وجدت إسرائيل في عملية قتل عائلة يهودية أول أمس، بمستوطنة بالقرب من مدينة نابلس بالضفة الغربية ذريعة إضافية لتبرير وتصعيد اعتداءاتها المستمرة ضد الإنسان والأراض الفلسطينية. ففي الوقت الذي رفعت فيه حكومة الاحتلال من درجة استنفار قواتها بالأراضي الفلسطينية المحتلة أعلنت عن قرار لبناء 500 وحدة سكنية استيطانية جديدة بالضفة الغربية في ضربة قاضية لمسار مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الوحدات الاستيطانية ال500 سيتم بناؤها في مستوطنة ''غوش عتصيون'' بين القدسالمحتلة والخليل ومستوطنة ''معاليه أدوميم'' الواقعة شرق مدينة القدس ومستوطنة ''أريئيل'' جنوب نابلس ومستوطنة ''كريات سيفر''. وزعمت سلطات الاحتلال أن القرار يأتي ''ردا على مقتل خمسة مستوطنين أمس، في مستوطنة ايتمار قرب نابلس شمال الضفة المحتلة على يد فلسطينيين''. وبهذا القرار تكون حكومة الاحتلال قد أغلقت نهائيا ملف التفاوض مع الفلسطينيين وأكثر من ذلك أثبتت للعالم أجمع أنها لا تريد أي سلام ولا تعمل من أجل بلوغه. وواصلت قوات الاحتلال أمس، ولليوم الثاني على التوالي مطاردتها لمرتكبي عملية القتل بمدينة نابلس رغم أن العملية لم تتبناها أية جهة فلسطينية ولكن ذلك لم يمنع حكومة الاحتلال على توجيه أصابع الاتهام إلى الطرف الفلسطيني. كما رفعت قوات الاحتلال من درجة الاستنفار الأمني بالقدسالمحتلة أثناء مراسيم تشييع القتلى تحسبا لأية أعمال انتقامية ضد الفلسطينيين من قبل المتطرفين اليهود. وكانت مجموعة من هؤلاء اقتحمت ليلة السبت إلى الأحد قرية بورين الفلسطينية بالقرب من نابلس في محاولة لتنفيذ اعتداءات انتقامية لمقتل العائلة اليهودية غير أن تدخل قوات الاحتلال هذه المرة منع من حدوث ذلك. وإذا كان الفلسطينيون في قرية بورين سلموا من اعتداءات المستوطنين فإن الأمر لم يكن كذلك في قرى ومدن فلسطينية أخرى، حيث أصيب خمسة أفراد من عائلة فلسطينية واحدة في بيت لحم جراء اعتداء حوالي 200 مستوطن عليهم وعلى مركبتهم وهم في طريق عودتهم إلى منزلهم عبر شارع القدس الخليل. كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 20 مواطنا فلسطينيا على الأقل في حصيلة غير نهائية خلال عمليتها العسكرية التي بدأتها منذ صباح أمس في قرية عورتا جنوب مدينة نابلس. وأدانت السلطة الفلسطينية بشدة قرار تكثيف البناء الاستيطاني وأكدت أن إسرائيل تتذرع بأي شئ لمواصلة الاستيطان وأن استخدامها لذريعة مقتل خمسة مستوطنين لبناء 500 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية ''ليست بالجديدة كون إسرائيل سبق واستخدمت هذه الذريعة في أكثر من مناسبة''. وطلبت من اللجنة الدولية الرباعية ''تدخلا عاجلا'' لوقف اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين. وكان تقرير صادر عن مركز القدس أكد أول أمس، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية تواصل انتهاكاتها لحقوق المقدسيين وكثفت من نشاطاتها الاستيطانية الهادفة إلى تهويد المدينة المقدسة خلال شهر فيفري الماضي. ورصد التقرير مجمل الانتهاكات الإسرائيلية خلال الشهر الماضي وأبرزها استمرار أعمال التنكيل التي تقترفها قوات الاحتلال ومدنيون إسرائيليون بحق المقدسيين وتكثيف الاعتقالات والاعتداءات على المواطنين خاصة الأطفال ومصادرة أراضي المقدسيين وتكثيف عمليات الاستيطان اليهودي في تلك الأراضي وتصاعد عمليات التهويد للمدينة المقدسة.