وزارة التربية تمكنت من "رقمنة ما يزيد عن 60 وثيقة رسمية    الجالية "امتداد للجزائر وجزء لا يتجزأ من شعبها"    الفلاح ملزم بالإنخراط في مسعى تحقيق "الإكتفاء الذاتي"    تطرقنا إلى السيناريوهات العملية لإنتاج النظائر المشعة محليا    الرابطة الأولى موبيليس: م.الجزائر تضيع فرصة الابتعاد في الصدارة, وشبيبة القبائل ترتقي الى الوصافة    أمطار رعدية ورياح قوية في 15 ولاية    توقف صاحب الفيديو المتعلق ب "نفوق 3 أضاحٍ مستوردة"    وصول باخرة محملة ب 13 ألف رأس غنم    إطلاق جائزة أحسن بحث في القانون الانتخابي الجزائري    بدء عملية الحجز الالكتروني بفنادق مكة المكرمة    جيدو/ بطولة إفريقيا فردي 2025 (اليوم الثاني والاخير): الجزائر تحرز أربع ميداليات جديدة    الرئيس تونسي قيس سعيد يزور جناح الجزائر    عطاف ينوّه بالإرث الإنساني الذي تركه البابا فرنسيس    الجزائر أمام فرصة صناعة قصة نجاح طاقوية    دينو توبمولر يدافع عن شايبي    لا حديث للاعبي "السياسي" إلا الفوز    مولودية وهران تفوز ومأمورية اتحاد بسكرة تتعقد    التنسيق لمكافحة التقليد والممارسات غير الشرعية    إطلاق جائزة لأحسن بحث في القانون الانتخابي    تعزيز التعاون الجزائري التركي في القانون الدستوري    3 بواخر محملة بالخرفان المستوردة    ملتقى دولي حول مجازر8 ماي 1945    10 ملايير لتهيئة الطريق الرئيسي بديدوش مراد بولاية قسنطينة    سكان قطاع غزّة يواجهون مجاعة فعلية    ابنة الأسير عبد الله البرغوتي تكشف تفاصيل مروعة    "الشفافية لتحقيق الأمن الغذائي" في ملتقى جهوي بقسنطينة    انطلاق الحجز الإلكتروني لغرف فنادق مكة المكرمة    جاهزية تامة لتنظيم موسم حج 2025    عدسة توّثق جمال تراث جانت بشقيه المادي وغير المادي    بحث سبل استغلال مخزون لم يكتشفه العالم    ورقلة: التأكيد على أهمية ترقية ثقافة التكوين المتواصل في المؤسسات الإعلامية    تلمسان في الموعد    مُلتزمون بتحسين معيشة الجزائريين    توقيع مذكرة تفاهم في مجال البحث والتطوير    تعميم رقمنة الضرائب خلال سنتين    عطاف يوقع على سجل التعازي إثر وفاة البابا    مزيان يُحذّر من تحريض الجمهور    هذا موعد بداية بيع الأضاحي المستوردة    صالونات التجميل تحت المجهر    صيدال يوقع مذكرة تفاهم مع مجموعة شنقيط فارما    مشاركة جزائرية في الطبعة ال39 لمعرض تونس الدولي للكتاب    السيد مزيان يؤكد على أهمية التكوين المتخصص للصحفيين لمواكبة التحولات الرقمية    أفضل لاعب بعد «المنقذ»..    بسبب بارادو وعمورة..كشافو بلجيكا يغزون البطولة المحترفة    إعادة دفن رفات شهيدين بمناسبة إحياء الذكرى ال67 لمعركة سوق أهراس الكبرى    تربية: إطلاق 3 منصات إلكترونية جديدة تعزيزا للتحول الرقمي في القطاع    "زمالة الأمير عبد القادر"...موقع تاريخي يبرز حنكة مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة    حج 2025 : إطلاق برنامج تكويني لفائدة أعضاء الأفواج التنظيمية للبعثة الجزائرية    غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 51495 شهيدا و117524 جريحا    الجمباز الفني/كأس العالم: تأهل ثلاثة جزائريين للنهائي    أكسبو 2025: جناح الجزائر يحتضن أسبوع الابتكار المشترك للثقافات من أجل المستقبل    الأونروا: أطفال غزة يتضورون جوعا    المجلس الشعبي الوطني : تدشين معرض تكريما لصديق الجزائر اليوغسلافي زدرافكو بيكار    هذه مقاصد سورة النازعات ..    