❊ "سوناطراك" توقّع اتفاقيات وطنية وجهوية لدعم دورها الطاقوي في المنطقة ❊ مذكرة تفاهم مع شركة النفط الكينية في الاستكشاف والإنتاج والتسويق وقّعت "سوناطراك"، أمس، بالجزائر العاصمة، مذكرة تفاهم مع الشركة الوطنية الكينية للنفط، وأبرمت ثلاثة عقود تخص نشاط النقل عبر الأنابيب مع عدد من المؤسّسات الجزائرية، ضمن برنامج شامل لإعادة تأهيل وتأمين شبكة نقل المحروقات بواسطة الأنابيب، بما يضمن سلامة المنشآت وحماية البيئة والسكان في المناطق التي تمر عبرها. أكد الرئيس المدير العام لسوناطراك رشيد حشيشي في كلمة ألقاها خلال حفل توقيع الاتفاقيات، أهمية هذه المبادرات من حيث السماح لسوناطراك بتوسيع تواجدها في القارة الإفريقية، وتعزيز سياسة تطوير البنية التحتية الاستراتيجية، وتعزيز المنظومة الوطنية لنقل المحروقات عبر الأنابيب، بوصفها العمود الفقري لتأمين وضمان استمرارية إمدادات الطاقة على المستويين الوطني والدولي، بإشراك المؤسّسات الوطنية. وأوضح حشيشي أنّ توقيع مذكرة التفاهم مع الشركة الكينية، الذي يجري على هامش الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية، يجسّد إرادة البلدين في تعزيز التعاون الإفريقي - الإفريقي في مجالات حيوية وواعدة، حيث يمثل إطارا عمليا للتعاون بين الشركتين، من خلال تبادل الخبرات والمعارف والعمل على إنجاز مشاريع مشتركة في مجالات استكشاف وإنتاج المحروقات وكذا تزويد السوق الكينية بغاز البترول المسال والمنتجات البترولية، فضلا عن دراسة جدوى تطوير منصّة تجارية مخصّصة لغاز البترول المسال والمنتجات البترولية ومواد التشحيم، والمنتجات البتروكيميائية. كما سيمتد التعاون إلى دراسة آليات تطوير استخدام غاز البترول المسال كوقود للسيارات وفي الاستعمال المنزلي، إضافة إلى تطوير المهارات وتعزيز الكفاءات المهنية لموظفي الشركة الكينية، من خلال اعتماد برامج تكوين نوعية تشرف عليها سوناطراك. وبعد أن ذكر بأن هذا الاتفاق يندرج في إطار تنفيذ مذكرة التفاهم الموقعة بين حكومتي البلدين في مجالات النفط والغاز والطاقة، شدّد حشيشي على أن ذلك يعد "خطوة نوعية في مسار الشراكة الطاقوية بين بلدينا، كما يعكس طموح سوناطراك إلى توسيع أنشطتها على الصعيد القاري". أما بخصوص العقود التي أبرمت بين سوناطراك ومؤسّسات فرعية تابعة للمجمّع من جهة ومؤسّسات جزائرية رائدة في مجال الصناعة والإنجاز من جهة أخرى، قال المسؤول إنها تترجم في جوهرها الرؤية الاستراتيجية للمجمّع في دعم وترقية المحتوى المحلي وتشجيع المؤسّسات الوطنية على لعب دور محوري في إنجاز وتطوير المشاريع الكبرى للمحروقات، مشيرا إلى أنه "خيار استراتيجي ثابت عبر عنه رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون في أكثر من مناسبة، ونعمل نحن على تجسيده فعليا". وتحدث مدير سوناطراك عن أهمية هذه العقود ابتداء من قيمتها الإجمالية التي تبلغ نحو 60 مليار دينار، وصولا إلى طبيعتها، حيث تشمل ثلاثة مشاريع كبرى ترتبط بتطوير البنية التحتية لنشاط النقل بواسطة الأنابيب. ويتعلق الأمر بتوسعة أنبوب الغاز "جي جي 1" وربطه من حاسي الرمل إلى محطة الضغط 3 لمجبارة بولاية الجلفة ومجدل بولاية المسيلة، بالتعاون بين تجمع المؤسّسة الوطنية للانابيب ومؤسّسة كوسيدار للانابيب، بما يعزّز أمن الإمدادات من الغاز الطبيعي ويغطي حاجيات عشر ولايات في وسط البلاد، وست محطات كهربائية، من بينها محطة الحامة التي تزوّد العاصمة. ويخص المشروع الثاني استبدال جزء من أنبوب النفط الخام "أو آش 1" الرابط بين محطتي الضغط ل«أوهانت ومدربة" بولاية إيليزي، بأنابيب جديدة مصنوعة من "الإيبوكسي" المقوى بالألياف الزجاجية المطابقة للمعايير الحديثة في السلامة والجودة، بالتعاون بين الشركة الوطنية للهندسة المدنية والبناء والشركة الجزائرية لإنجاز المشاريع الصناعية. أما المشروع الثالث فيمكن في إنتاج نحو 163 كلم من الأنابيب المصنوعة من الإيبوكسي المقوى بالألياف الزجاجية من طرف شركة "ماغرب بايب اندستريز"، في خطوة رائدة لإحلال الواردات والتوجه، تدريجيا، نحو الاستقلالية الصناعية وتعزيز سلسلة القيمة المحلية وتقليص فاتورة الاستيراد.وأشار حشيشي إنّ هذه المشاريع استثمار مباشر في الأمن الطاقوي، وتعزيز للسيادة الطاقوية وتقوية للنسيج الاقتصادي الوطني، من خلال تهيئة الظروف لبروز صناعة طاقية جزائرية ذات قدرة تنافسية إقليميا ودوليا، داعيا إلى العمل على إنجاز هذه المشاريع في الآجال المحدّدة وبالمستوى النوعي الذي يليق بسمعة سوناطراك، بما يعزّز من مكانة الجزائر كفاعل طاقوي موثوق. وجدّد بالمناسبة التأكيد على أن سوناطراك تحرص على إيلاء أهمية قصوى لمطابقة جميع مشاريعها لأعلى المعايير الدولية، وخاصة ما يتعلق منها بالصحة والسلامة والبيئة.