سارت عملية التفاوض بين إيران والدول الغربية العظمى، خلال اليومين الماضيين، بخطوات متسارعة وإيجابية باتجاه وضع حد نهائي لأزمة نووية إيرانية عمرت لعدة سنوات وعكرت صفو العلاقات بين الطرفين. وتأكد ذلك بعد انتهاء ثالث جولة من المفاوضات النووية، أمس، بين إيران والدول الغربية بالاتفاق على التوجه إلى المرحلة القادمة الخاصة بصياغة نص اتفاق شامل يطوي نهائيا ملف هذه الأزمة. وقالت كاثرين اشتون، رئيسة الدبلوماسية في الاتحاد الأوروبي ورئيسة الوفد الغربي المفاوض، في ختام المفاوضات أنه تم الاتفاق على الاجتماع مجددا ابتدءا من 13 ماي القادم بالعاصمة النمساوية من أجل "العمل على العناصر الملموسة لاتفاق شامل محتمل". وأضافت أن "عملا مكثفا سيكون ضروريا من أجل تجاوز الخلافات الطبيعية المتواجدة في هذه المرحلة". من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، رئيس الوفد الإيراني المفاوض، أن "ما هو مطروح على الطاولة هو أن إيران ستواصل برنامجها النووي الذي يجب أن يكون سلميا"، معبرا في الوقت نفسه عن أمله في إمكانية التوصل إلى اتفاق نهائي. وخرج الوفدان المفاوضان من جلسة المفاوضات التي دامت يومين واحتضنتها العاصمة فيينا بمؤشرات إيجابية بنجاح الجولة وأشارا إلى أن الأمور تتجه في الاتجاه الجيد. وهو ما أكده عباس الراقجي، مساعد وزير الخارجية الإيراني، الذي قال في تصريح أدلى به في ساعة متأخرة من مساء أول أمس أن الطرفين تمكنا وفي اليوم الأول من المفاوضات من تقليص هوة الخلاف حول عديد القضايا الخلافية. ورغم اعترافه بوجود عدد من القضايا مازالت عالقة فانه وصف الأجواء التي جرت فيها العملية التفاوضية بالجيدة. ونفس الانطباع أبداه مسؤول أمريكي سام لم يكشف عن هويته، بعد أن وصف الاجتماع الثنائي الذي جمع مساء أول أمس الوفد الإيراني بالأمريكي ب«المهني والمفيد". يذكر أن جولة المفاوضات التي احتضنتها العاصمة النمساوية على مدار اليومين الماضيين هي الثالثة بين طهران والغرب بعد اتفاق جنيف النووي الموقع بين الجانبين، شهر نوفمبر الماضي، وكان بمثابة نقطة البداية باتجاه احتواء أزمة نووية إيرانية دامت لسنوات. ويسعى الطرفان إلى تقريب وجهات نظرهما قدر الإمكان بما يسمح لهما بالبدء في صياغة نص اتفاق شامل خلال اجتماعها المقرر شهر ماي القادم. وبالتزامن مع ذلك، عاد مرشد الجمهورية الإيرانية، آية الله علي خاميناي، ليؤكد، أمس، تأييده للمفاوضات النووية الجارية مع الغرب. وقال في تصريحات، أمس، أن إيران وافقت على التفاوض على برنامجها النووي من أجل "كسر الجو العدائي إزاء الجمهورية الإسلامية " وأكد على ضرورة مواصلة المفاوضات. ولكن خاميناي أكد انه "ورغم استمرار هذه المفاوضات فان إيران لن توقف أبدا أنشطتها وأبحاثها في المجال النووي". بمقابل ذلك، كشفت تقارير إعلامية غربية، أمس، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية أكدت أن رفع العقوبات عن إيران "يجب أن يكون بشكل تدريجي وليس دفعة واحدة". وذكرت هذه التقارير أن رفع العقوبات الاقتصادية "يجب أن يبدأ من جانب الدول التي أعلنت فرض الحظر على إيران" فيما يبقى الحظر الذي فرض عن طريق قرارات الأممالمتحدة يناقش أولا على المستوى الأممي.