هذه وصايا النبي الكريم للمرأة المسلمة..    ما هو العذاب الهون؟    كفارة الغيبة    بالصبر يُزهر النصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الاستيطان الإسرائيلي.. أوهام عقائدية على حساب حقوق البشر
نشر في الحوار يوم 24 - 10 - 2010

لم يعد الاستيطان الإسرائيلي مسألة استيلاء على الأرض الفلسطينية خلافا للقانون، ولم يعد مسألة أمر واقع يطلب الإسرائيليون الاعتراف به في المفاوضات مقابل تبادل الأراضي. لقد تجاوز الاستيطان هذا الوضع وأصبح واقعا معرقلا لمشاريع التسوية السياسية من أي جهة جاءت. لقد أصبح الاستيطان يعمل ضد الفلسطينيين، كما أصبح يعمل ضد المشاريع الأميركية سواء بسواء، وستكون لهذا الوضع نتائج بعيدة المدى، يمكن تصورها منذ الآن من بينها اضمحلال وتلاشي السلطة الفلسطينية وأجهزتها الإدارية والأمنية. وقيام حالة مواجهة مفتوحة بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية. وبروز سياسة ترحيل (ترانسفير) للفلسطينيين بأشكال مختلفة. وفشل أي محاولات للتسوية السياسية سواء كانت عربية أو أوروبية أو أميركية. ومن شأن هذا كله أن يضع المنطقة في حالة حرب لا يعرف أحد كيف تندلع أو متى تندلع. وقد بادرت أكثر من جهة حتى الآن إلى الإشارة إلى خطورة المدى الجديد للاستيطان الإسرائيلي... بينما عاد احتمال إقرار تجميد مؤقت جديد للاستيطان الإسرائيلي يطل برأسه من جديد رغم رفض المتشددين في حكومة بنيامين نتانياهو اليمينية تقديم اي تنازلات فيما يتعلق باستمرار البناء في مستوطنات الضفة الغربية.ومع انتهاء مهلة التجميد الجزئي السابق للاستيطان لمدة عشرة أشهر في 26 سبتمبر الماضي رفض نتانياهو تمديد هذا التجميد ما يهدد بوقف مفاوضات السلام المباشرة مع الفلسطينيين الذين يرفضون التفاوض في ظل استمرار الاستيطان.إلا ان رئيس الوزراء المح الى ان الملف لم يغلق نهائيا. وقال نتانياهو للصحافيين في افتتاح اجتماع مجلس الوزراء ''نخوض عملية مفاوضات دقيقة مع الإدارة الأميركية لإتاحة استمرار المفاوضات''. ولم يوضح نتانياهو مضمون هذه المفاوضات إلا إن وسائل الإعلام الإسرائيلية أشارت إلى عروض أميركية مغرية مقابل تمديد التجميد الجزئي للاستيطان.وقال وزير البيئة غلعاد اردان القريب من رئيس الحكومة معلقا ان ''رئيس الوزراء أعلن بوضوح عدم وجود أي قرار حتى ألان واذا ما تعين اتخاذ هذا القرار فانه سيتم اطلاع الوزراء عليه''. وكشف استطلاع ان نصف وزراء الحكومة الإسرائيلية يعارضون تجميدا جديدا للاستيطان يطالب به المجتمع الدولي.