نظّمت وزارة الثقافة والفنون، أمس الاثنين، لقاء وطنيا حول المسرح، احتضنه قصر الثقافة "مفدي زكريا" وكان فرصة للحديث عن راهن الفن الرابع بالجزائر، وآمال أهل الاختصاص وسبل الارتقاء بهذا الفن الذي يعرف فقدان تاما لمعالمه، بعد أن كان في فقيرة ما من التاريخ الفني الجزائري يحصد الجوائز العالمية وينال الثناء والاعتراف بالتمّيز. اللقاء الذي جاء بشعار "إصلاح وعصرنة تسيير المسرح.. من الإبداع إلى الاستدامة"، حضرته وزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة التي شدّدت في كلمتها التوجيهية على ضرورة أن يخرج المشاركون في هذه الندوة برؤى قابلة لإنتاج استراتيجية متكاملة، وقالت "الحُلول العاجلةُ قادرةٌ على أن تتحوّل إلى مشاكل مستقبلية، أنتظر رُؤاكم"، مؤكّدة أنّ الندوة فرصة للإصغاء ومشاركة الهموم وكذا البحث عن الحلول العقلانية الجذرية التي "تحلّ الأزمة لا تعيد إنتاجها". في تصريح إعلامي قبيل انطلاق ورشات الندوة، اشارت الوزيرة إلى أنّ الفكرة الأساسية من هذا اللقاء هو "أن نتشارك حبّ المسرح وإعطاءه الاهتمام الذي يليق بمقامه الرفيع، فهو الفن الاكمل والأرقى"، مضيفة أنّ الندوة هذه سانحة للإصغاء لمشاكل المسرح والعراقيل التي تعيق نهوضه، فضلا عن كونه فرصة لوضع تشخيص جماعي، فهناك مبادرات انطلقت، وأخرى انطلقت ثم توقفت، وأخرى لم تنطلق من الأساس"، لتؤكّد "سنتّخذ القرارات التي نراها مناسبة لصالح المسرح في الجزائر". استهلت الندوة الوطنية هذه، بمداخلة للبروفيسور مخلوف بوكروح بعنوان "سياسات تدبير قطاع الثقافة والفنون، تجارب جزائرية، عربية وغربية"، إذ أكّد أنّه إن كان هناك أزمة ثقافية فإنّها لا تتعلق بالإبداع، وقال إنّ الصعوبة تكمن في كيفية إدارة المرفق الثقافي، "فالمشهد الثقافي الدولي يشهد تغيرات مفاهيمية جوهرية رافها قلق لدى المشتغلين بالثقافة والفنون الذين حاولوا البحث عن أدوات وسياسات لمواجهة شتى التحديات"، ووصل أنّ المنطلق هو فهم خصوصية قطاع الثقافة والفنون وعلينا التفكير في إدارة المرفق الثقافي وأضاف "على المؤسّسة الثقافية ان تجتهد لإيجاد مصادر تمويل مستقلة" وختم مداخلته بالإشارة إلى أنّنا "بحاجة إلى كوادر مؤهلين، كوادر تلهم وتثير الحماس والرغبة في الإبداع". للإشارة، قسّمت الندوة الوطنية هذه على 5 ورشات أساسية، هي "التسيير والحوكمة في المؤسسات المسرحية: من الأطر التقليدية إلى الإدارة الحديثة"، "إنتاج وتوزيع العمل المسرحي: من التمويل إلى الجمهور: نحو دورة متكاملة للعرض المسرحي" إلى جانب "جمهور المسرح: التشخيص، التحوّلات، واستراتيجيات الجذب والاستبقاء"، "التكوين، الأرشيف، والرقمنة: رهانات تحديث وتثمين الفعل المسرحي" وأيضا "مسرح التعاونيات الفنية والجمعيات الثقافية: بين دعم الإبداع وصناعة الفن".