"ذيك الليلة".. رمزية المقاومة وصراع البقاء والذاكرة

مسرحية قدم عرضها العام على ركح عبد القادر علولة

كان جمهور مسرح عبد القادر علولة بوهران سهرة السبت على موعد مع العرض العام للمسرحية "ذيك الليلة" للكاتب الصحفي سيد أحمد سهلة و إخراج المسرحي محمد فريمهدي و هو العرض الذي يعد من آخر انتاجات المسرح الجهوي عبد القادر علولة و المنتظر مشاركته ضمن مسابقة المهرجان الوطني للمسرح المحترف بالعاصمة.
مسرحية "ذيك الليلة" من أداء الفنانة حورية زاوش، أحمد العوني، مصطفى مراتية، يوسف قواسمي و بوحجر بن طيب، حيث شهد العرض حضورا مميزا لعدد من الفنانين و المبدعين و الكتاب و المسرحيين إلى جانب أساتذة و طلبك جامعيين و عشاق الركح . المسرحية الجديدة للكاتب الصحفي سيد أحمد سهلة الوفي لمساره الإبداعي في الكتابة المسرحية المعتمدة على اللغة الجزائرية و الأمثال العربية تمكنت من استقطاب الجمهور الذي سبق له مشاهدة عددا من عروض المخرج محمد فريمهدي الذي تعاون في عدة أعمال ناجحة مع الكاتب سيد أحمد سهلة.
وتقدم المسرحية قصة من قصص المأساة الوطنية أو العشرية السوداء بكل ما تحمله من معاني الخوف والدمار والذي قابلها التمسك بالحياة و الخوف على مصير العائلية و حرمتها و ما يمكن أن يقدمه الرجل مقابل حماية عائلته من بطش المسلحين الذين تحولوا لكابوس يطارد العائلات بسبب التقتيل والاغتصاب وكل ما حملوه معهم من عنف. وجسد دور البطولة شخصية "نجادي" الذي كان على الركح في شخصيتين الأولى نجادي الإنسان الذي عاش فظاعة ليلة مع إرهابيين حاولوا دخول منزله بالقوة و شخصية نجادي الثانية و هي ضميره الذي بقي يخاطبه لمدة 15 سنة من الواقعة و يساعده على تجاوز المحنة.
و تمكن سيد أحمد سهلة من خلال النص تقديم تداخل فريد و تكامل بين الشخصيتين من خلال الحوار الذي جمعهما على الخشبة، فيما قدم المخرج فريمهدي تجربة جديدة فوق المسرح من خلال الديكور الرمادي وموسيقى تأملية و تخلل العرض مقاطع كوريغرافية أداها 4 راقصين شباب من الباليه فورين حسام الدين، مغربي صلاح الدين، عزوز أنور و موفق مروة، في مزيج تمكن من خلاله المخرج من عرض الجانب المظلم للواقعة نحو أفق جديد الأمل و التمسك بالحياة.
كما شهدت العرض تجسيد شخصية "القوال" التي تبقى من التراث الشعبي المسرحي و التي فضل سهلة إدراجه ضمن النص للحفاظ على طابعه في الكتابة باللغة الجزائرية و بالعبارات السجعية المختارة بعناية التي قدمت بشكل قوي في 3 مواقف تخللت العرض الذي نقل الجمهور من جو الخوف داخل المنزل إلى غرفة تحقيق بعد توقيف نجادي و بعد مرور 15 سنة كاملة عن الواقعة للتحقيق معه حول قضية اجهاض فتاة كان مختطفة من طرف المجموعة التي حاولت اقتحام مسكنه في حوار مع ضابطي شرطة، كشف عن حجم المعاناة التي عاشها نجادي خلال تلك الليلة و التي يتذكر تفاصيلها بالكامل و قد تفاعل الجمهور مع المسرحية التي ينتظر إعادة عرضها مجددا خلال الأسبوع قبل مشاركتها في المهرجان الوطني للمسرح المحترف.