ووفقا للاستطلاع الذي أجرته صحيفة يديعوت احرونوت فان 15 من الوزراء الثلاثين في الحكومة الائتلافية يعارضون أي تجميد جديد للبناء في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية. في مقابل سبعة يؤيدون هذا التجميد فيما أبدى سبعة وزراء ترددا. علاوة على ذلك يعارض ثمانية من أعضاء الحكومة الأمنية ال15 أي تجميد جديد، يشار إلى ان الاستطان سياسة صهيونية بامتياز بدأت قبل قرنين من الزمن وتتوالى الحكومات الإسرائيلية المتوالية تطبيقها بالتزام شديد .. الاستيطان في ضوء القانون الدولي تعتبر إقامة المستوطنات في القانون الدولي بالإضافة إلي نقل سكان دولة الاحتلال إلي الإقليم المحتل مناقضة لكل المبادئ الدولية والاتفاقيات الدولية ومنها لائحة لاهاي 1907 واتفاقيات جنيف الرابعة لعام ,1949 وميثاق الأمم المتحدة والعهدين الدوليين للحقوق الاجتماعية والاقتصادية ...، والحقوق المدنية والسياسية، كما هي مناقضة لميثاق حقوق الانسان الصادر عام ,1948 بجانب إنها مخالفة للقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن عدم شرعية المستوطنات ووقفه وتفكيكها في المناطق المحتلة . إلا أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتمدت علي قواعد القانون الدولي وأحكامه وفقا لتفسيرات الشراع الإسرائيليين لبنود القانون الدولي بما يناسب أعمال قوات الاحتلال في الأراضي المحتلة، فبدات بإصدار أمرا عسكرياً خاصاً منشور رقم 3 '' بتعليمات الأمن '' جاء بمضمون المادة 35 منه '' يترتب علي المحكمة العسكرية ومديريتها تطبيق أحكام ومعاهدة جنيف الرابعة لعام 1949 بخصوص حماية المدنيين أثناء الحرب بصدد كل ما يتعلق بالإجراءات القضائية، وإذا وجد تناقض بين هذا الأمر وبين المعاهدة المذكورة فتكون الأفضلية لأحكام المعاهدة ''، غير أن القيادة العسكرية الإسرائيلية لم تلبث أن أوقفت سريان ونفاذ المادة 35 من المنشور السالف بموجب الأمر العسكري رقم 107 الصادر بتاريخ 11/01/7691 علي صعيد الضفة الغربية معللة قرارها بالقول '' إن أحكام اتفاقية جنيف الرابعة لا تتمتع بالسمو والأفضلية علي القانون الإسرائيلي وتعليمات القيادة العسكرية، وإن ما تضمنته المادة 35 من الإشارة لاتفاقية جنيف الرابعة جاء بطريق الخطأ لذا تم الغاؤه. تندرج الأراضي الفلسطينية حكماً ضمن نطاق ومفهوم الأراضي المحتلة لكونها وجدت فعلياً تحت سيطرة وادارة قوات أجنبية معادية وإجتازتها بإستخدام القوة دون وجه حق ، ونجحت فعلياً بالسيطرة عليها وادارتها عبر إقامتها لحكومة عسكرية تمارس دورها في حكم وادارة هذه الأراضي، وينظم القانون الدولي الإنساني ما يجب علي المحتل والتزاماته تجاه الممتلكات العامة والخاصة والموارد وثروات الأراضي المحتلة، كما ينظم حدود ونطاق الاستيلاء والمصادرة الأراضي أو الانتفاع بالأملاك العامة. أي أن القانون الدولي أوجد جملة من الضوابط والمعايير القانونية الواجبة علي المحتل واحترامها والالتزام بها حال شروعه في ممارسة واستخدام ما وضع لمنفعته من حقوق حيال الأعيان العامة والخاصة في الأراضي الخاضعة لسيطرته وإدارته. تناولت أحكام ونصوص لائحة لاهاي لعام 1907 في مواضع متفرقة من مضمونها حقوق والتزامات المحتل، فقد جاء بنص المادة 47 '' يحظر السلب حظرا تاما ''، كما ذكرت المادة 55 منها '' لا تعتبر دولة الاحتلال نفسها سوي مسؤول اداري ومنتفع من المؤسسات والمباني العمومية والغابات والأراضي الزراعية التي تملكها الدولة المعادية والتي توجد في البلد الواقع تحت الاحتلال وينبغي عليها صيانة باطن هذه الممتلكات وادارتها وفقا لقواعد الانتفاع ''.