يشكّل معرض الإنتاج الجزائري محطة جديدة لتقييم الاستراتيجية الوطنية التي أقرها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون من أجل دعم المنتجين، خاصة فئة الشباب المبتكر الذي يراهن عليه لإحداث نقلة نوعية في الاقتصاد الوطني، في سياق دفع الديناميكية القائمة على المعرفة والتكنولوجيا الحديثة وبما يتساوق مع الرهانات الدولية التي تجعل من الاقتصاد ركيزة أساسية في علاقات التعاون بين الدول. لم يتردد رئيس الجمهورية منذ انتخابه في إيلاء الأهمية الكاملة للشباب، من خلال التعليمات التي يسديها في كل مرة لطاقمه الحكومي، من أجل تقديم التسهيلات الكافية للشباب وفتح المجال أكثر أمام المؤسسات الناشئة للاستفادة من المشاريع العمومية ومحاربة الأساليب البالية الهادفة إلى إحباط عزيمة الشباب الناجح. وحرص الرئيس تبون على الاستماع إلى انشغالات هذه الفئة والتجاوب معها، خاصة فيما يتعلق بتقليص آجال استحداث مؤسساتها، فضلا عن مرافقتها، باعتبارها تمثل الجيل الجديد من المقاولين الذي يعتمد على التكنولوجيات والأساليب العلمية. وإلى جانب منح الفرصة للشباب لاعتلاء مناصب مسؤولية سواء في المجالين السياسي أو الاقتصادي، أولى الرئيس تبون أهمية قصوى لتجسيد الإجراءات التي أقرها لصالح هذه الفئة، من خلال مطالبته المسؤولين بالإسراع في فتح الوكالات الجهوية المكلفة بتمويل مشاريع المؤسسات الناشئة ومتابعتها، بل إنه حرص على خلق مردودية ونجاعة اقتصادية للمؤسسات الناشئة، على التكيف مع ذهنية الجيل الجديد وليس مع الأساليب القديمة، من منطلق أن العدو الأول لهؤلاء الشباب هو البيروقراطية. ومن باب التأكيد على الإرادة لاستحداث تقليد جديد يعطي الأولوية للشباب لنسج علاقات على المستويين الإقليمي والدولي، فقد أطلق رئيس الجمهورية خلال احتضان الجزائر لمعرض التجارة البينية الإفريقية سبتمبر الماضي، صندوق تمويل المؤسسات الناشئة والشباب المبتكر بالقارة، لدعم مسار تطوير الشباب الإفريقي وتعزيز الابتكار، انسجاما مع التزامات الجزائر في دفع ديناميكية اقتصادية قائمة على المعرفة والتكنولوجيا الحديثة. ويرافق الصندوق في أولى خطواته العملية 30 مؤسسة ناشئة مشاركة في فعاليات المعرض، ما يمثل بداية فعلية للتوجه الرامي إلى تمكين الطاقات الشابة وتحويل أفكارها إلى مشاريع ذات قيمة مضافة على المستوى القاري. وأتت الإجراءات التي أقرها الرئيس تبون منذ سنة 2019 لصالح الشباب أكلها، ما جعل الجزائر تحتل مرتبة رائدة داخل القارة في مجال المؤسسات الناشئة وهي تتطلع إلى الريادة دوليا، دون إغفال ما تقوم به الجامعة في مجال دعم مشاريع الشباب وخلق المؤسسات المصغرة. ويراهن رئيس الجمهورية على تحقيق خطوات عملاقة في مجال المقاولاتية وخلق المؤسسات المصغرة، بفضل القدرات التي يملكها الشباب الجزائري في هذا المجال، حيث كثيرا ما يشيد بالإنجازات التي حققتها المؤسسات الناشئة الجزائرية.