تغيرت ذهنيات أصحاب الشركات الوطنية المشارِكة كل سنة في معرض الجزائر الدولي، ليتحول التفكير من العرض بهدف التعريف فقط بالمنتوج، إلى التنافس على إبراز الجديد في كل مرة، مع التركيز على النوعية والجودة لاستقطاب اهتمام رجال أعمال جزائريين وأجانب؛ حتى يتم تسويق بضاعتهم في الخارج؛ فلا تمر على جناح إلا وتجد صاحبه يتباهي بمنتوج جزائري الصنع 100 بالمائة، ليستقطب اهتمام الزوار، الذين أبدوا، من جانبهم، إعجابهم بتطور الصناعة الجزائرية، خاصة في مجال الصناعات الغذائية؛ من مشروبات وعصائر وعجائن، بالإضافة إلى الصناعات الكهرومنزلية، التي أصبحت تنافس أكبر العلامات العالمية. وقد اختارت 453 مؤسسة جزائرية بين عمومية وخاصة هذه السنة، المشاركة في الطبعة ال 47 لمعرض الجزائر الدولي، لإبراز ما جادت به اليد العاملة الجزائرية من منتجات أصبحت تنافس من ناحية الجودة والنوعية، أكبر العلامات العالمية. وبعد أن اكتسبت أغلب الشركات الخبرة في صناعة العديد من المنتجات وطوّرت من معدات العمل، تحوّل الاهتمام من تلبية طلبات السوق الوطنية إلى البحث عن شركاء خارج الوطن لتسويق المنتوج، مع توفير ما هو أحسن بأقل تكلفة؛ تماشيا ومداخيل جميع فئات المجتمع.
من أجهزة التلفاز إلى الهواتف النقالة واللوحات الرقمية تحوّل اهتمام العديد من منتجي أجهزة التلفزيون من الجهاز العادي إلى الجهاز ثلاثي الأبعاد و«أش دي" المتطور، التي يوفّر خدمة الصوت والصورة عالية الدقة، وهي المنتجات التي تنافس أكبر العلامات بالسوق الجزائرية، وتمكنت من استقطاب اهتمام الزبائن بالنظر إلى خدمات ما بعد البيع وتوفير قطع الغيار. ومن بين الشركات المتخصصة التي أثبتت تواجدها بالسوق الوطنية "شركة إيريس سات"، التي شرعت في تسويق منتجاتها منذ سنة 2004، لتبلغ اليوم نسبة 70 بالمائة من قيمة إدماج القطع المصنَّعة محليا في إنتاج أجهزة التلفاز والثلاجات والمكيفات الهوائية. ونظرا لشغف المواطن بكل ما هو عصري وحديث في أجهزة الاتصال، تقول المكلفة بالإعلام إيمان سياح، قرر القائمون على الشركة مرافقة التطور التكنولوجي وتركيب تجهيزات عصرية، تنوعت بين "البلازما" والجهاز "ثلاثي الأبعاد"، لتتوصل اليوم إلى تركيب جهاز تلفاز بتقنيات "أش دي" عالية الدقة، وهي أجهزة متطورة جدا، لها شكل جديد بقطر لا يتعدى 4 سنتيمترات، مع دمج تقنية "هوم سينما" بالجهاز مباشرة لتحسين نوعية الصوت. بالمقابل، تم توفير هذه الخدمات الحديثة في عدة أحجام، حتى يتمكن المواطن من اقتناء مثل هذه التجهيزات، التي شهدت خلال السنوات الفارطة تطورا ملحوظا. كما قرر القائمون على الشركة تنويع المنتجات للشروع، ابتداء من الشهر المقبل، في تسويق أجهزة هواتف نقالة ذكية بعد إطلاق خدمات الجيل الثالث من الهاتف النقال، بالإضافة إلى تسويق مجموعة من اللوحات الرقمية وأجهزة الحاسوب النقال، وهي المنتجات التي تعوّل عليها الشركة للرفع من عدد زبائنها، خاصة أنها تراهن على السعر والجودة لاكتساح سوق الهواتف النقالة.
أطباق وكؤوس كارتونية لحماية البيئة انفرد مجمع "تونيك صناعة" للتغليف وصناعة الورق، باقتراح خدمة جديدة للعائلات؛ تزامنا مع موسم الاصطياف، تسمح للعائلات بالمساهمة في حماية البيئة من التلوث؛ من خلال استغلال منتوج جديد، يتمثل في حقيبة ورقية تضم أطباقا وكؤوسا مصنوعة من الكارتون، مع ضمان توفير فراش ورقيّ ومناديل، وهي منتجات سهلة للرسكلة، وتحل معاناة العائلات التي تضطر في كل مرة لنقل العديد من المستلزمات، لإعداد مائدة الإطعام خارج البيت. وحسب تصريح المكلف بالدراسات بالمجمع السيد حكيم أوكالي، فقد تم استغلال نتائج تحقيق ميداني، قام به الأعوان بخصوص جمع اقتراحات عدد من ربات البيوت حول أحسن وسيلة لتسهيل تنقلات العائلة للتنزه على شاطئ البحر أو في المساحات الخضراء، من دون عناء الاهتمام بنقل عدد كبير من الأغراض لضمان تحضير مائدة الغَداء، وهنا تم تنفيذ فكرة تغيير الأطباق والكؤوس الزجاجية بأخرى ورقية، مع ضمان توفير أفرشة ورقية ومناديل في حقيبة يد واحد، حُددت تكلفتها ب 160 دج. وبخصوص أماكن تسويق المنتوج الجديد المعَد بالتنسيق مع وزارة البيئة وتهيئة الأقاليم، أشار ممثل الشركة إلى أنه تم اختيار المحلات التي تسوّق المظلات الشمسية وكل مستلزمات التنزه على شاطئ البحر، بالإضافة إلى عدد من المساحات التجارية الكبرى.
استغلال الحواس الخمس للإنسان لإيصال معلومات إشهارية زهير حميماس مسيّر شركة "بوب كار" للإشهار، استقطب زوار الجناح المركزي بمنتوجه الجديد المقترح على المهنيين، والمتمثل في بطاقة المعلومات الشخصية على شكل حاملة بيانات رقمية "فلاش ديسك"، وهو المنتوج الذي يسهل عمل رجال الأعمال ويخفّف عنهم عناء نقل العديد من الوثائق خلال تنقلاتهم المهنية، وما عليهم إلا تحميل كل البيانات المتعلقة بمؤسساتهم عبر الحاملة للبيانات بطاقة 4 جيغا و8 جيغا. وحسب تصريح مسيّر الشركة ل "المساء"، فإنه ينوي استغلال الحواس الخمس للإنسان لتطوير منتجاته، مع استغلال كل الأشياء التي ينقلها الواحد فينا معه باستمرار، منها حاملة المفاتيح، النظارات، البطاقات المهنية، ناشر العطر داخل المنازل أو السيارات، بالإضافة إلى علب المناديل الورقية، وهي منتجات نستغلها للإشهار لعلامة معيَّنة.