وعلي صعيد اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 تطرقت أحكامها لموضوع الاستيلاء ومصادرة ملكيات سكان الأراضي المحتلة وأعمال الاستيطان ونقل وترحيل سكان دولة الاحتلال المدنيين الي الأراضي الخاضعة لادارة وسلطة قواتها ، فقد نصت المادة 33 ''.... السلب محظور ...'' وفي المادة 49 أكدت علي '' عدم جواز قيام المحتل بنقل وترحيل سكانه المدنيين ...'' في حين عالجت المادة 53 موضوع هدم وتخريب الممتلكات '' يحظر علي دولة الاحتلال أن تدمر أي ممتلكات خاصة ثابتة أو منقولة تتعلق بأفراد أو جماعات أو بالدولة أو بالسلطات العامة أو المنظمات الاجتماعية ... بالإضافة إلي عدة مواد تنظم علاقة المحتل بالسكان المدنيين في ادارة شؤون حياتها المعيشية. إلي جانب الاتفاقيات تطرق بروتوكول جنيف الأول المكمل للاتفاقيات جنيف الأربع إلي حقوق والتزامات قوات المحتل تجاه الملكيات العامة والخاصة والمناطق والموارد الطبيعية علي الصعيد الإقليم المحتل حيث جاء نص المادة 54 منه ''يحظر مهاجم أو تدمير أو نقل أو تعطيل الأعيان والمواد التي لاغني لبقاء السكان المدنيين ... مهما كانت البواعث سواء كان بعض تجويع المدنيين أو لحملهم علي النزوح أو لأي باعث آخرس . بالرغم من أن القانون الدولي حصر حق المحتل في التصرف في الإقليم الخاضع لسيطرته في حالة الضرورة الحربية لاجراء وتنفيذ لأعمال المصادرة والهدم والتخريب وأن تكون الأعمال قاصرة علي قوات الاحتلال فقط وتكون محددة ومحصورة بتلبية وتغطية احتياجات ومتطلبات هذه القوات، إلا إن إسرائيل وقوات الاحتلال تستخدم تلك المبررات لأغراض استيطانية مخالفة لأحكام وقواعد القانون الدولي الإنساني . إن أعمال الاستيطان الجاري القيام بها وتنفيذها بإشراف ودعم وتمويل الحكومات الإسرائيلية تتعارض بوضوح مع مضمون المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة الي حظر مضمونها علي الاطلاق نقل وتوطين دولة الاحتلال لرعاياها المدنيين في الأراضي المحتلة . إما بخصوص موقف أحكام الاتفاقية من الممارسات التي تتلازم مع الاستيطان كأعمال التدمير والتخريب والمصادرة بطرق تعسفية فقد جاءت المادة 147 من الاتفاقية '' المخالفة الجسيمة التي تشير إليها المادة السابقة هي التي تتضمن أحد الأفعال التالية إذا اقترفت ضد أشخاص محمييم أو ممتلكات محمية بالاتفاقية منها القتل العمد؛ التعذيب؛ المعاملة اللإنسانية بما في ذلك التجارب الخاصة بعلم الحياة وتعمد إحداث آلام شديدة أو بالأضرار الخطيرة بالسلامة البدنية أو بالنفي أو النقل غير المشروع .... الخ، وتدمير واغتصاب الممتلكات علي نحو لا تبرره الضرورة الحربية وعلي نطاق كبير وبطريقة غير مشروعة وتعسفية ز. وبموجب مضمون المادة 58 من بروتوكول جنيف الأول أُعتبرت هذه الممارسات جرائم حرب وقد جاء في البند الرابع من المادة السالفة '' تعد الانتهاكات الجسيمة للاتفاقيات ولهذا الملحق بمثابة جرائم حرب وذلك مع عدم الإخلال بتطبيق هذه المواثيق