نُظّمت بالجزائر العاصمة، أوّل أمس، ورشتان تكوينيتان في مجال الصباغة الطبيعية للصوف وصناعة الحلي التقليدية التارقية، لفائدة حرفيات من جمعيات مشاركة في الطبعة 10 للمهرجان الثقافي الوطني لإبداعات المرأة. ففي أجواء تفاعلية استفادت مجموعة من الحرفيات من جمعيات من مختلف ولايات الوطن، من خبرة مؤطرين مختصين في المجال. الورشتان تهدفان إلى تعريف الحرفيات ببعض التقنيات الخاصة باستخراج الألوان من بعض النباتات والفواكه، وكيفية استعمالها في عملية صباغة الصوف لتطوير مهاراتهن، وكذا تعلّم العديد من تقنيات صناعة الحلي التارقية؛ بغية الحفاظ على هذا النمط من الصناعة التقليدية؛ قصد تعزيز دور المرأة في الحفاظ على الموروث الجزائري. وبالمناسبة، أشارت نور الهدى قادري، حرفية ومؤطرة ورشة "الصباغة التقليدية للصوف"، إلى أنّ ورشتها "تضم قرابة 20 حرفية ممن يشتغلن في مجال النسيج، واللباس التقليدي، وصناعة الزرابي"، مردفة: "تم تقديم نماذج حية تخصّ مراحل عملية صباغة الصوف وفق الطريقة التقليدية، التي ترتكز على استخدام الأصباغ الطبيعية المستخلصة من نباتات؛ مثل قشور الرمان، والبصل، والسواك، والشبة، والشيح، والشاي وغيرها، والتي تُستخدم في تلوين خيوط الصوف. وهي العناصر المستخدمة في صناعة الزربية المحلية". وأضافت المتحدثة أنّ الورشة "شكّلت فرصة للتعرّف على تقنيات الصباغة، وخصوصياتها في كلّ منطقة"، مبرزة أنّ الهدف هو "الحفاظ على هذه التقنيات العريقة، وإحياء ممارستها لدى الجيل الجديد"، وكذا "تشجيع استخدامها لدى المصمّمين الجدد للجمع بين العراقة والمعاصرة". وأردفت السيدة قادري أنّ صباغة الصوف بالطريقة التقليدية وبالاعتماد على المواد الأولية الطبيعية، "من أعرق الحرف اليدوية في الجزائر"، لافتة إلى أنّ "توظيف الألوان الطبيعية في الصباغة التقليدية، يمنح رمزية جمالية، ومظهرا طبيعيا متناغما. كما إنّها أكثر استدامة". ومن جانبها، أشارت المشرفة على ورشة "الحلي التقليدية التارقية" الحرفية ماريا عمارة، إلى أنّ ورشتها "تعرف مشاركة أزيد من 20 حرفية" ؛ حيث الهدف منها "المساهمة في الحفاظ على عناصر وخصوصيات هذه الصناعة الحرفية المحلية، والتي اعتمدت على تقنيات تقليدية متوارَثة عبر الأجيال". وأضافت أنّ هذه الورشة بمثابة "فضاء مفتوح لنقل المعرفة والمهارات الأصيلة؛ من أجل إبداع حلي بلمسة حديثة عصرية مبتكرة"، موضّحة أنّها تطرّقت خلالها ل "جانب نظري، شمل خلفية تاريخية حول هذه الحلي بمميزاتها، ودلالتها، وموادها الأولية، وكذا جانبا تطبيقيا، تعلّق بتصميم حلي المرأة التارقية؛ كخواتم الفضة، والخلاخل، والأقراط، تجمع بين العراقة والابتكار". ولفتت المتحدثة إلى أنّها درست النحت على الأحجار الكريمة بمدرسة متخصّصة بتمنراست، مضيفة أنّ هذه المدرسة "ساهمت في دعم تكوين حرفيات في مختلف تقنيات صناعة الحلي التقليدية وضمنها إدماج استعمال الأحجار الكريمة في هذه الصناعة، وهو ما يشجّع على ابتكار تصاميم مميّزة". وتستمر فعاليات الطبعة 10 للمهرجان الثقافي الوطني لإبداعات المرأة المنظّمة بشعار "امرأة الجنوب.. أصالة تُروى وإبداع يضيء"، إلى غاية 24 أكتوبر الجاري ب "فيلا بولكين" في حسين داي. وقد تمّ تخصيصها لإبداعات المرأة من جنوبالجزائر. ويهدف المهرجان الثقافي الوطني لإبداعات المرأة الذي ينظّم منذ 2010 برعاية وزارة الثقافة والفنون، إلى ترقية إبداعات وابتكارات النساء الجزائريات في ميادين الفن والصناعات التقليدية.