على نطاق واسع، خلال السنوات الأخيرة، من خلال عرض صور حية لحالات بتر أطراف، مثل أصابع الأيدي، ناجمة عن المفرقعات.
وكشف الدكتور كواش، أن المصالح الاستعجالية على مستوى المؤسسات الصحية، تستقبل سنويا، عشية المولد النبوي، العديد من الحالات الناجمة عن الاستعمال العشوائي للمفرقعات، سواء الصناعية منها التي باتت توصف ب«القنابل"، نظرا لشدة دويها، أو التقليدية التي أصبحت تُصنع بطرق قريبة من تأثيرات الأولى. موضحا أن أبرز الإصابات المسجلة، والأكثر شيوعا، تتمثل في الحروق بدرجات متفاوتة في أماكن مختلفة من الجسم، بتر الأصابع، تلف أو فقء شبكية العين، إصابات وتشوهات على مستوى الوجه والأنف والعين، إلى جانب الحرائق الناجمة عن الرمي العشوائي لهذه المفرقعات، والتي مست في مرات عديدة، الممتلكات العامة والمنازل وحتى الغابات.
واستشهد الدكتور كواش بحادثة مؤلمة، لإحدى السيدات التي كانت تعاني من العقم، وتمكنت بعد خمس سنوات، من الحمل، غير أن انفجار المفرقعات بالقرب من شرفتها، تسبب لها في حالة هلع شديدة، أدت إلى إجهاض جنينها الذي كان توأما، وهو ما يعكس خطورة هذه السلوكيات وضرورة التحلي بالوعي والحيطة.
كما لفت، إلى أن الأضرار الصحية الناجمة عن هذه المواد، تكلف الدولة ميزانية معتبرة، كون علاجها يتطلب تدخل عدة تخصصات، على غرار الجراحة العامة، جراحة الأعصاب، الجراحة التجميلية، وتخصصات الحروق.
رشيدة بلال


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.