ز لم يقف انتهاكات وخرق السلطات الإسرائيلية المحتلة جراء الاستيطان الجاري القيام به وتنفيذه في الأراضي المحتلة علي قواعد وأحكام القانون الدولي وأنما تجاوز ذلك إلي عدم الانصياع إلي قرارت الشرعية الدولية المتمثلة في قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للامم المتحدة، حيث صدرت عدة قرارات بإنكار أي صفة قانونية للاستيطان أو الضم وطالبت بالغائه وتفكيكه بما في ذلك الاستيطان في القدس الشرقية ومنها قرارات مجلس الأمن رقم 446 لسنة 1979 الذي أكد علي أن الاستيطان ونقل السكان الإسرائيليين للأراضي الفلسطينية المحتلة غير شرعي، كما قضي قرار رقم452 للعام نفسه بوقف الاستيطان في القدس وعدم الاعتراف بضمها، كما دعي إلي تفكيك المستوطنات القرار رقم 465 لسنو 1980 ، بالإضافة إلي قرارالجمعية العامة بهذا الصدد حتي بداية عقد التسعينيات وماتلاه من اتفاقيات تسوية بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني فيما عرف باتفاقيات اوسلوا .لا شك بأن الاستيطان الإسرائيلي وانعكاساته علي صعيد الإقليم الفلسطيني أرضاً وسكاناً قد انتهك بجانب ما أوردناه حقوق الإنسان الفلسطيني وحرياته الأساسية وسلامته الشخصية بالإضافة إلي انتهاكه لحقوقه الاقتصادية والتصرف والانتفاع بمقدرات وثروات إقليمه ، كما أعاق الاستيطان حق الأفراد في التنقل بحرية في بلدهم، ويتضح أثر ذلك في مجالات مختلفة منها الحواجز الإسرائيلية القائمة بشكل ثابت علي مداخل ومخارج المدن الفلسطينية والطرق الرئيسة والالتفافية المؤدية للمستوطنات، كماهو الحال في الإغلاقات المتعددة والمتكررة للمدن والقري الفلسطينية الواقعة بالقرب منها لضمان أمن المستوطنيين . إن خطورة الاستيطان وأثاره المدمرة لاتنعكس علي ما تجسده هذه الظاهرة من مساس واضح بالإقليم الفلسطيني، بل تجاوز ذلك إلي المساس بالوحدة الجغرافية للأراضي الفلسطينية جراء الفواصل العمرانية اليهودية التي أوجدها المستوطنيين بين المدن والتجمعات الفلسطينية فضلاً عن التحكم الواضح في هيكلية المدن الفلسطينية ومخططاتها التنظيمية، وأخيراً جاء جدار الفصل العنصري ليحقق مزيد من فرض الأمر الواقع الإسرائيلي، وخلق جملة من الحقائق يتعذر بعدها التراجع عنه. الاستيطان الإسرائيلي... أوهام عقائدية على حساب الحقوق الإنسانية مع استمرار الاستطان تستمر اختلافات الرأي بخصوص هذه القضية الشائكة الذي تتزايد المطالبة من قبل الإسرائيليين في الإسراع بتنفيذه واضعين بذلك يأس قوي بخصوص حل الأزمة بشكل سلمي، لاسيما وان المحادثات التي تجري بين الجانبيين لم تسفر عن أي نتائج فكل من الطرفين مازال متمسك بموقفه، وبذلك لا يتيح هذا المجال للوصول إلى حلول. بينما يؤكد الفلسطينيين تمسكهم بأرضهم متجاوزين بذلك كل الأساليب التي تمارس من قبل الإسرائيليين من ضرب واعتقال، حتى وصل الحال إلى حرق بعض المساجد وعدد من المصحف الكريم، ولكن هذا زاد من قوة التحدي لدى الفلسطينيين للوقوف بوجه هذه المؤامرة والتصدي لها، رغم إن هناك إصرارا من قبل المستوطنين اليهود الذين يدعون بأنهم لن يتراجعوا عن قرارهم. حيث يقول بنيامين نتانياهو ان أي انسحاب إسرائيلي من الأراضي المحتلة سيكون بمثابة قطع أحد أطرافه. وفي هذا السياق يقول واحدا من نحو 300 ألف يهودي يعيشون في مستوطنات بنيت في أراض محتلة بالضفة الغربية يسعى الفلسطينيون لإقامة دولتهم المستقبلية عليها يعبر بنيامين عن كرأي الكثيرين وهو أن هذه
