ربما يعتقد البعض أن إزاحة المسؤول الأول السابق عن قطاع التربية والتعليم ابو بكر بن بوزيد انتصارا للقطاع بعد المجازر التي ارتكبها الرجل في هذا القطاع وجعله حقل تجارب حقيقي لجيل كامل من التلاميذ الذين تخرجوا اليوم من الجامعات، ولكنهم في الوقت ذاته بدون زاد علمي حقيقي لدرجة أن جامعات العالم تعيد رسكلتهم وتدريسهم من جديد، وربما بعضهم عليه أن يعيد الدراسة من جديد، وفي الوقت ذاته فإن بوزيد يعد خسارة كبرى لتلاميذ السنة النهائية الكسالى وما أكثرهم في هذه البلاد، الذين تعودوا النجاح والانتقال بسهولة إلى الجامعة، لدرجة أن نسب البكالوريا في السنوات الأخيرة لم تضاهيها نسبة أخرى منذ الاستقلال، ولا تستغربوا إن شاهدتم تلاميذ السنة النهائية لهذا العام يستهلون عامهم الدراسي بإضراب مفتوح حتى عودة " عمي بون بوزيد" ولن تستغربوا إذا أشعل هؤلاء التلاميذ ثورة حقيقية في الشوارع وأعلنوها عصيانا حتى عودة الوزير، وربما لمقتضيات المرحلة التي تمر بها المنطقة العربية، وما يحدث في الجوار تستعيد وزارة التربية مسؤولها معززا مكرما ليفرح التلاميد السابقون واللاحقون بهبات الوزير التي تشبه هبات رأس العام، ليصبح " الباك" هبة بن بوزيد للجزائريين، وربما هي الحسنة الوحيدة التي سيظل يذكرها له أجيال من التلاميذ الكسالى طيلة حياتهم، فمن قال أن بن بوزيد غير محبوب .