حطت ولاية عنابة بتراثها الأصيل رحالها ضيفة على أولاد نايل في إطار تبادل ثقافي من شأنه الكشف عن أعماق وفسيفساء الطبوع الثقافية والفنية التي تتميز بها هذه الولاية الساحلية . وفي جو إحتفالي بهيج بدار الثقافة " ابن رشد " بمدينة الجلفة أفتتحت سهرة أمس الأحد فعاليات تظاهرة الأسبوع الثقافي والفني لولاية عنابة بحضور جمهور معتبر كانت له فرصة الإستمتاع بالوصلات الغنائية التي أبدعت في آدائها فرقة العيساوة وكذا بالطابع الفني للمالوف الذي كان حاضرا وبقوة حيث كان له عبق فني خاص كونه يعكس التراث الأصيل للفن الجميل . وحملت حقيبة التراث المادي واللامادي لولاية عنابة التي تتموقع تحت أقدام جبل الإيدوغ الأشم وتأخذ طمأنينتها وهدوؤها من الساحل المنحدر من حوافي نهر السيبوس كل ما من شأنه التعريف بماضي وحاضر عنابة وعبق التاريخ وشواهد الحضارات التي توالت عليها . كما تسمح أيضا فرصة الأبواب المفتوحة على فضاء المعرض المنظم ضمن فعاليات هذا الأسبوع الثقافي بإكتشاف المعالم التي لا تزال تحفظ ذاكرة عنابة كالموقع الأثري لهبيون المصنف كتراث وطني سنة 1968 هذا الموقع الذي من مكوناته حفرياته التي أقيمت في الفترة الممتدة بين ( 1927 -1964 ) الحمامات الشمالية والجنوبية والمسرح الروماني والحي المسيحي الذي توجد به " بازيليكا السلام " التي عرفت تواجد القديس " أوغستين " طوال 30 سنة كما تحوي هيبون على منازل وعيون و زخارف فنية وصفائح الفسيفساء الأرضية. ومن بين المعالم التي ترسم تاريخ عنابة إلى جانب جامع الباي الذي يعود تاريخ بنائه إلى العهد العثماني يوجد بها مسجد أبو مروان الشريف الذي يعتبر من أقدم المعالم الإسلامية الأربعة بالجزائر حيث يأتي مع مسجد سيدي بومدين دفين تلمسان وزاوية سيدي عقبة ببسكرة وضريح إبن زكريا يحي ببجاية . وجدير بالذكر وحسب رئيسة الوفد الثقافي العنابي السيدة آيت يخلف جميلة فإن المعرض المتاح للزوار الجلفاويين طيلة عمر التظاهرة التي يتخلل برنامجها سهرات فنية متنوعة يكشف أيضا جوانب مختلفة من تراث " بونة " الأصيل كما هو الحال في جناح المخطوطات وكذا إبداعات الفنون التشكيلية ومعرض الخزفيات واللباس التقليدي الذي يكشف عن زينة المرأة العنابية فضلا عن ما تجود به أنامل الحرفيين في صناعة الفضة والحلي .