الأرض هي أرض الميعاد ولا يمكن أبدا التنازل عنها ولو حتى مقابل السلام.الرغم من أنه ليس كل المستوطنين يعترضون على محادثات السلام التي ترعاها الولايات المتحدة والتي بدأت في الثاني من سبتمبر فان كثيرين يعارضونها بشدة ويقولون إنهم سيبذلون قصارى جهدهم للاحتفاظ بمنازلهم والحيلولة دون التوصل الى اتفاق. وتوضح مثل تلك المعتقدات مدى صعوبة التوصل الى اتفاق سلام خاصة أن الفلسطينيين يعتبرون أن إزالة عشرات من المستوطنات في إطار أي اتفاق يجري التوصل إليه قضية مسلم بها. ويتهم الفلسطينيون المستوطنين بتدمير أشجار الزيتون واضرام النار في حقول. وفي إطار سياسة التنجيع الصارمة التي انتهجها، اقتلعت الكروم، وتم تخفيض أجور العمال اليهود. ونتيجة لذلك اختار كثيرون منهم مغادرة البلاد، في موازاة ذلك حصلت أزمة إضافية، تمثلت في حدوث فترة انقطاع في عملية امتلاك الأرض وتكديسها في الأيدي اليهودية. المفاوضات و لعبة الاستيطان لم يكن من المناسب أن يحتل موضوع تجميد الاستيطان، ويهودية الدولة أي حيّز في تلك المفاوضات؛ باعتبار أن الاستيطان باطل، وغير مشروع. وحيث لا ينبغي اعتبار التجميد المؤقت مطلبًا للمفاوض الفلسطيني غير قابل للتنازل، لأن إزالة المستوطنات هو المطلب البديهي لما يمثله الاستيطان من انتهاك صريح لميثاق الأمم المتحدة، واتفاقية جنيف الرابعة، وتهديدًا للحقوق المدنية والقانونية والإنسانية للشعب الفلسطيني؛ لأنه لا يجوز قانونًا للمحتل تغيير طبيعة الأراضي المحتلة، إلى جانب ما يشكله من انتهاك للشرعية الدولية المتمثلة في قرارات الأمم المتحدة، ولاسيما القرارات رقم 242 و338 و (3623)، ولمبدأ الأرض مقابل السلام الذي نص عليه مؤتمر مدريد عام ,1991 ولاتفاقيتي أوسلو، وخريطة الطريق، إلى جانب ما يمثله البناء الاستيطاني الإسرائيلي من مخالفة صريحة لأحكام المادة 17/2 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي تنص على أنه لا يجوز تجريد أحد من ملكه تعسفًا. كذلك لا ينبغي أن يغيب على أحد أن تبديد الوقت والجهد، وأسلوب الخداع والتضليل الذي تحرص عليه إسرائيل في مفاوضاتها مع الفلسطينيين التي بدأت قبل 18 عامًا، إنما يهدف إلى محاولة إقناع العالم زيفًا وبهتانًا بأنها راغبة في السلام، وإلى تكريس وفرض الأمر الواقع الذي يتلاءم مع مخططاتها التوسعية، وهي اللعبة التي لم تعد تخفى قواعدها على الفلسطينيين.. بمهلة أو بدون مهلة الاستيطان باطل، ولا ينبغي أن يكون بندًا للتفاوض، وإلاّ فحول أي أرض سوف يتفاوض الجانب الفلسطيني؟ هذه التي يقضمها الاحتلال بمستوطناته، أم تلك التي استبقاها للفلسطينيين تخلصًا من صداع أمنى، ومخاوف مستقبلية؟ الاستيطان مرفوض، والمفاوضات حول السلام النهائي لا يمكن أن تستمر تحت وطأة تهديدات المستوطنين.