اختار الديوان الوطني للثقافة والإعلام تخصيص وقفة عرفان للمخرج الجزائري المخضرم، غوثي بن ددوش، في برنامجه السينمائي لشهر سبتمبر، حيث برمج عرض آخر أعماله السينمائية “أرخبيل الرمال” بقاعة الموقار من 16 إلى 30 سبتمبر الجاري. يعد المخرج غوثي بن ددوش من المخرجين الجزائريين الذين لهم بصمة واضحة في السينما الجزائرية، من خلال أفلامه الوثائقية والروائية ومنها “الليل يخاف من الليل” 1965، “جزائرنا” 1967(فيلم وثائقي حربي)، “العرق الأسود”. 1970، “الحصاد المر” 1982 و«الجارة” 1989، كما شارك في العديد من المهرجانات الدولية من خلال أفلامه المختلفة، ونال عدداً من الجوائز. ويكشف فيلمه “أرخبيل الرمال”، المنتج سنة 2007، عن بعض الجوانب الخفية من تاريخ الاحتلال الفرنسي بالجزائر، مستحضرا العلاقة الإنسانية التي ربطت شابا فرنسيا بسكان قرية “أولاد ناصر” ببسكرة، ورفضه الممارسات الوحشية التي يرتكبها الجيش الفرنسي ضدهم. هو آخر عمل سينمائي للمخرج غوثي بن ددوش “أرخبيل الرمال”، كان عرضه الأول في 2011، حيث عمد على تعرية بعض الجوانب الخفية من تاريخ الاحتلال الفرنسي بالجزائر قبل الحرب العالمية الثانية، مستعينا في ذلك بديكور طبيعي مائة بالمائة، حيث رصد حقبة مهمة بالنسبة إلى سكان قرية “أولاد ناصر” الواقعة بضواحي مدينة بسكرة. وتكشف أحداث فيلم “أرخبيل الرمال” لكاتب السيناريو مراد بربون والمنتج بشير درايس، طيلة ما يقارب ساعة ونصف ساعة من الزمن، عن العلاقة الإنسانية التي ربطت شابا فرنسيا بأهل قرية “أولاد ناصر” وتعاطفه معهم، بعد معاينته للواقع المأساوي الذي كانوا يتخبطون فيه. ويروي الفيلم قصة الشاب الفرنسي، جون برتييه، المولع بالفن التشيكلي، الذي يقرر القيام بزيارة استكشافية للجزائر، وبالضبط إلى مدينة بسكرة التي يعجب بمناظرها الخلابة ومواقعها الأثرية، قبل أن يلتقي بالشيخ قاسم أحد أعيان المنطقة، فتجمعهما علاقة صداقة، رغم سوء الأوضاع التي تعرفها الجزائر، وما يقوم به الجيش الفرنسي من مجازر ضد الجزائريين. ثم تتتابع الأحداث تصاعديا، لتتعقد الحبكة الدرامية، عندما يتفاجأ “جون برتييه” بالمخططات القذرة التي كانت تعدّها القوات الفرنسية، لإخلاء المنطقة من سكانها وتحويلها إلى قاعدة عسكرية، ما يدفعه لرفض الفكرة والتعاطف مع الجزائريين الذين تقاسم معهم أجمل الذكريات، خلال تنقله إلى عدد من المواقع التي ترجمها عبر الريشة والألوان إلى لوحات تشكيلية، وهو ما لم يتقبله الضباط الفرنسيون الذين كانوا بدورهم أصدقاءه. وتتأزم الأوضاع في المنطقة معلنة عن حرب دامية خلفت العديد من الضحايا، وفي مقدمتهم الشيخ قاسم، الإنسان المسالم والأب الروحي لقرية “أولاد ناصر”، ليقف جون برتييه وحيدا مصدوما، وسط حمّام من الدّم، امتزجت فيه دماء أقرب الناس إليه. وسجل الفليم مشاركة عدة ممثلين جزائريين وفرنسيين، على غرار عبد الحميد رماص الذي تقمص شخصية الشيخ قاسم، وإيمانويل تكسيرو الذي أدى دور جون برتييه، إضافة إلى عبد العزيز قردة وياسين بن جملين وآخرين. يذكر، فإنّ المخرج غوثي بن ددوش من مواليد مدينة تلمسان عام 1936، درس فن السينماتوغرافيا وتخرّج من المعهد العالي للفنون السينمائية في باريس.