تهديدات حكومة نتانياهو بالعودة الى الاستيطان، واكتفاء الرئيس الأمريكي أوباما بالإعراب عن الأمل في توقف الاستيطان خلال المفاوضات دون ضغوط أمريكية حقيقية على حكومة نتانياهو، لا يدعان فرصة للشك أن مصير أي مفاوضات في ظل الاستيطان ستون نتائجها تعادل الصفر. تاريخ الاستيطان الإسرائيلي ..في محطات في ما يلي تذكير بالتواريخ الكبرى للاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية منذ 1967: * 1967: إسرائيل تحتل القدس الشرقية وقطاع غزة والضفة الغربية خلال حرب جوان الأيام الستة (النكسة)، وفي سبتمبر 1967 تم بناء أول مستوطنة يهودية هي مستوطنة كفر عتصيون (جنوب القدس). *ماي 1977: مناحيم بيغن يوسع نطاق القانون الاسرائيلي ليشمل مستوطنات الضفة الغربية وقطاع غزة مع وجود 31 مستوطنة (4400 نسمة) خارج القدس الشرقية. جويلية 1980: الكنيست (البرلمان) يعلن ان القدس ''الموحدة'' هي ''عاصمة'' دولة اسرائيل. ماي 1994: بعد ثمانية اشهر على توقيع اتفاقات اوسلو، تنسحب اسرائيل من غالبية انحاء قطاع غزة ومن سبع مدن في الضفة الغربية. السلطة الفلسطينية ترسي دعائم حكمها في اراضي الحكم الذاتي هذه. أوت 1996: رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يلغي قرار الحظر الجزئي على البناء في المستوطنات والذي اقره سلفه اسحق رابين في .1992 1999: وصول رئيس حزب العمل ايهود باراك الى السلطة. قرابة 180 الف مستوطن يقيمون في 123 مستوطنة في الضفة الغربية وقطاع غزة. سبتمبر 2005: اسرائيل تنسحب بشكل احادي الجانب من قطاع غزة حيث كان يقيم حوالى ثمانية الاف مستوطن في 21 مستوطنة، كما تنسحب من اربع مستوطنات في شمال الضفة الغربية - 23 جانفي 2008: بلدية القدس تعلن بناء ما يقرب من 2500 وحدة سكنية جديدة في الاحياء الاستيطانية اليهودية.اكثر من 180 الف يهودي يعيشون في 12 حيا استيطانيا في الشطر الشرقي من المدينة المقدسة. 4 جوان 2009: الرئيس الاميركي باراك اوباما يحض اسرائيل على وقف الاستيطان.وفي نوفمبر بنيامين نتنياهو يعلن وقفا جزئيا لمدة عشرة اشهر للتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية. سبتمبر2010: عشية استئناف مفاوضات السلام المباشرة بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية في واشنطن، نتنياهو يؤكد ان تجميد البناء في مستوطنات الضفة الغربية ينتهي اواخر (سبتمبر).بحسب الارقام الرسمية يفوق عدد المستوطنين المقيمين في مستوطنات الضفة الغربية 300 الف مستوطن. وفي 10 سبتمبر: باراك اوباما يطالب اسرائيل بتمديد قرار تجميد الاستيطان في الضفة الغربية. قالت بأنها تهدد حقوق الإنسان الفلسطيني العفو الدولية تؤكد أن خطط الاستيطان الإسرائيلية غير قانونية حثت منظمة العفو الدولية السلطات الإسرائيلية على التخلي عن خططها لبناء 238 وحدة سكنية جديدة في المستوطنات الإسرائيلية في القدس الشرقية المحتلة. وقال فيليب لوثر، نائب مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، إنه ''يتعين على السلطات الإسرائيلية التوقف فوراً عن توسعة مستوطناتها في القدس الشرقية وباقي مناطق الضفة الغربية المحتلة''. ''ليس فحسب لأن بناء المستوطنات مخالف للقانون الدولي، وإنما لأنه يستتبع جملة من الانتهاكات للحقوق الإنسانية للفلسطينيين الذين يعيشون في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك حقهم في السكن الكافي وفي المياه.س ارتفعت إلى 3.841 مليارات دولار واشنطن تكافئ الاستيطان برفع ضمانات القروض لإسرائيل كشفت وزارة الخزانة الأميركية دعم الإدارة في واشنطن سياسة الاستيطان الإسرائيلية بتأكيدها ارتفاع ضمانات القروض التي منحتها واشنطن إلى إسرائيل، على الرغم من استمرار الأخيرة في سياسة التوسع الاستيطاني. وفيما وصفت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عن المفاوضات بالابتزاز والدعوة إلى الاستسلام، وتفصيلاً، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، أن ضمانات القروض التي منحتها واشنطن لإسرائيل ارتفعت إلى 3.841 مليارات دولار، في الأول من أكتوبر الجاري، وعليه فإن استمرار الاستيطان لم يؤثر في هذه الضمانات. وجاء إعلان وزارة المالية الأميركية في ختام اجتماع مجموعة التنمية الاقتصادية المشتركة الأميركية الإسرائيلية في القدس. في تقرير للأمم المتحدة الاستيطان الإسرائيلي انتهاك للقانون الدولي قال مسؤول بالأمم المتحدة ان قرار إسرائيل السماح ببناء 238 وحدة سكنية جديدة، ينتهك القانون الدولي ويتعارض مع الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا لتسوية النزاع في الشرق الأوسط. وابلغ اوسكار فرنانديز تارانكو، مساعد الأمينا العم للأمم المتحدة للشؤون السياسية، مجلس الأمن ان القرار الاسرائيلي الذي اتخذ الاسبوع الماضي خلق ''المزيد من الصعوبات'' امام جهود اللجنة الرباعية الدولية المعنية بالسلام في الشرق الاوسط.وقال تارانكو ''يظل الأمين العام ''للامم المتحدة''على اعتقاده ان إغلاق الباب أمام السلام سيجعل إعادة فتحه أمرا صعبا للغاية''. واضاف ''لا يوجد بديل عن التسوية عبر التفاوض التي من شأنها ان تفضي إلى اقامة دولة فلسطين المستقلة القادرة على الحياة، والتي تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل في سلام وأمن. مؤكدة أنها تعد جريمة وعدوانا صهيونيا جديدا حماس تدين حملة الاستيطان الإسرائيلي المتجددة دانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حملة الاستيطان الإسرائيلي المتجددة مؤكدة انها تعد جريمة وعدوانا صهيونيا جديدا يكشف زيف ادعاءات الصهاينة حول السلام.وقالت الحركة ''ان استمرار المفاوضات العبثية مع الاحتلال في ظل السياسة الاستيطانية يؤكد مرة أخرى فشل هذا النهج'' مبينة ان الاحتلال الإسرائيلي يتخذ من المفاوضات العبثية غطاء لسياساته الاستيطانية بهدف ابتلاع المزيد من الأرض وتهويد القدس وتصفية القضية الفلسطينية.وجددت الحركة مطالبتها بوقف المفاوضات والانسحاب منها فورا داعية ''أبناء الشعب الفلسطيني والفصائل الفلسطينية كافة إلى التكاتف صفا واحدا في مواجهة الاحتلال ومشاريعه الاستيطانية''.ودعت الدول العربية ولجنة المتابعة العربية الى ''رفع الغطاء عن المفاوضات العبثية والى دعم صمود ومقاومة شعبنا في مواجهة الاحتلال وسياساته الاستيطانية.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.